تاريخ النشر: 01 تشرين الثاني 2025


آراء
ومضات
الكاتب: وليد بطراوي

عندما أبكاني الدحدوح
في المؤتمر السنوي الخامس والسبعين لمعهد الصحافة الدولي، التقيت في العاصمة النمساوية فيينا بالزميل والصديق وائل الدحدوح. كان لقاءً لا يمكن وصفه. طلب مني وبكل أدب أن أساعده في الترجمة، فوافقت دون تردد. تحدث في اجتماع المجلس التنفيذي للمعهد، ومن ثم في جلسة خاصة حول استهداف الصحافيين في فلسطين، وبالأخص قطاع غزة، وكنت الى جانبه طوال الوقت، ثم أجرى معه أحد الزملاء في معهد الصحافة الدولي مقابلة خاصة، تزامنت بالتمام والكمال مع مرور عامين على استشهاد أفراد من عائلة وائل. في كل المرات كنت أكبت مشاعري، وأشعر بغصة كبيرة، كانت الترجمة تخرج بصعوبة لكنني استمديت القوة من وائل. في الجلسة الختامية، لم يكن مخططاً أن يتحدث، ولكن بعد ان قدمت شبكة الجزيرة درعاً تقديرياً للمعهد، وقف وائل على المنصة وطلب مني أن أساعده في الترجمة فمازحته «أرجو أن ترحمني هذه المرة» فردّ مبتسماً «كلمتين ع الماشي». لم تكن كلمتين، بل خاطب الحضور بكل قسوة وأدب معبراً عن خيبة أملنا بمجتمع الصحافيين الدولي، وطالبهم ان يعقدوا اجتماعاتهم في غزة او على حدودها. الى هنا، ظننت ان الأمر انتهى، لكن يبدو أن «الكلمتين ع الماشي» لم تأت بعد، حيث قال الدحدوح قبل ان يختم «أتمنى ان تتحرر فلسطين» حاولت ان أترجم ما قال، لكن مشاعري خانتني في هذه اللحظة، وضعت رأسي على كتفه وانهرت بالبكاء. لقد كانت أمنية وائل صادقة، فهو ومن ضحّى من أجل فلسطين، ونحن جميعاً نستحق ان نرى فلسطين محررة بعد كل هذه العذابات.

أيها الباسل
الزميل باسل خلف، مراسل التلفزيون العربي في غزة حتى شباط 2024، شارك ايضاً في المؤتمر السنوي الخامس والسبعين لمعهد الصحافة الدولي. كنت قد التقيته آخر مرة في غزة في شهر آب 2023. في فيينا جلسنا وتحدثنا طويلاً عن أيام الحرب قبل اتخاذه قراراً صعباً بمغادرة قطاع غزة. ما حدثني به باسل يفوق الخيال، فما نراه على شاشات التلفزة رغم بشاعته، الا انه لا يضاهي الجرائم والفظائع التي ارتكبتها إسرائيل والتي لا يمكن بثها لبشاعتها.

يا مريم
الزميلة الشهيدة مريم أبو دقة، كانت ضمن سبعة صحافيين وصحافيات من أنحاء العالم حصلوا على جائزة «أبطال حرية الصحافة» خلال المؤتمر الخامس والسبعين لمعهد الصحافة الدولي. عند نطق اسم مريم، وقف الحضور واستمروا بالتصفيق لخمس دقائق احتراماً وتقديراً لها ولكل الصحافيين في غزة. قلت لبعض الحضور بعدها، مريم لم تُرد ان تكون بطلة، وكان حلمها ان تكون صحافية مهنية وأن تؤدي واجبها المهني والإنساني، وقد دفعَت ثمناً باهظاً لذلك.

أوله وآخره إنسان
تقول الأحجية التي أحتفظ بحقوق تأليفها «ما هو الشيء الذي أوله إنسان وآخره إنسان؟» هل من إجابة؟ خذ وقتك. انه الذكاء الاصطناعي. يعتقد بعض مستخدمي الذكاء الاصطناعي ان بإمكانهم الاعتماد عليه كلياً في أعمالهم الاكاديمية والمهنية والإعلامية، لدرجة ان احدهم اخبرني انه يستخدم الذكاء الاصطناعي في اعداد برامج إذاعية حوارية كاملة، حيث يطلب من الذكاء الاصطناعي أن يعد الموضوع وان يختار أصوات المذيعين واللغة وحتى اللهجة! فكرة الذكاء الاصطناعي جاءت للتسهيل على مستخدميه ولاختصار الوقت في البحث، ولا يمكن للذكاء الاصطناعي ان يعطي اية معلومة دون التدخل البشري منذ البداية بإعطائه بعض الكلمات المفتاحية والأفكار، وكلّما كانت الفكرة واضحة استطاع الذكاء الاصطناعي ان ينتج المحتوى. العملية لا تنتهي هنا، فلا بد من تدخل بشري بعد إنتاج المحتوى لتحريره ومعالجته، إذاً أوله إنسان وآخره إنسان.

لو كنت مسؤولاً
في وزارة الخارجية الفلسطينية لخاطبت الدول الصديقة والشقيقة بأن لا تضع شروطاً إضافية على دخول الفلسطينيين إليها من حمَلة جواز السفر الفلسطيني والجواز الأردني المؤقت!

الشاطر أنا
الواحد كثير مرات ما بنتبه ع الشغلة الا اذا خاض تجربة مختلفة. في بلادنا موضوع البغشيش لا بد منه. بتكون مسافر بتلاقي حالك مبغشش ودافع اكثر من أجرة السفر، وفي مجتمعات أخرى بتلاقي الشخص واقف لك حتى تعطيه البغشيش. طبعاً هذا موجود في المجتمعات الغربية لكن بطريقة ما فيها إهانة للشخص، يعني بتيجي الفاتورة وبكون لك الخيار انك تترك بغشيش، وفي بلدان أخرى بتلاقيه لزاماً عليك إنك تدفع بغشيش، وهاي هي الشطارة.  
للتعليق wbatrawi@journalist.com