الرئيس محمود عباس يرحب بإعلان الرئيس ترمب بوقف الحرب       مستوطنون يقتحمون قرية شلال العوجا شمال أريحا       الأردن يرحب بالرد الإيجابي لحركة حماس على مقترح ترامب لإنهاء الحرب على قطاع غزة       أستراليا: نرحب بالتقدم في خطة ترامب لإحلال السلام بغزة       جيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة       رئيس الوزراء الكندي: نرحب بالتزامات حماس بالتخلي عن السلطة       رئيس الأركان الإسرائيلي يأمر بالاستعداد لتنفيذ خطة ترامب       أكسيوس: الجيش الإسرائيلي سينتقل إلى العمليات الدفاعية فقط في قطاع غزة وسيوقف عملية احتلال مدينة غزة       ستارمر يدعو إلى "اتفاق دون تأخير" على خطة السلام في غزة       غوتيريش يرحب ببيان حماس بشأن المقترح الأميركي للسلام في غزة      
تاريخ النشر: 04 تشرين الأول 2025

"نتساريم".. من موقع عسكري إلى ميدان إعدام

 

كتب خليل الشيخ:


"كنا ماشيين بس مفش ناس كتير، وفجأة شفنا شهداء على الأرض والدم بينزف منهم"، هكذا قال أبو حسين في الخمسينيات من عمره لـ"الأيام"، واصفاً بعضاً من الأحداث التي تجري قرب "محور نتساريم" على طريق الرشيد الساحلي.
وأضاف: "مشفناش الجيش بس إطلاق النار مستمر، وبالعافية قدرنا نعبر من المكان"، مشيراً إلى أن المواطنين الذين كانوا يريدون مغادرة مدينة غزة اضطروا للعودة منعاً للمخاطرة بحياتهم.
وتابع أبو حسين، الذي كان قد وصل للتو عند مفترق "النويري" إلى الجنوب من وادي غزة: "بعدما اجتزنا منطقة حاجز نتساريم وهو يمكن تسميته بحاجز وهمي، شعرنا بالأمان نوعاً ما حيث أصبح إطلاق النار من خلفنا".
وكانت قوات الاحتلال أعلنت عن إغلاق مدينة غزة بشكل كامل، بعد قيامها بمنع المواطنين من المرور على طريق الرشيد، خاصة العائدين من الجنوب إلى الشمال، لكنها قالت: إنها سمحت للمواطنين النازحين بمغادرة مدينة غزة.
وأقامت قوات الاحتلال سواتر رملية عند مسافة تقدر بـ500 متر من الطريق الساحلي باتجاه الشرق، وتمركزت عدة آليات خلف تلك السواتر، وتواصل إطلاق النار نحو المواطنين الذين يحاولون اجتياز الحاجز باتجاه الجنوب.
وذكرت المسنة فاطمة أنها أصيبت برصاصة في ذراعها لكن إصابتها طفيفة، وقد واصلت السير باتجاه الجنوب مشياً، رغم جرحها النازف، مشيرة إلى أنها توجهت لعيادة ميدانية مقامة عند منطقة "النويري".
وأضافت: "مكناش بدنا ننزح وكنا نتنقل من مكان إلى آخر في مدينة غزة، لكن بعد قصف الخيمة اللي جنبنا قررنا مغادرة غزة بالكامل"، مشيرة إلى أنها كانت تسير بخوف وقلق لعلمها بوجود الجيش عند مسافة قريبة منها، وفجأة شعرت بوخز في ذراعها وعلمت أنها أصيبت بعيار ناري، ولم يكن أمامها سوى المضي في المشي والابتعاد عن المكان.
من جهته، قلل المواطن أبو محمود في الأربعينيات من عمره، من مصداقية جيش الاحتلال الذي أعلن عن السماح بمرور الغزيين من الشمال إلى الجنوب، موضحاً أن الجيش عندما يطلق النار غالباً ما يصيب النازحين إلى جنوب الوادي.
وقال: "النازحون من مدينة غزة أكثر من العائدين إليها، ورغم ذلك يطلق الجيش النار عليهم ويصاب من يصاب ويستشهد من يستشهد"، وأضاف: "صح شفنا شهداء على الأرض بس بنعرفش هدول كانوا نازحين أو عائدين".
وأطلق المواطنون على "محور نتساريم" حاجز الموت نظراً لتعمد قوات الاحتلال إطلاق النار باتجاههم.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أغلقت الطريق قبل ثلاثة أيام فقط، وخلال تلك الفترة حتى يوم أمس، كانت تطلق القنابل الدخانية، وتوقف حركة مركبات النازحين من مدينة غزة عبر إطلاق النار على الطريق العام، ثم تسمح لها بالمغادرة.
وقالت المصادر: "لم تعد تطلق الدخان وتوقف حركة المركبات القليلة جداً على الطريق، لكنها واصلت إطلاق النار على المدنيين المارين، وغالبيتهم من النازحين مشياً على الأقدام".
وتطلق المسيّرات قنابل باتجاه النازحين ما يتسبب باستشهاد وإصابة بعضهم، فيما قال شهود عيان: إن هذه المسيّرات تستهدف تجمعات المواطنين الذين ترصدهم يسيرون باتجاه مدينة غزة، حتى وإن لم يكونوا في المنطقة التي تسيطر عليها قوات الاحتلال بالقرب من "حاجز نتساريم".