تاريخ النشر: 04 كانون الأول 2025

عشرات الآلاف من سكان غزة يحتاجون إلى الإجلاء الطبي

جنيف - أ ف ب: ناشد مسؤول في منظمة "أطباء بلا حدود" الدول فتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من سكان غزة المحتاجين بشدة إلى الإجلاء الطبي، محذراً من أن المئات ماتوا وهم ينتظرون ذلك.
وقال هاني إسليم الذي ينسق عمليات الإجلاء الطبي من غزة لصالح المنظمة، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أول من أمس، إن الأعداد التي استقبلتها الدول حتى الآن "لا تشكل سوى قطرة في محيط".
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 8 آلاف مريض تم إجلاؤهم من غزة منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول 2023، فيما تقول، إن أكثر من 16500 مريض ما زالوا يحتاجون إلى العلاج خارج القطاع.
وبيّن إسليم بمقر منظمة "أطباء بلا حدود" في جنيف بعد مرافقة أطفال من غزة مصابين بأمراض خطرة إلى سويسرا لتلقي العلاج، أن هذا العدد يستند فقط إلى المرضى المسجلين للإجلاء الطبي، وأن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك.
وأضاف، "تقديرنا هو أن العدد يتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف هذا العدد". حتى الآن، استقبلت أكثر من 30 دولة مرضى من قطاع غزة لكنّ عددا قليلا منها، بما في ذلك مصر والإمارات، قبلت أعداداً كبيرة.
وفي أوروبا، استقبلت إيطاليا أكثر من 200 مريض، في حين اقتصر عدد الذين استضافتهم فرنسا على 27 مريضاً في نهاية تشرين الأول. ولم تستقبل ألمانيا في المقابل أي مريض من غزة.
استقبلت سويسرا في تشرين الثاني الماضي 20 طفلاً من غزة وصلوا على دفعتين.
ويعاني الأطفال الـ13 الذين رافقهم إسليم، الأسبوع الماضي، والذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و16 عاماً، أمراض قلب خلقية والسرطان في حين يحتاج بعضهم إلى جراحة عظام معقدة.
وأشار إلى أنه لولا الإجلاء لما تمكن بعض هؤلاء الأطفال من النجاة، مبيناً أنهم ذهبوا مباشرة إلى الجراحة بعد وصولهم إلى سويسرا لتجنب "أضرار لا يمكن إصلاحها".
وأعرب إسليم عن أسفه لأن وتيرة عمليات الإجلاء الطبي أصبحت بطيئة مع تدهور الأوضاع في غزة.
في البداية، كان متوسط عدد المرضى الذين يغادرون القطاع شهرياً حوالى 1500 مريض، لكن بعدما أغلقت إسرائيل معبر رفح إلى مصر في أيار 2024، انخفض المتوسط الشهري إلى حوالى 70 مريضاً.
ويبدو أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول الماضي، لم يساهم في تسريع العملية.
من جهة أخرى، قال إسليم، إن نسبة رفض السلطات الإسرائيلية لطلبات الإجلاء انخفضت من متوسط يبلغ 90% إلى 5% فقط في الأشهر الأخيرة، مبيناً أن هذا المعدل لا يزال مرتفعاً للغاية. وأضاف، إنه "لا ينبغي لها أن تمنع أي مريض من مغادرة غزة للحصول على العلاج".
وقال إسليم، إنه رغم هذه التحولات، لم تكن هناك زيادة كبيرة في عمليات الإجلاء، إذ نفذت 148 عملية في تشرين الأول و71 عملية في الشهر الماضي، ومن المتوقع تنفيذ حوالى 30 عملية إجلاء فقط في كانون الأول الجاري.
وأوضح أن المشكلة تكمن في العملية الطويلة و"المسيسة" في كثير من الأحيان التي يتعين على الدول اتباعها لقبول المرضى من القطاع، وقال، "تستغرق البلدان وقتاً طويلاً لاتخاذ القرار أو تخصيص الميزانية لهؤلاء المرضى، لكنهم لا يستطيعون الانتظار حتى يتم هذا النقاش".
وتوفي أكثر من 900 شخص أثناء انتظارهم أن يتم إجلاؤهم من غزة منذ تشرين الأول 2023، وهو رقم قال إسليم، إنه أقل من العدد الحقيقي.
ولفت إلى أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن "99,9% من البلدان تطلب الأطفال" وأوضح أنهم "يتجاهلون تماما البالغين (الذين هم أيضا) يحتاجون إلى الدعم والمساعدات المنقذة للحياة"، مشيراً إلى أن ثلاثة أرباع الذين ينتظرون الإجلاء الطبي هم فوق سن 18 عاماً.
وتفرض الحكومات أيضاً معايير أخرى، منها رفض استقبال المرضى المصحوبين بأفراد عائلاتهم، لا سيما أولئك الذين لديهم إخوة تزيد أعمارهم على 18 عاماً.
وفي مواجهة كل ذلك، دعا إسليم البلدان إلى "التوقف عن إجراء هذه الاختيارات كأنها قائمة تسوق" و"التركيز فقط على الحاجات وإنقاذ الأرواح البشرية".