تاريخ النشر: 30 تشرين الأول 2025

الإعلان عن "جائزة بهاء البخاري لفن الكاريكاتير" في الذكرى العاشرة لرحيله

 

كتب يوسف الشايب:

 

أعلن وزير الثقافة، عماد حمدان، أمس، عن إطلاق "جائزة بهاء البخاري لفن الكاريكاتير"، واصفاً فن البخاري بأنه "ضمير ناطق بالحقيقة وتاريخ بصري لهموم شعبه"، وريشته بـ"سلاح في وجه القهر والظلم".
جاء ذلك في فعالية إحياء الذكرى العاشرة لرحيل البخاري، التي نظمتها الوزارة بالشراكة مع المتحف الفلسطيني، الذي احتضن مقره في بلدة بيرزيت، أمس، أحداث الفعالية، التي اشتملت على نافذة على أعماله، ضمت ما يشبه المعرض لعدد من رسوماته الكاريكاتيرية، وعرض فيلم يلخص فيه بنفسه حكايته مع فن الكاريكاتير.
ولفت حمدان إلى أن إطلاق هذه الجائزة يأتي وفاءً لروحه المبدعة وتكريماً لمسيرته الفنية التي لم تعرف المساومة أو الحياد، كاشفاً أن الإعلان عن نتائج الجائزة سيتم في 13 كانون الثاني 2026، الذي يصادف ذكرى ميلاد الفنان الراحل.
وأوضح وزير الثقافة أن الجائزة تهدف إلى "تأسيس فضاء جديد يتيح للمواهب الشابة أن تواصل الرسالة التي بدأها بهاء البخاري، رسالة الفن الملتزم"، مؤكداً أن الثقافة في فلسطين "فعل نضال وبقاء".
في كلمته، أكد الدكتور إيهاب بسيسو، عضو مجلس إدارة المتحف الفلسطيني، أن إحياء ذكرى بهاء البخاري يمثل "علامة من علامات الوفاء للذاكرة الوطنية والإبداعية الفلسطينية"، خاصة في ظل ما تواجهه هذه الذاكرة من "مخاطر المحو والاستلاب، بل والإبادة"، مشيراً إلى التدمير الممنهج للثقافة واغتيال المفكرين والفنانين في قطاع غزة.
وشدّد بسيسو على أن "بهاء البخاري ينتمي إلى هذه المدرسة من الفنانين المتفاعلين، مدرسة المثقف العضوي بانتمائه لشعبه وقضيته، إلى جانب قامات مثل ناجي العلي وإسماعيل شموط"، مشيراً إلى أن البخاري أسس مدرسة فنية "حولت اليومي إلى بيان فني وثقافي".
"أضحكنا وأوجعنا بريشته في ذات الوقت"، بهذه الكلمات بدأت لينا البخاري، ابنة الراحل ومديرة دائرة السينما في وزارة الثقافة، كلمتها المؤثرة باسم العائلة، متحدثة عن "الفقد الفردي" الذي عاشته كابنة، و"الفقد الجمعي" الذي يعيشه الفلسطينيون.
وقالت: "كثيراً ما قلنا خلال العامين الماضيين، لحسن الحظ أن والدي لم يشهد ما شهدناه، لمعرفتنا بحساسيته تجاه كل ما يمس الإنسان الفلسطيني وأطفال فلسطين بشكل خاص"، مذكّرة بأن غزة كانت "بوابة دخوله الأولى إلى الوطن في العام 1994 بعد رحلة شتات طويلة".
وأكدت لينا البخاري أن والدها الذي "احترف فن الاختزال"، وحملت رسوماته في الشتات "شمساً سوداء" انقشعت بعودته، علمهم أن "الفن لم يكن ولن يكون يوماً ترفاً، بل فعل مقاومة".
واستعرض الفيلم، الذي بدا كشريط سيرة ذاتية بصوت الفنان بهاء البخاري نفسه، محطات رئيسة في حياته وتكوينه الفني والوطني، بدءاً من الطفولة في دمشق وتأثير الوالد، مروراً باكتشاف الصحافة والريشة، والحديث عن الفن في خدمة الثورة، وولادة الشخصيات الأيقونية، موضحاً أنها اكتملت "بشخصية حقيقية". كاشفاً عن أن شخصية "أبو العبد"، محور رسوماته الكاريكاتيرية، مستوحاة من صديق حقيقي له يُدعى "جميل شلبي"، أحب "روحه لأنه كان يمثل بالنسبة له العصامي الفلسطيني"، خاتماً حديثه في الفيلم بلمسة إنسانية عميقة، معبراً عن أمنيته في أن يستطيع "أن يعطي الطفل الفلسطيني ما يستحقه"، مشيراً إلى أن أطفال فلسطين "دون أطفال العالم، حتى الآن، لم يعيشوا طفولتهم الحقيقية".
هذا وقدم فنّانون وكتّاب وإعلاميّون شهادات عن البخاري، وهم: الفنان خليل عرفة، والفنان خالد الحوراني، والفنان أسامة نزال، والكاتب والصحافي حافظ البرغوثي، والكاتب بكر أبو بكر.