كتب عيسى سعد الله:
شهدت أسعار المحروقات البديلة ارتفاعات كبيرة في أماكن نزوح المواطنين في محافظتَي الوسطى وخان يونس، مع إصرار الاحتلال على عدم السماح بإدخال غاز الطهي والمحروقات الأخرى لقطاع غزة، لأكثر من سبعة أشهر على التوالي.
فقد وصل متوسط سعر كيلو الحطب للاستخدام المنزلي أو للمطابخ و"التكايا" إلى عشرة شواكل، فيما ارتفع سعر السولار الصناعي غير الآمن إلى أكثر من خمسين شيكلاً.
ولا تستطيع شريحة واسعة من المواطنين توفير هذه المحروقات بالأسعار المتاحة، وتضطر إلى استخدام النايلون والبلاستيك غير الآمن والخطير في الاستخدام المنزلي.
ويتوقع تجار المحروقات البديلة أن تشهد الأسعار ارتفاعات ملحوظة خلال الأيام القادمة، مع قرب حلول فصل الشتاء، وكذلك فصل الاحتلال محافظتَي غزة والشمال عن الوسطى وخان يونس.
وأوضح عدد من التجار، في أحاديث منفصلة لـ"الأيام"، أن أزمة المحروقات البديلة، وبشكل خاص الحطب، ستتفاقم وستزداد حدتها خلال الأيام القادمة بسبب توقف الحركة بين الشمال والجنوب.
وأشار هؤلاء إلى أن مخزون الحطب والخشب موجود بشكل أساسي في محافظتَي غزة والشمال بسبب الدمار الشديد الذي لحق بالمنازل، والذي يتيح الفرصة للمواطنين لانتشال الحطب من البنايات المدمرة ومن ثم بيعه.
وأكد التاجر محمود العايد أنه يجد صعوبات هائلة في توفير الحطب لبعض "التكايا" التي يتعاقد معها منذ فترة، مشيراً إلى أن الأسعار قفزت بشكل كبير بسبب تدفق أعداد هائلة من النازحين للمحافظة والوسطى، وتوقف إمدادات الحطب من الشمال.
ويضطر بعض أصحاب المطابخ والتكايا إلى استخدام "كاوتشوك" السيارات البالية في إشعال النار، وكذلك مواد قابلة للاشتعال غير آمنة.
ومع ارتفاع أسعار الحطب ترتفع أسعار الكثير من المواد الغذائية المصنعة محلياً، خاصة الخبز الذي وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى عشرين شيكلاً.
وترفض قوات الاحتلال كل الطلبات المقدمة لها من قبل المؤسسات الدولية والأممية لإدخال غاز الطهي للقطاع. فيما ينتظر العديد من أصحاب حقول وبيارات الزيتون انتهاء موسم جد الزيتون لقص الأشجار والاستفادة من الأسعار المرتفعة للحطب.
وأفاد أكثر من تاجر بأن العديد من أصحاب الأراضي يتجهون لقص أشجارهم وبيعها كحطب، وقد تعاقدوا مع عدد من أصحاب المطابخ المحلية و"التكايا" والتجار.
واشتكى مواطنون من الارتفاع اليومي لأسعار الخشب والحطب. ففي غضون أسبوع واحد ارتفع سعر كيلو الحطب من خمسة شواكل إلى عشرة، فيما يتوقع مواطنون آخرون أن ترتفع الأسعار بوتيرة أعلى وأكبر خلال الأيام القادمة.
وتزيد مصانع استخلاص وإنتاج المحروقات، المنتشرة في أكثر من مكان في المحافظة الوسطى، من استهلاك الحطب والمحروقات البديلة. ويحاول بعض المواطنين التغلب على أزمة ارتفاع سعر الحطب من خلال تحويل أسطوانات الغاز إلى العمل على الوقود الصناعي، رغم ارتفاع تكلفة التحويل، ووصولها إلى أكثر من 600 شيكل للأسطوانة الواحدة.
ورغم إعلان الاحتلال إدخال بعض السلع للقطاع التجاري في غزة، إلا أنه يستثني المحروقات، وبشكل خاص غاز الطهي، الذي يستهلك القطاع منه يومياً مئات الأطنان.
وتضطر مصانع المعجنات والمخابز للعمل على الحطب غير الآمن لتلبية الحد الأدنى من احتياجات وطلبات المواطنين، مع زيادة وتيرة أعداد النازحين الذين يتوافدون من مدينة غزة بسبب تعمّق العدوان الإسرائيلي.