كتب محمد الجمل:

واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه البري والجوي والبحري على قطاع غزة، أمس، وذلك لليوم الـ 259 على التوالي، مع تواصل استهداف المنازل والخيام والأحياء السكنية، ومواصلة القصف المدفعي المكثف، وتعميق التوغل البري في محافظة رفح.
وشهد قطاع غزة، أمس، يوماً وصف بأنه الأكثر دموية منذ أكثر من شهر، إذ ارتكبت قوات الاحتلال سلسلة من المجازر، أكبرها في محافظة رفح، بقصف مباغت لخيام النازحين، إضافة إلى مجازر واسعة في مدينة غزة.
وشهدت محافظة رفح عمليات تدمير واسعة، خاصة في الأحياء الغربية، تحديداً الحي السعودي، كما شهدت جميع محاور التوغل مواجهات مسلحة عنيفة وضارية.
ومع ساعات المساء ارتفعت حصيلة شهداء قطاع غزة خلال يوم واحد إلى أكثر من 80 شهيداً، وما يزيد على 250 إصابة، خاصة مع تصعيد العدوان على مناطق وسط القطاع.

شهداء ومجازر

فقد ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة في منطقة "الشاكوش"، بمواصي محافظة رفح، بعد قصف مباغت استهدف خيام النازحين.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان: إن دبابتين تحركتا من منطقة الحي السعودي، واعتلتا تلة مرتفعة، وبدأتا بإطلاق النار والقذائف بشكل مباشر تجاه خيام النازحين، ما تسبب بسقوط 25 شهيداً على الأقل، وأكثر 50 مصاباً.
ونقل الشهداء والجرحى تجاه مستشفيات ميدانية غرب رفح، وسط حالة من الفوضى في الخيام، وحالة نزوح جماعية باتجاه الشمال.
وفي الساعات الأولى من الفجر استشهد المواطن محمد عادل غبون، إثر إصابته برصاصة أطلقتها دبابة إسرائيلية بينما كان في خيمته بمنطقة "الشاكوش"، على شاطئ بحر رفح.
كما استشهد الشابان محمد عوني النحال، وعلاء النحال، جراء استهدافهما من طائرة إسرائيلية مُسيّرة في حي خربة العدس، شمال محافظة رفح.
واستشهد كل من ياسين محمد العمور، ومحمود عادل النجار، ونجله عادل، جراء استهدافهم من طائرة إسرائيلية مُسيّرة في بلدة الفخاري، جنوب شرقي محافظة خان يونس.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، إذ استشهد أكثر من 12 مواطناً، وجُرح العشرات إثر قصف منزل لعائلة "صلاح"، بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وسقط 7 شهداء، بينهم 4 من موظفي بلدية غزة، جراء غارة استهدفت كراجاً للسيارات، تابع للبلدية، قرب ملعب اليرموك بمدينة غزة.
وسقط 6 شهداء وعدد من الجرحى، جراء قصف طائرات الاحتلال شقتين سكنيتين تعودان لعائلتَي "مشتهى"، و"أبو العطا"، خلف مدرسة دير اللاتين بمدينة غزة.
كما سقط عدد من الشهداء والجرحى، جراء قصف منزل لعائلة "بدر" في شارع "النزاز" بحي الشجاعية بمدينة غزة.
وسقط 8 شهداء، جراء قصف إسرائيلي عنيف استهدف عدة منازل في حارة "الملوة"، بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ومن بين الشهداء 3 أطفال وسيدة، وسبق ذلك سقوط شهيدين جراء قصف تجمع للمواطنين في الحي ذاته.
وقال الدكتور فضل نعيم: إن مدينة غزة مرت بيوم صعب ووحشي، إذ استقبل المستشفى الأهلي العربي نحو 30 شهيداً وعشرات الجرحى في غضون ساعات معدودة.
وتعرضت مناطق شرق مدينة دير البلح ومخيم المغازي والبريج لقصف مدفعي عنيف ومتواصل، تسبب بسقوط عدد من الجرحى، وإحداث دمار وخراب كبيرَين.

مواجهات مسلحة عنيفة

وشهدت محاور التوغل في قطاع غزة مواجهات عنيفة متواصلة، خاصة في أحياء رفح، لا سيما في مخيمَي يبنا والشابورة، وحي تل السلطان، وأحياء محاذية لمحور صلاح الدين الحدودي "فيلادلفيا".
وقال شهود عيان: إن أحياء وسط وغرب رفح، شهدت مواجهات عنيفة، وقد سُمع دوي انفجارات متتالية، رافقها سماع دوي إطلاق نار من أسلحة مختلفة، كما تدخل الطيران الإسرائيلي لإسناد القوات البرية على الأرض عدة مرات.
وشهد محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة مواجهات متفرقة، بالتزامن مع اشتباكات قرب حي الزيتون "دوار الكويت"، بمدينة غزة.