تاريخ النشر: 05 كانون الأول 2025

بأقلام الزملاء يوحّدنا الفدائي منتصر ادكيدك *

الفدائي ليس مجرد اسم لفريق كرة قدم؛ إنه فكرة وطنية وهوية أصيلة سبقت وجود الفريق نفسه.
الفدائي هو الذي أعاد الروح للمدرجات الفلسطينية وإلى الحياة الرياضية، ونقلنا من حالة الصمت والحزن إلى مساحة الفرح والأمل والعزيمة، فأصبح عنواناً لوجودنا وصمودنا وبقائنا.
الفدائي هو رسالتنا الأولى إلى العرب والعالم، بوابتنا لرفع اسم فلسطين، عالياً، وأوصل صوت شعبنا عبر فوزٍ واحد أو ثباتٍ واحد أو صمودٍ أسطوري.
نعم الفدائي يوحّدنا رغم كل الظروف. يجمعنا تحت علم الرياضة الفلسطينية وهويتها الوطنية، ويمنح الأمل لأطفال غزة الذين فقدوا الكثير في العامين الأخيرين، ولأطفال الضفة الذين يواجهون الإغلاقات والاقتحامات، ولأطفال القدس الذين يعيشون ضغط الحفاظ على ما تبقى من الهوية.
عندما خطف الفدائي الفوز في الدقيقة الأخيرة أمام المنتخب القطري في افتتاح بطولة كأس العرب، عاد كل شيء إلى الحياة؛ كأن الروح التي حاول الاحتلال طمسها عادت لتضيء النفوس من جديد.
في القدس، خرج الأطفال إلى الشوارع يهتفون للفوز، يرددون أسماء اللاعبين كأنهم يعرفونهم منذ سنوات طويلة، وقد لمعت عيونهم بالأمل والصمود والإصرار.
هذه هي كرة القدم؛ اللعبة التي تعيدنا إلى أنفسنا حين يثقلنا الألم وتكسرنا الحياة وتمزقنا آلة الاحتلال.
لن أبالغ إذا قلت إن الروح القتالية لهذا الفريق بقيادة المدرب إيهاب أبو جزر، وصمود اللاعبين وإصرارهم في الشوط الثاني الذي تُوّج بالانتصار، أعادتنا إلى الواجهة وأعادت الأمل لأطفالنا.
نحبكم، جميعاً، ونفخر بأن نكون سنداً لكم، بأسمائكم وأدواركم، ولكل من يقف خلف هذه المنظومة التي حافظت على حضورنا رغم الحرب والقتل وكل الظروف.
نأمل أن يواصل الفدائي الحبيب انتصاراته أمام المنتخب التونسي، وأن يصل إلى نهائي الكأس.
حلمنا مشروع، وإصرارنا لا ينكسر، ولِمَ لا؟ فربما نحصد الكأس هذا العام.
نراكم في الدوحة في النهائي، بإذن الله. عشتم وعاشت فلسطين. الفدائي يوحّدنا.

*نائب رئيس لجنة تسيير اتحاد الإعلام الرياضي الفلسطيني.