
نيويورك - وكالات: أهدى سيّد البيت الأبيض الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته، عطر "النصر 45 – 47"، وهو عطرٌ من مجموعةِ عطورٍ ومنتجات تحمل اسم دونالد ترمب، متوفرة للبيع إلكترونياً عبر متجره الخاص.
اسمُ العطر تذكيرٌ بفوز ترمب بالولايتين الرئاسيتين الأميركيتين الـ45 والـ47، أما ثمنُه فـ249 دولاراً، وفق وصف الموقع الإلكتروني الذي يبيع منتجات ترامب، فإنّ هذا العطر الذي صُممت قارورته على هيئة تمثال مذهّب للرئيس الأميركي، مخصص للرجال الذين يقودون بقوّة وثقة: "إنه أكثر من كولونيا، هو احتفالٌ بالصمود والنجاح".
أما النسخة النسائية من عطر ترامب، والتي أرسل منها قارورة إلى زوجة الشرع، فتأتي في علبة حمراء، وتمتزج فيها روائح الفانيليا والحمضيات والزهور والفراولة.
مثلُه مثل أي مصمّم أزياء أو علامة تجارية عالمية، لدى ترامب موقع إلكتروني لتسويق المنتجات التي تحمل اسمه.
في "متجر ترامب"، تتنوّع السِّلع ولا ينتهي التصفّح، من الملابس والأحذية والحقائب والساعات، إلى الأكواب والشموع المعطّرة، مروراً بالبطّانيات والوسادات والمناشف، وصولاً إلى ثوب الاستحمام والخفّ، وليس انتهاءً بالهواتف الذكيّة المذهّبة.
تعود بدايات هذا المشروع التجاري إلى العام 2004، يوم كان ترامب رجل أعمال يركّز على الصفقات العقارية.. بموازاة انشغاله بـ"البيزنس"، أطلق خطّه للملابس الرجالية الجاهزة، موكلاً مهمة التصنيع إلى إحدى أهم شركات الخياطة في الصين.
أكثر من 20 عاماً واكبت خلالها ثياب ترامب تحوّلات الموضة، وهي ما زالت تباع عبر المتجر الإلكتروني.. تضمّ المجموعة حالياً القمصان، والسترات، والسراويل الرياضية، وربطات العنق، والقبّعات، والأحذية، والجوارب، أمّا التصاميم فهي بسيطة ويحمل معظمها اسم ترامب، وتتراوح الأسعار بين 20 دولاراً و200 دولار.
في العام 2017، وبالتزامن مع ترشّحه الأول إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، حوّل ترامب مشروعه التجاري المتواضع إلى متجرٍ إلكتروني، ومنذ ذلك الحين، ما عادت تقتصر السلع المعروضة للبيع على الملابس الرجالية.
كما سائر المشاهير، انضمّت الكتب والأقلام واللوازم المكتبيّة والأواني المطبخية والأكواب ومجموعة كبرى من الأغراض التي تحمل توقيعه وصوره إلى الموقع.
ومع مرور السنوات وصولاً إلى ولايته الثانية، اتّسعت المروحة التجارية، فمَن يدخل المتجر الإلكتروني حالياً، سوف يجد مستلزمات شخصية ومنزلية كثيرة، وليس مجرّد تذكارات تحمل صور ترامب واسمَه.
ينضوي المتجر تحت لواء "مؤسسة ترامب"، أما إدارته فيتولّى الإشراف عليها ولداه دونالد جونيور وإريك، ورغم موجة الغضب التي أثارتها تصريحاته حول المهاجرين، والتي أدّت إلى فسخ عقود تعاونٍ بينه وبين شركات مصنّعة في الشرق الأقصى، فإنّ معظم منتجات متجره ما زالت تصنّع بواسطة اليد العاملة في الصين، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وتركيا.
أحدثت مجموعة الأحذية التي أطلقها ترامب العام الماضي جلبة، لا سيّما أن عدداً منها حمل توقيعه الشهير، وشارك هو شخصياً في الترويج لها من خلال حضور حفلات إطلاقها والظهور منتعلاً إياها.
تتنوّع الأحذية ما بين رياضية للرجال والنساء، وأخرى مستوحاة من الحذاء العسكري، بأقمشتها المرقّطة وتصاميمها التي تقتبس العلم الأميركي، كما أنها تحمل عبارات مثل "حارب من أجل أميركا"، أما الأسعار فتتراوح ما بين 200 و300 دولار.
تضمّ منتجات ترامب كذلك عدداً من آلات الغيتار الكلاسيكية والكهربائية، وكلّها مذيّلة باسمه، تتراوح أسعارها ما بين ألف و11 ألف دولار، أما أغلى نسخة منها فهي موقّعة بخطّ يده وتحمل رسم النسر الأميركي.
ووفق تقرير الأرباح السنوية الصادر عن "مؤسسة ترامب" في 2024، فإنّ مبيعات آلات الغيتار وحدها قد حقّقت مليوناً و55 ألف دولار.
وفق تقرير نشرته شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية، فإنّ العام 2024 كان مثمراً جداً على مستوى مبيعات منتجات ترامب، فقد حقق كتاب "أنقذوا أميركا" وحده أرباحاً بقيمة 3 ملايين دولار، أما الأحذية والعطور فقد وصلت مبيعاتها إلى 2.5 مليون دولار.
لساعات اليد حصّتها من الأرباح كذلك، فقد حصدت 2.8 مليون دولار، وتتراوح أسعار تلك الساعات بين 3000 آلاف دولار و500 ألف دولار، أما تصاميمها فمستوحاة من مسيرته في سدّة الرئاسة الأميركية؛ إذ تحمل إحدى المجموعات اسم "يوم التنصيب"، في حين يُطلق على مجموعات أخرى صفات يحب ترامب أن يتشبّه بها، مثل: "محارب"، و"مقاتل"، و"إعصار"، وبصفته رجل أعمال عتيقاً ومحترفاً، لا يتردد في التسويق لساعاته كلما اقتضت الحاجة، أو كلما أُطلق تصميم جديد منها.
أحدث السلع المنضمّة إلى مجموعة ترامب التجارية، هاتفٌ ذكيّ مذهّب يحمل اسم "T1"، ويبلغ سعره 499 دولاراً، وتفاخر "مؤسسة ترامب" بأن هاتفه صُنع داخل الأراضي الأميركية وبأيادي أبناء البلد.
بثروةٍ تخطّت 5 مليارات دولار في حزيران الماضي وفق مجلة "فوربس"، لا يكفّ دونالد ترامب عن التذكير بما كتبه في مقدمة كتابه "فن الصفقة"، إذ يقول: "أنا لا أفعل ذلك من أجل المال. لديّ ما يكفي منه، أكثر بكثير ممّا سأحتاج مدى الحياة. أفعل ذلك لأن الصفقات هي فنّي الخاص.. أشخاص آخرون يرسمون بجمال، أو ينظمون الشعر الرائع.. أنا أحب أن أبرم الصفقات، لا سيما الكبيرة منها".