غياب نعمان وكبير أثر على القوة الهجومية ووجودهما سيُعيد التوازن لخطوط المنتخب
كتب ـ اشرف مطر:
التعادل السلبي الذي حققه الفدائي الكبير ، أمام نظيره الصيني، أول من أمس، على ملعب الأخير، يعتبر في حسابات كرة القدم نتيجة ايجابية، وأكثر من ايجابية ، قبل توجه البعثة استراليا لخوض النهائيات الآسيوية للمرة الأولى في تاريخها.
فالتعادل السلبي جاء أمام منتخب قوي له اسمه ووزنه في القارة، ويلعب على أرضه وبين جماهيره المتحمسة، وهو من منتخبات الصفوة في القارة الصفراء، او المنتخبات ذات التصنيف الأول، لذلك أية نتيجة ايجابية تتحقق معه تمثل مكسب جديد للكرة الفلسطينية.
قد يقول قائل ان المنتخب الوطني خرج متعادلاً في اللقاء، لكنه في المقابل لم يعكس المردود الايجابي له داخل الملعب، خاصة في الشق الهجومي الذي لم يكن حاضراً في اللقاء، وكان واضحاً ان اللاعب محمود عيد الذي لعب كرأس حربة عانى من غياب المساندة الهجومية المطلوبة.
هذا الأمر بالنسبة للمحليين والمتابعين كان ظاهرا وواضحا، لكن بالنسبة للجهاز الفني والكابتن أحمد الحسن فإنه له رؤية وفلسفة مختلفة تماماً عما نفكر أو نريده نحن، فهذا اللقاء الودي بالنسبة للفدائي له اهداف معينة، والجهاز الفني حرص على تنفيذ ما يرده من هذه المواجهة لاعتبارات لقاء اليابان الرسمي المقبل.
فالكل يعلم ان اختيار المنتخب الصيني ومواجهته، لم يكن صدفة بل جاء نتيجة التشابه الكبير في الأداء ما بين المنتخبين الصيني والياباني، سواء بالنسبة للسرعات او الأطوال، وإن كانت الكرة اليابانية متفوقة ومتطورة أكثر، لكن لا يختلف احد ان على المدرستين مشابهتان.
فالأداء الصيني في اللقاء كان يعتمد على السرعة في تناقل الكرات وارسال الكرات العرضية، وهو مشابه إلى حد كبير مع رتم واداء اليابانيين، لذلك الصمود ان هذا الهجوم يمثل نقطة ايجابية تحسب للجهاز الفني وتُحسب للاعبين وخاصة لاعبي خط الظهر وخلفهم الحارس صالح، الذين تحملوا عبء الهجوم الصيني على مدار شوطي اللقاء.
لقاء الصين والفدائي الكبير، باعتقادي انه خرج بالكثير من النقاط الايجابية التي سيسجلها الجهاز الفني، وسيعمل على تداركها في لقاء ايران المقبل يوم 28 الحالي في طهران، لكن صراحة فإنه كان يفترض على المنتخب ان يجرب الشق الهجومي والتقدم أكثر للأمام، بمعني انه لا بأس من الاندفاع الهجومي ولو لعشر دقائق لمعرفة تاثير تلك الخطوة على لاعبينا او على الفريق المنافس، هذا لم يحدث، لكن نتمنى ان يكون حاضراً في لقاء ايران المقبل.
صحيح ان المباراة ستقام في طهران في ملعب أزادا الرهيب، لكن المحاولة مطلوبة لتطوير الأداء ،والنتيجة بالنسبة لنا الان تمثل الهدف الأخير، فما يهمنا ان نذهب إلى استراليا بأفضل جاهزية فنية وبدنية وبأفضل تشكيل ممكن، خاصة ان فترة الاعداد التي وفرها الاتحاد للمنتخب الوطني، أجزم أنها لم تتوفر لمنتخبات عريقة، بدليل ان البطولات الخليجية ما زالت قائمة ومنتخبات الأولى لم تتجمع بعد، بينما المنتخب الوطني في معسكر مغلق منذ بداية كانون الأول الحالي .
أيضاً نقطة مهمة لابد من الاشارة لها وهي أن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الكابتن احمد الحسن لم يضع يده حتى اللحظة حتى التشكيلة النهائية، ولا ننس ان المنتخب ما زال يلعب مبارياته الودية الدولية في ظل غياب أهم عنصر هجومي له وهو المهاجم أشرف نعمان المتواجد مع فريقه الفيصلي السعودي ، اضافة للاعب المنتظر انضمامه للمرة الأولى مصطفى كبير، فوجود هذين اللاعبين، سيزيد كثيراً من الحلول والقوة الهجومية، فالكل تابع في كأس التحدي كيف شكل نعمان مع عبد ابو حبيب اهم وأفضل ثنائي في تاريخ الكرة الفلسطينية .
مرة أخرى لابد من توجيه الشكر للاعبين والجهاز الفني على المجهود المبذول والواضح، فالمنتخب الآن لديه القدرة على مقارعة المنتخبات الآسيوية، خاصة على صعيد الجانب البدني، كما انه يستطيع ان يقلق تلك المنتخبات وان يشكل خطورة عليها ، وان يسجل في مرماها، وباعتقادي ان وجود نعمان ومعه مصطفى كبير في حال حضوره، مع باقي النجوم أصحاب الواجبات الهجومية محمود عيد وعبد ابو حبيب والعمور سيحل اللغز الهجومي.
أيضاً لابد من الاشارة إلى أن الفدائي الكبير يخوض كل لقاءاته الودية خارج أرضه، وهذا الأمر يعطي الأفضلية باستمرار للمنتخبات الأخرى، كما أننا نلاعب الان المنتخبات الآسيوية التي تتفوق علينا حتى في التصنيف الآسيوي والدولي، لذلك لا بأس من اللعب بحذر امامها ولا مشكلة من الخسارة امامها، وتبقى ثقتنا بفرسان الوطن كبيرة بأن يكونوا حاضرين وبقوة في العرس الآسيوي المقبل.