21 شهيداً في قطاع غزة منذ فجر اليوم       الرئيس محمود عباس يرحب بإعلان الرئيس ترمب بوقف الحرب       مستوطنون يقتحمون قرية شلال العوجا شمال أريحا       الأردن يرحب بالرد الإيجابي لحركة حماس على مقترح ترامب لإنهاء الحرب على قطاع غزة       أستراليا: نرحب بالتقدم في خطة ترامب لإحلال السلام بغزة       جيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة       رئيس الوزراء الكندي: نرحب بالتزامات حماس بالتخلي عن السلطة       رئيس الأركان الإسرائيلي يأمر بالاستعداد لتنفيذ خطة ترامب       أكسيوس: الجيش الإسرائيلي سينتقل إلى العمليات الدفاعية فقط في قطاع غزة وسيوقف عملية احتلال مدينة غزة       ستارمر يدعو إلى "اتفاق دون تأخير" على خطة السلام في غزة      
تاريخ النشر: 02 تشرين الأول 2025

هل يلتزم نتنياهو حقاً بكل بنود خطة ترامب؟

بقلم: يونتان ليس

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اعلن بشكل علني عن موافقته على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب. ولكن مصادر إسرائيلية وأجنبية تتعامل بتشكك مع استعداده لتطبيق الآن جميع بنودها. كل الشهادات وصفت في السابق محاولات نتنياهو تعويق الاتصالات لعقد الصفقة وتشويشها، ضمن أمور أخرى، بسبب الخوف من انهيار حكومته. والدليل على ذلك هو أن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، تفاخر في كانون الثاني بأنه هو نفسه أوقف مرة تلو الأخرى تقدم الصفقة بسبب قوته السياسية.
يصعب التقدير إلى أي درجة يلتزم نتنياهو بالخطة الحالية. في المستوى السياسي يعتقدون أن رئيس الحكومة أصلا لا يمكنه أن يعارض علنا مبادرة الرئيس الأميركي في هذه المرحلة. أوضح نتنياهو في خطابه في البيت الأبيض أن إسرائيل لن تتردد في "إنهاء العمل" والقضاء على قادة "حماس" ومقاتليها في غزة إذا لم تتعاون "حماس" مع الاتفاق. هذه إشارة ثقيلة إلى أن رئيس الحكومة يفضل حتى الآن، لاعتبارات سياسية أو أمنية، مواصلة القتال على الأرض. بالتأكيد في الوقت الذي فيه الاتفاق المطروح من شأنه أن يمكن قيادة "حماس" من البقاء في غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
الخطة الضبابية التي طرحها ترامب تبقي لنتنياهو هامش مناورة. بعد ذلك، في محادثات استهدفت ترجمة مبادئها إلى بنود عملية، يمكنه إدخال عنزة وتصعيب التوصل إلى تهدئة أو إقامة نظام بديل في غزة. أيضا التلميحات التي أسمعتها قطر، أول من أمس، حول إمكانية أن تطلب "حماس" تعديلات على الصيغة، يمكن أن تساعد نتنياهو في تصعيب تطبيق الاتفاق المقترح.
لا تشمل الخطة الحالية قرارات جوهرية بشأن تنفيذها. حسب اقتراح ترامب فإن نتنياهو من شأنه أن يعلن عن انتهاء الحرب على الفور بعد إعلان الطرفين تأييد الاتفاق، وان يوقف النشاطات الهجومية في غزة. تستهدف هذه العملية التمهيد لتحرير المخطوفين الإسرائيليين خلال 72 ساعة، وان تثمر إنجازا حقيقيا لإسرائيل. ولكن الخطة التي اعلن عنها ترامب لا تبين إذا ما كانت إسرائيل ستكون ملتزمة بالاتفاق أمام "حماس" إذا أعلنت أنه ليس جميع المخطوفين الأحياء محتجزين لديها، أو أنه لا يمكنها العثور على كل جثث المخطوفين الذين تم دفنهم في المنطقة.
في الوقت ذاته، تنص الخطة على مفتاح كمي واضح لعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ولكنها لا تتحدث عن هويتهم. هكذا يمكن لإسرائيل معارضة إطلاق سراح "الرموز"، السجناء الأمنيين المعروفين، والتصادم مع "حماس" حول هذا الأمر. سؤال آخر هو هل سيوافق رئيس الحكومة على "ابتلاع الضفدع" ويسمح لكبار قادة "حماس" بمواصلة العيش في غزة طبقا للشروط التي تظهر في الخطة، طالما أنهم "يلتزمون بالعيش بتعايش وسلام ونزع سلاحهم"؟ في كل الحالات تنص الوثيقة على أن إسرائيل ستكون ملزمة بتطبيق أجزاء في الاتفاق حتى لو رفضتها "حماس" في نهاية المطاف. في كل سيناريو، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى نقل السيطرة على المناطق التي سيتم تطهيرها من "الإرهاب" إلى الإدارة المدنية التي ستشكل في غزة، وهي الخطوة التي ستمهد الطريق لإعادة إعمار القطاع وتقليص مناطق تواجد الجيش.
مشكلة أخرى من شأنها التصعيب على تنفيذ الخطة بالفعل هي أنه في الوثيقة التي عرضها ترامب لا يوجد أي جداول زمنية لتطبيق البنود، ولا توجد أي أهداف واضحة قابلة للقياس في عدة مسائل رئيسة. مثلا، من هي الجهة التي ستحدد هل في الواقع تم نزع السلاح من غزة؟ من الذي سيحسم مسألة هل السلطة الفلسطينية قامت بتلبية طلبات الإصلاح وأنها مخولة بتحمل المسؤولية عن إدارة القطاع؟ وماذا عن كبار قادة "حماس" الذين سيختارون العيش في القطاع، هل يستطيعون الاحتفاظ بمسدس أو بندقية للدفاع عن أنفسهم؟
في محيط رئيس الحكومة أوضحوا أنه لا توجد أي حاجة إلى تشويش فعلي أو إدخال عقبات كبيرة في النقاشات المستقبلية، لأنه في أجزاء كبيرة في الاتفاق لا توجد إمكانية لتطبيقها، وفي الأصل لن تتحقق إلى الأبد.

عن "هآرتس"