جنين - محمد بلاص: "الوجوه هنا كوجه جدتي... وكل حكاية كانت حكايتي، والحالة والتعبير هي أنا".. هذه الكلمات ترددت على لسان إحدى طالبات مدرسة بنات "الشيخة فاطمة" من رام الله، خلال حضورها افتتاح معرض الصور "حكايات"، والذي أطلقه مسرح "الحرية" في مخيم جنين، مؤخراً، واختتمت فعالياته، أمس.
واشتمل معرض "حكايات" للتصوير الفوتوغرافي، على 24 صورة وحكاية، إلى جانب إنتاجين أدبيين لفئة الشباب في جنين، والذين شاركوا في دورات تعليمية وتدريبية نظمها قسم الملتميديا في المسرح في مجالات التصوير والكتابة الإبداعية، وإصدار كتيب للنصوص العربية بعنوان "بلاد من الكلمات"، وكتاب "أطياف" للشعر والصور باللغات العربية والإنجليزية والسويدية، إضافة إلى الإنتاج الثقافي الأدبي الدوري مجلة "أصوات".
فعلى خشبة مسرح "الحرية"، وبحضور جمهور المسرح وأهالي الطلبة من مناطق عدة في محافظة جنين، افتتح مدير قسم الملتميديا في المسرح، محمد معاوية، الحفل الختامي للفعاليات الثقافية والأدبية التي نفذها القسم.
وقال معاوية: إن هذا نتاج عمل دؤوب من التدريب والتعلم الإبداعي والخلاق، والذي أخرج أعمالا جديرة بالاهتمام، فكانت فكرة معرض "حكايات"، والذي يصور نساء ورجالا كبارا في السن من مواقع متعددة، في إشارة إلى ما تحمله تلك الوجوه من تراكم في الخبرات والتعابير والمشاعر، والتي تتضمن ذكريات عن الوطن والأهل في سياق زماني، وبذلك تكون تجاعيد الوجوه حكاية وفي كل تجعيدة لحن ونغم فمنها الحزين ومنها السعيد ومنها القوي ومنها الضعيف.
وأضاف: إلى جانب المعرض، يأتي عمل "أطياف"، وهذا يجمع بين الصور والكلمات، وفيه مجموعة مشاهدات على شكل 20 صورة ونصا شعريا تعبر عن جوهر الصورة ومضمونها من وجهة نظر المصور.
وختم معاوية، بالتذكير بالأسير فراس شرايدة، وهو أحد طلبة قسم الملتميديا، والذي اعتقلته قوات الاحتلال، مؤخرا، ناقلا تحيات أسرة المسرح إلى جميع الأسرى.
أما الكاتب تيسير الخطيب، المشرف على تدريب الطلبة، فقال، إن الكتابة الإبداعية والتحليق في سماء الإبداع، باكورة أعمال طلبة الكتابة الإبداعية في المسرح، والذي خرج على شكل كتيب حمل اسم "بلاد من الكلمات".
وأضاف: إنه حضر إلى جنين قادما من عكا، بتوصية من مؤسس مسرح "الحرية"، الراحل جوليانو مير خميس، بهدف تأسيس لبنة مشروع ثقافي وطني يجمع فلسطين هذه بفلسطين تلك، ويؤكد أن الكتابة وسيلة نضالية حقيقية.
وأشاد، بمسرح "الحرية" كونه يشكل مؤسسة ثقافية وطنية مقاومة، والذي ختم كلمته بتقديم مداخلات الكاتبات اللواتي كتبن في الكتيب ومجلة المسرح.
وبعد كلمات الافتتاح والاستماع للنصوص الأدبية والشعرية، تجول الجمهور داخل أروقة معرض الصور والذي أشاد المتجولون فيه، بإبداعات الشباب ومواهبهم.