عواصم - وكالات: قال قيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس، اليوم السبت، إن مصر ستستضيف مؤتمراً للفصائل الفلسطينية لتحديد مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، بعد موافقة الحركة على الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار. وأكد القيادي أن مصر "سوف تبدأ قريباً بالتحضيرات والدعوة لاستضافة ورعاية حوار فلسطيني - فلسطيني شامل، حول الوحدة الفلسطينية ومستقبل غزة، بما في ذلك إدارة قطاع غزة من خلال لجنة أو هيئة مستقلة، مكونة من كفاءات مستقلة لإدارة القطاع بشكل مؤقت إلى حين توحيد السلطة في كافة الأراضي الفلسطينية".
وأكد القيادي أن الحركة الفلسطينية جاهزة لبدء مفاوضات "لاستكمال كافة القضايا"، بعد موافقتها الجمعة على الافراج عن المحتجزين في إطار خطة ترامب. وأضاف: "حماس أبلغت الوسطاء أنها جاهزة للبدء الفوري بتنفيذ التبادل عندما يتم الاتفاق مع الاحتلال لتهيئة الظروف الميدانية". وتابع كذلك، "نحن جاهزون لبدء مفاوضات فوراً لاستكمال كافة القضايا".
وفي السياق نفسه، رجحت هيئة البث الإسرائيلية عقد مفاوضات بشأن غزة في مصر، لافتة إلى أن المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف سيصل إلى المنطقة قريباً. وفي حين قالت القناة 14 العبرية إن إسرائيل بدأت بإعداد قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم في هذه الصفقة، ذكرت القناة 12 أن فريق التفاوض يُعدّ خرائط الانسحاب التي ما تزال موضع خلاف بين الجانبين.
وفي ردها على مقترح ترامب لوقف الحرب في غزة، قالت حركة حماس إنها وافقت على الإفراج عن "جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل"، مؤكدة استعدادها "للدخول فوراً من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك".
وجددت الحركة موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستناداً إلى الدعم العربي والإسلامي. أما في ما يتعلق بما ورد في مقترح ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، فقالت الحركة إن "هذا مرتبط بموقف وطني جامع واستناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، وتُجرى مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية". ولم تتطرق الحركة في ردها صراحة على مسألة نزع السلاح أو مغادرة أعضائها القطاع، وهو الأمر الذي طالب به ترامب في مقترحه.
وفي السياق، أكدت "فصائل المقاومة الفلسطينية"، اليوم السبت، أن الرد الذي قدمته حركة حماس على المقترح الأميركي لوقف الحرب في غزة "هو نتاج موقف وطني مسؤول، والذي جاء بعد مشاورات معمّقة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، للوصول إلى اتفاق يتوافق مع مصلحة شعبنا ويضمن إنهاء معاناته ووقف حرب الإبادة المتواصلة بحقه".
ودعت الفصائل إلى استكمال الخطوات والإجراءات من كافة الأطراف، وضرورة أن تقوم السلطة الفلسطينية بواجباتها والتزاماتها المنوطة بها بدءاً من هذه اللحظة، بما يشمل ضرورة عقد لقاء وطني عاجل لبحث آليات التنفيذ المتعلقة بتسلم هيئة فلسطينية مستقلة إدارة قطاع غزة، وبحث كافة القضايا الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الشعب الفلسطيني. وأكدت أن "شعبنا الفلسطيني الذي قدم كل هذه التضحيات، وثبت أمام آلة الإجرام الفاشي الصهيوني، يستحق أن يُتوّج صموده وبطولته بمخرجات تلبي طموحاته الوطنية بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، لا بتصفية قضيته وسلب حقوقه".
واعتبرت أن الموقف البنّاء والمسؤول من حركة حماس نيابة عن القوى والفصائل الفلسطينية، بمثابة صرخة في وجه العالم أجمع بأنه "آن الأوان لهذا الاحتلال أن ينقشع عن أرضنا، وأن من حق شعبنا أن يحيا حياة كريمة بلا قتل، ودمار، وتهجير، واستيطان.
إلى ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيان، اليوم السبت، إن الردّ الذي قدمته حركة حماس على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة هو "تعبير عن موقف قوى المقاومة الفلسطينية، ولقد شاركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بمسؤولية في المشاورات التي أدّت لاتخاذ هذا القرار".
وكانت حركة الجهاد الإسلامي اعتبرت في وقت سابق خطة ترامب "وصفة لتفجير المنطقة"، إذ قال الأمين العام للحركة زياد النخالة، في تصريح صحافي، الثلاثاء، إن "الإعلان الأميركي الإسرائيلي وصفة لتفجير المنطقة"، مشيراً إلى أن ما أعلن عنه خلال المؤتمر الصحافي لترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "اتفاق أميركي إسرائيلي، وهو تعبير عن موقف إسرائيل بالكامل، وهو وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني". كما حذر من أن "إسرائيل تحاول أن تفرض عبر الولايات المتحدة ما لم تستطع تحقيقه بالحرب". وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاءهما في البيت الأبيض الاثنين، قال ترامب ونتنياهو إنهما اتفقا على خطة لإنهاء الحرب في غزة.
أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فرحبت بـ"الموقف المسؤول" لحركة حماس من خطة ترامب، مؤكدة أنه يلتقي مع موقفها الذي أعلنت عنه بعد ساعات عن الكشف عن خطة الرئيس الأميركي، أي الوقف الفوري لإطلاق النار، والانسحاب التام لقوات الاحتلال، وتبادل الأسرى، ومد القطاع بالمساعدات غير المشروطة، وتشكيل هيئة وطنية من أبناء القطاع تدير شؤونه بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، بما يضمن وحدة أراضي الدولة الفلسطينية ووحدة شعبنا وحقوقه وضمان مستقبله.