وسائل إعلام إسرائيلية، وصفت الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين، عبر برلماناتها بـ «كرة الثلج» المتدحرجة.
إسرائيل تدرك مخاطر هذه الكرة وتدحرجها، وما تحمله من مخاطر على المشروع الصهيوني ـ التوسعي. حاولت إسرائيل، عبر علاقاتها القوية مع دول أوروبية، وعلاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وقف هذه الكرة المتدحرجة، ولكن محاولاتها تلك، باءت بفشل واضح.
سياسات إسرائيل العدوانية، المنافية لأبسط قواعد القانون الدولي والإنساني، والمشهد السياسي الذي تتبوأه الحكومة الإسرائيلية، بات واضحاً للجميع. فهي الدول المحتلة، التي تغير المعالم الجغرافية والبشرية للأرض المحتلة، وهي تعرقل المفاوضات بوسائل شتى، أبرزها الاستمرار في المشاريع الاستيطانية. لم تعد أوروبا قادرة على مسايرة إسرائيل ومجاراتها في سياساتها. كما باتت الولايات المتحدة، غير قادرة على مسايرة حكومة نتنياهو، بما تتخذه من إجراءات منافية لأبسط قواعد القانون الدولي.
أخذت الولايات المتحدة، موقفاً متريثاً، إزاء مشروع القرار الفلسطيني، لمجلس الأمن القاضي بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وعلى نحو مجدول، ذلك أن استخدام حق الفيتو، سيعني عزل الولايات المتحدة دولياً، وإظهارها بمظهر الشريك في العدوان الإسرائيلي، على الأرض الفلسطينية. جاء طرح المشروع الفرنسي، لإنهاء الاحتلال، عبر عشر سنوات... غير محدد المعالم والأطر، ما شجع الولايات المتحدة، على الميل إلى جانبه، مقابل سحب المشروع الفلسطيني.
إزاء المشروع الفرنسي، لا بد من القول، إن جملة تحديدات لازمة للمشروع، بحيث يصبح واضح المعالم والأطر من جهة، وللمزيد من التدقيق، بشأن زمنه وهو عشر سنوات.
لا يلزم لإنهاء الاحتلال عشر سنوات، بل أقل من ذلك بكثير، وقد تكون فترة السنتين، هي الفترة المناسبة، وإلاّ، فإن المبادرة الفرنسية على حالها، قد تساعد إسرائيل على احتلالها، بل وتكريس الأمور، لدرجة الوضوح الكامل، للفلسطينيين وللإسرائيليين، على حد سواء، ولا ينقص سوى القرار السياسي.
ولا بد من إنهاء الاحتلال، بالتدرج، بحيث تبدأ أولى خطواته، بعد صدور القرار الدولي من مجلس الأمن مباشرة. وبعده تلي الخطوات الأخرى، وكلها جرى عليها التفاوض سابقاً.
أما طرح المشروع الفرنسي على حاله، وعدم وضوحه وتحديداته، فإن من شأن ذلك، قطع الطريق على المشروع الفلسطيني، دون إيجاد بديل، قادر على إنهاء الاحتلال، الذي طال أمده.
إن التمسك بالخطوط الحمر، التي تضمنها مشروع القرار الفلسطيني، هو أمر وطني لا حياد عنه، مهما بلغت الضغوط، وتعاظمت التهديدات.
لقد آن أوان الاستقلال الوطني الفلسطيني، والمسألة هي مسألة وقت.