تاريخ النشر: 15 تشرين الثاني 2025

خرجوا عبر مطار "رامون" دون تنسيق مع الجهات الرسمية

سفارة فلسطين: 153 مواطناً من غزة وصلوا إلى جنوب أفريقيا دون وثائق سفر

رام الله، جوهانسبرغ – "الأيام"، وكالات: كشفت سفارة فلسطين لدى جنوب أفريقيا، عن وصول 153 مواطناً غزياً إلى جنوب أفريقيا، أول من أمس، ومنح سلطات البلاد تأشيرة دخول لهم لمدة 90 يوماً.
وأوضحت السفارة أن المواطنين قدموا عبر مطار "رامون" مروراً بالعاصمة الكينية "نيروبي" دون إشعار أو تنسيق مسبق، موضحة أنها "عملت على التنسيق، والتعاون المباشر والوثيق مع الجهات الجنوب أفريقية المعنية، لمعالجة الوضع الإنساني المتعلق بوصول هؤلاء المواطنين القادمين من غزة".
وأضافت: إن سفر هؤلاء المواطنين تم ترتيبه عبر جهة غير مسجلة ومضللة، استغلت الظروف الإنسانية المأساوية بغزة، وقامت بخداع العائلات، واستغلالها مالياً، وتنظيم سفرها بطريقة غير قانونية وغير مسؤولة، وقد حاولت هذه الجهة لاحقاً التنصل من أي مسؤولية فور ظهور التعقيدات.
وحثت أهالي القطاع على "أخذ الحيطة والحذر، وعدم التعامل بأي شكل من الأشكال مع مثل هذه الجهات أو مع أي وسطاء غير رسميين، ولضمان سلامتهم وحسن التنسيق، تشجع السفارة المواطنين الفلسطينيين على التواصل مع سفارة دولة فلسطين في جنوب أفريقيا، أو مع المؤسسات الفلسطينية الرسمية".
وأكدت التزامها الراسخ تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك عبر الحضور الميداني المكثف لجهود استقبال المواطنين القادمين من القطاع، في ظل ظروف استثنائية.
وأشارت إلى صعود السفيرة حنان جرار إلى طائرة الركاب، حيث قضت ساعات طويلة في متابعة وتنسيق الإجراءات اللوجستية والإنسانية.
وأضافت السفارة: بذلت السفيرة جرار جهوداً حثيثة مع حكومة جنوب أفريقيا، والسلطات المعنية، بهدف التخفيف من معاناة أهلنا الذين وصلوا بعد رحلة قاسية من الألم والنزوح والتهجير.
واستدركت: يأتي هذا التحرك المباشر ليجسد الدور الأساسي الذي تضطلع به السفارات الفلسطينية حول العالم، وهو الوقوف بجانب أبناء شعبنا في كافة الظروف والأوقات، وتقديم جميع أشكال الدعم والرعاية اللازمة لهم، وإن هذا الحضور الميداني، يعكس مبدأً ثابتاً في الدبلوماسية الفلسطينية، وهو أن خدمة المواطن جوهر العمل الدبلوماسي، خاصةً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا.
وقال سلطات جنوب أفريقيا: إنها ستحقق في اتهامات بأن جهة غير مسجلة نظّمت رحلتهم بطريقة "غير مسؤولة ومخالفة للقواعد".
وأضافت السلطات: إنها لم تتلق أيضاً طلبات لجوء من أي من أفراد تلك المجموعة، ما أدى إلى رفض دخولهم في البداية. كما لم يتضح من أين بدأت رحلتهم.
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا: "نحتاج بالطبع إلى معرفة المكان الذي بدأت منه رحلة هؤلاء الفلسطينيين.. من أين بدأت؟ وما السبب وراء جلبهم إلى هنا؟".
وأضاف للصحافيين: "لكن بدافع التعاطف معهم، ولأن جنوب أفريقيا أعلنت دعمها لهذا الشعب، رأينا أنه يتعين علينا استقبالهم".
وأشار رامافوزا إلى أن أجهزة المخابرات في بلاده، ووزارة الشؤون الداخلية ووزارة العلاقات الدولية والتعاون، من بين الجهات التي تقيّم الموقف حالياً.
وقال: "سنجري تقييماً مناسباً لمعرفة ما الذي يمكن عمله في المستقبل".
وتدخلت منظمة "جيفت أوف ذا جيفرز" الإنسانية بعرض الإقامة والدعم، ما دفع السلطات للسماح بدخول 130 من المجموعة بموجب تأشيرة لمدة 90 يوماً، بينما غادر 23 لوجهات أخرى.
وقال امتياز سليمان، رئيس منظمة "جيفت أوف ذا جيفرز" ومؤسسها: "لم يكن لدى الفلسطينيين القادمين أي فكرة عن وجهتهم، فقط في كينيا أدركوا أنهم متجهون لجنوب أفريقيا. بعضهم لديه تأشيرات لكندا وأستراليا وماليزيا وسمح لهم في النهاية بالمغادرة لتلك الدول".
وأضاف: إن الخيارات المتاحة أمام الباقين حالياً هي "السفر لدولة من اختيارهم إذا قبلت استقبالهم، أو الحصول على تأشيرة إقامة لفترة قصيرة في جنوب أفريقيا أو تأشيرة زيارة لمدة 90 يوماً يمكن تجديدها عدة مرات، أو تأشيرة دراسية أو التقدم بطلبات لجوء".