تاريخ النشر: 30 تشرين الأول 2025

تفاصيل اغتيال 3 شبان برصاص الاحتلال غرب جنين

 

كتب محمد بلاص:

 

كانت عقارب الساعة تقترب من الثانية والنصف من فجر أول من أمس، عندما بدأت القوات الإسرائيلية الخاصة من وحدات "المستعربين" بمحاصرة منطقة جبلية في قرية كفر قود غرب جنين، مستهدفة كهفاً تحصن بداخله ثلاثة شبان من مخيم جنين، بعد بدء العدوان الإسرائيلي على المخيم في الواحد والعشرين من كانون الثاني الماضي.
والشهداء الثلاثة أحمد عزمي عارف النشرتي (29 عاما)، وزياد ناصر محمد أبو جعص (23 عاما)، وعبد الوهاب حسن عبد الوهاب علاقمة (24 عاما)، والذين اغتالتهم قوة من وحدة "اليمام" الإسرائيلية الخاصة داخل الكهف، في عملية أطلق عليها جيش الاحتلال اسم "عملية الكهف".
وزعم جيش الاحتلال، أن سلاح الجو هاجم مجموعة فلسطينية في قرية كفر قود، من تنظيم تابع لمخيم جنين أثناء محاولتهم تنفيذ هجوم قرب المدينة، فيما قالت القناة الـ 12 الإسرائيلية، إن قناصة وحدة "اليمام" قضوا على ثلاثة مسلحين اختبؤوا داخل كهف قرب جنين، ومن ثم هاجم سلاح الجو المكان لتدمير البنية التحتية.
وفي تفاصيل العملية، قال شهود عيان، إن قوة إسرائيلية خاصة اقتحمت محيط الكهف فجرا، تبعتها تعزيزات عسكرية وفرق قناصة، حيث كان ثلاثة شبان يتحصنون داخل كهف منذ نحو تسعة أشهر، وخاضوا اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال استمر لنحو ساعتين، وبعد ذلك، استخدمت قوات الاحتلال طائرات مسيرة أطلقت صاروخا على الموقع، ما أسفر عن استشهاد المقاتلين الثلاثة واحتجاز جثامينهم.
وأوضح الشهود، أن أحد الشبان استشهد على مدخل الكهف، فيما استشهد آخر بعد إصابته أثناء محاولته الزحف إلى الخارج، مع انتشار قناصة الاحتلال على التلال المقابلة، وقام جيش الاحتلال بنقل جثامين الشهداء الثلاثة، قبل أن تقصف طائرة مروحية من نوع "أباتشي" الموقع للمرة الثانية.
وأظهرت المشاهد، مركبة كان يعتقد أن الشهداء الثلاثة كانوا يستخدمونها وفجرها جيش الاحتلال بعد العملية، وآثار فوارغ الرصاص قرب مدخل الكهف الذي تحصن الثلاثة بداخله وخاضوا فيه اشتباكهم الأخير.
يقول محمد النشرتي الشقيق الأكبر للشهيد النشرتي لـ "الأيام"، إن الكهف الذي حاصرته قوات الاحتلال وشهد جريمة اغتيال شقيقه وشابين كانا برفقته، يقع على بعد عشرات الأمتار من منزل عائلته.
وأضاف "بدأ الاشتباك عند الثانية والنصف فجرا، وكنا نسمع أصوات إطلاق كثيف للرصاص ومن ثم انفجارات وقصف من الجو، واستمر هذا المشهد حتى وقت قصير بعد أذان الفجر، وشاهدنا جنود الاحتلال وهم يضعون جثامين ثلاثة شهداء داخل أكياس بلاستيكية، ونقلوها إلى إحدى الآليات العسكرية".
وأشار إلى أن شقيقه الشهيد سبق وأن أصيب قبل نحو عامين برصاصة في رأسه أطلقها عليه جنود الاحتلال ونجا بأعجوبة من موت كان محققا، وتطارده قوات الاحتلال منذ فترة طويلة اختفى خلالها عن أنظار الجميع بمن فيهم عائلته التي لم تكن تعلم أنه يتواجد داخل كهف لا يبعد عنها سوى عشرات الأمتار، حتى كان هدفا للاغتيال.
واقتحمت قوات الاحتلال، منزل عائلة الشهيد النشرتي خلال محاصرة الكهف الذي تواجد بداخله الشهداء الثلاثة، واحتجزت أفراد عائلته، وأخضعتهم للاستجواب الميداني حول مكان وجوده وتحركاته.
وبعد انسحاب قوات وآليات الاحتلال من محيط الكهف البدائي، عثر مواطنون على أشلاء أحد الشهداء على بعد أمتار قليلة من الكهف، وبقع دماء في مكان قريب، وأخرى بداخله إلى جانب فراش بسيط، وسط ترجيحات أن قوات الاحتلال اغتالت اثنين منهم أمام الكهف، فيما تم استهداف الثالث بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة من الجو، قبل استهداف المركبة التي كان يستخدمها الشهداء بصاروخ أطلقته مروحية "أباتشي".