21 شهيداً في قطاع غزة منذ فجر اليوم       الرئيس محمود عباس يرحب بإعلان الرئيس ترمب بوقف الحرب       مستوطنون يقتحمون قرية شلال العوجا شمال أريحا       الأردن يرحب بالرد الإيجابي لحركة حماس على مقترح ترامب لإنهاء الحرب على قطاع غزة       أستراليا: نرحب بالتقدم في خطة ترامب لإحلال السلام بغزة       جيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة       رئيس الوزراء الكندي: نرحب بالتزامات حماس بالتخلي عن السلطة       رئيس الأركان الإسرائيلي يأمر بالاستعداد لتنفيذ خطة ترامب       أكسيوس: الجيش الإسرائيلي سينتقل إلى العمليات الدفاعية فقط في قطاع غزة وسيوقف عملية احتلال مدينة غزة       ستارمر يدعو إلى "اتفاق دون تأخير" على خطة السلام في غزة      
تاريخ النشر: 04 تشرين الأول 2025

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان والمعاناة في غزة

 

كتب محمد الجمل:

 

واصلت "الأيام" رصد مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مع تصاعد العمليات البرية والجوية، وسيطرة جيش الاحتلال على "محور نتساريم" الذي يعزل مدينة غزة عن محيطها، منها مشهد تحت عنوان "اختطاف من قلب المناطق الإنسانية"، ومشهد آخر يرصد سيطرة الاحتلال العملياتية على "محور نتساريم"، ومشهد ثالث يُسلّط الضوء على تدهور أوضاع النازحين جنوب القطاع.

 

اختطاف من "المناطق الإنسانية"

تكررت في الآونة الأخيرة حوادث اختطاف مواطنين بينهم سيدة، من قلب "المناطق الإنسانية"، جنوب قطاع غزة. فبعد نحو شهرين على اختطاف المسؤول في وزارة الصحة بغزة الدكتور مروان الهمص، الذي تبيّن لاحقاً أنه نُقل إلى سجون الاحتلال، جرى اختطاف ابنته الحكيمة تسنيم، من أحد مخيمات النازحين في مواصي خان يونس.
ووفق شهادات حية، فإن مركبة بيضاء كانت تحمل كمية من العفش والأثاث، تبدو أنها تنقل عائلة نازحة، اقتربت من المواطنة تسنيم، عند وصولها إلى النقطة الطبية التي تعمل بها في مواصي خان يونس، وترجّل منها عدة أشخاص يحملون مسدسات، واختطفوا الحكيمة تسنيم، وتوجهوا بها إلى مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال.
كما شهدت مدينة خان يونس محاولة اختطاف قيادي بارز في المقاومة قبل عدة أشهر، وحدث خلال تلك المحاولة اشتباك مسلح، ما أدى إلى استشهاده، في حين اختطفت القوة زوجته ونجله.
كما جرى توثيق عدة حالات اختطاف من قلب منازل وخيام في مناطق وسط قطاع غزة، بعضها لمقاومين، دون معرفة الجهة التي تقوم بتلك الأفعال.
وأجمع مواطنون على أن معظم منفذي عمليات الاختطاف كانوا بملامح عربية أقرب للبدوية، ما يشير إلى أنهم إما "مستعربون"، أو أنهم من عناصر الميليشيات التي جندها الاحتلال في مناطق شرق القطاع.
وأكد مواطنون أن وصول حالات الاختطاف لفتيات أمر شديد الخطورة، وهذا يمس شرف العائلات، وأمر لا يمكن السكوت عنه.
وأشار مواطنون إلى أن الاحتلال يستغل الفوضى التي يعيشها قطاع غزة، وغياب الأمن، من أجل تنفيذ عمليات اختطاف تطال كل المناطق، حتى في قلب ما تسمى "المناطق الإنسانية".
وقال المواطن ناجي عبد الكريم: إن ما يحدث أمر بالغ الخطورة، ويدل على غياب الأمن، وإن مثل هذه الحوادث قد تستغلها عصابات منفلتة، بهدف السرقة، أو تصفية الحسابات، أو حتى في إطار المنافسة بين أصحاب المهنة الواحدة.
وبيّن عبد الكريم أن قطاع غزة بات أمام سيناريو من الفوضى غير المسبوقة، وهذا يتطلب وقفة جادة، من أجل التصدي لتلك الظواهر، وحماية المواطنين في منازلهم وخيامهم، مؤكداً أن المساس بالأعراض خط أحمر غير مسموح تجاوزه، ويجب أن يواجه الأمر بردود فعل شعبية عارمة.

 

سيطرة على "محور نتساريم"

عمّقت قوات الاحتلال سيطرتها على "محور نتساريم"، وسط قطاع غزة في الأيام الماضية، بعد تقدم الدبابات غرباً، ووصولها إلى مشارف شارع الرشيد الساحلي.
ووفق شهادات لمواطنين اجتازوا "محور نتساريم"، فإن الأخير يخضع لسيطرة إسرائيلية جوية وبرية، إذ تُحلّق مُسيّرات على الدوام فوق المحور، بينما تقف دبابات على بعد مئات أمتار منه، وجرى نصب رافعة، ووضع كاميرات في مواجهة شارع الرشيد.
وذكر المواطن أيمن عطية، الذي اجتاز "محور نتساريم" بعد الإعلان عن السيطرة عليه، أن الحركة مسموحة من الشمال باتجاه الجنوب فقط، وأي شخص أو مركبة يحاول التحرك بشكل عكسي يتم استهدافه، وحدثت أكثر من عملية قصف وإطلاق نار في الأيام الماضية، استهدفت مواطنين حاولوا العودة إلى مدينة غزة.
وأوضح أن حركة النازحين تتم تحت أعين جنود الاحتلال، سواء عبر القوات البرية على الأرض، أو من خلال المسيّرات التي تُحلّق في الأجواء.
وأشار عطية إلى أن غالبية النازحين الذين يجتازون "محور نتساريم" يسيرون على أقدامهم، وأن عدد المركبات التي تتحرك من الشمال باتجاه الجنوب انخفض، فكل مركبة تغادر مدينة غزة، لا يُسمح لها بالعودة.
ولفت إلى أن خطوة إغلاق "محور نتساريم" أثارت مخاوف المواطنين، وكثير من العائلات سرّعت نزوحها، خوفاً من أن يتم حصارها في مدينة غزة، كما حدث عام 2024، حيث تم فرض مجاعة على المواطنين المتواجدين في المدينة.
وأعلن جيش الاحتلال إغلاق "محور نتساريم" أمام حركة الفلسطينيين الراغبين في التنقل من وسط وجنوب قطاع غزة إلى شماله. وقال في بيان: "خلال الساعات الأخيرة بدأت قوات الفرقة 99 نشاطاً برياً مركّزاً شمال قطاع غزة، بهدف تعزيز والحفاظ على السيطرة العملياتية على محور نتساريم".
وأضاف: إنه تم "إغلاق محور نتساريم للتقدم من الجنوب.. تم تحقيق سيطرة عملياتية على المحور".
في حين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: إن الجيش يُحكم حصاره على مدينة غزة، التي يقطنها نحو مليون فلسطيني بعد إكمال السيطرة على "محور نتساريم". وأضاف: "سيتم تشديد الحصار على مدينة غزة، وسيجبر أي شخص يغادرها جنوباً على المرور عبر حواجز الجيش".
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن "سيطرة جيش الاحتلال على محور نتساريم وشارع الرشيد، ومنع عودة السكان إلى مدينة غزة، يحملان تداعيات إنسانية بالغة الخطورة، ويهدفان إلى فرض تهجير قسري على سكان غزة"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى "تفتيت وحدة أراضي قطاع غزة" من خلال عزل المدينة وشمال القطاع، وتحويلهما إلى مناطق محاصرة، تفرض على المدنيين ظروفاً قهرية "تجعل بقاءهم مستحيلاً وتؤدي عملياً إلى تهجيرهم القسري".

 

أوضاع النازحين تتدهور

شهدت أوضاع النازحين المتواجدين في مناطق جنوب ووسط قطاع غزة تدهوراً كبيراً، مع وصول المزيد منهم من مدينة غزة، واكتظاظ تلك المناطق بالمواطنين.
وبات مشهد وجود العائلات النازحة في الشوارع وعلى شاطئ البحر من المشاهد الاعتيادية، إذ تُشاهد عائلات تفترش الأرض وتلتحف السماء، وأخرى تتنقل بين مخيمات القطاع باحثة عن خيمة، أو مكان تضع فيه خيمة.
وقالت المواطنة سوما الفراني: إنها وعائلتها ظلت ترفض النزوح من مدينة غزة لفترة طويلة، حتى بات الوضع شديد الخطورة، حينها قررت الفرار للنجاة بعائلتها، ولم تجد متسعاً تقيم فيه، سوى مناطق شرق مدينة دير البلح، رغم أن الأخيرة تعد من المناطق الخطيرة.
وبينت أنها ومنذ أكثر من أسبوع تجلس وعائلتها في الشارع بجانب أحد المخيمات، وناشدت مدير المخيم توفير مأوى لها ولأفراد عائلتها، وقد وعدها بذلك، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.
وأوضحت أن أوضاع النازحين الجدد تفاقمت، فهذا لا يجد مكاناً، وآخر يبحث عن خيمة، وثالث باع حلي زوجته لشراء خيمة سُرقت من قبل لصوص المساعدات.
بدوره، أشار النازح عبد الرحيم ربيع إلى أنه وصل نازحاً من مدينة غزة قبل شهر، وكان محظوظاً إذ وجد قطعة أرض، ووضع عليها خيمة، لكن مع مرور الوقت، ازداد عدد النازحين في المخيم الذي يقيم فيه، مع وصول المزيد من العائلات من شمال القطاع، موضحاً أن هذا أثر على الخدمات، وجعلها صعبة وشحيحة.
ولفت إلى أن شاحنة مياه عذبة كانت تصل إلى المخيم مرة كل ثلاثة أيام، وكانوا يملؤون منها احتياجاتهم، لكن الآن الشاحنة لم تعد تكفي، كما أن مياه الاستعمال المنزلي باتت شحيحة جداً، مبيناً أن الازدحام الشديد في مناطق جنوب ووسط قطاع غزة حد من قدرة الناس على الحركة في الشوارع لتلبية احتياجاتهم، وأن الوضع في مناطق وسط وجنوب القطاع أصبح كارثياً.