تاريخ النشر: 28 كانون الثاني 2015

الحي السعودي يخلد سخاء الملك عبد الله وإسهامه في حل أكبر معضلة برفح

كتب محمد الجمل:

كان حي الإسكان السعودي ولا يزال بصمة حضارية وعمرانية بارزة في مدينة رفح، واسهم في حل أكبر معضلة عانت منها المدينة منذ عقود طويلة.
فلولا الدعم السخي والكبير، الذي قدمه الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، لما أمكن إنشاء هذا الصرح الحضاري، والذي كان بمثابة إنشاء مدينة داخل مدينة، ومكن أكثر من 1700 أسرة مهجرة، من تسلم مساكن جديدة، والشعور بالاستقرار من جديد.
مشروع حيوي
وقال الدكتور يوسف موسى، مدير مكتب وكالة الغوث بمدينة رفح، إن الأخيرة كانت تعاني مشكلة حقيقية جراء تزايد أعداد المهجرين ممن فقدوا منازلهم بسبب اعتداءات الاحتلال، خاصة في الأعوام من 2002 حتى 2005، وكان لا بد من توفر دعم سخي وكبير يحل المشكلة.
وبين أن مسؤولي وكالة الغوث بدؤوا بجولات مكوكية من أجل توفير دعم لإنشاء مشروع، أو سلسلة من مشروعات الإسكان لحل مشكلة المهجرين.
وأكد موسى لـ»الأيام»، أن المملكة العربية السعودية ومن خلال الصندوق السعودي للتنمية كانت من أول المبادرين، وأعطيت موافقة مبدئية لتمويل المرحلة الأولى من المشروع، والتي تأخر تنفيذها سنوات جراء الحصار ومنع إدخال مواد البناء.
وأكد أن المشروع كان حلم المتضررين، وقد بدأ التنفيذ، وكانت المملكة في عهد الملك الراحل تتابع مراحل البناء، وتحرص كل الحرص على ألا يتم إنشاء مشروع تقليدي، وسعت لإنشاء مشروع متميز، فكانت الموافقات سريعة على إنشاء ست مدارس كبيرة وعيادة ضخمة، وسوق مجتمعي، ومرافق بنية تحتية متكاملة، إضافة إلى أكبر مسجد من حيث المساحة، وضم أعلى مئذنة في قطاع غزة، وصمم بطريقة مميزة ولافتة.
وتابع موسى: « قبيل الانتهاء من إنشاء المرحلة الأولى، التي ضمت نحو 750 وحدة، تقدمت وكالة الغوث بطلب لإنشاء مرحلة ثانية، تضم عددا مماثلا من الوحدات، فكانت الموافقة سريعة، ثم تبعه طلب بإنشاء مرحلة ثالثة تضم 220 وحدة، فلم تتأخر المملكة في عهد الراحل في الموافقة عليها.
وأكد موسى أن البناء في المشروع لا يزال متواصلا، وما تم إنشاؤه هو مدينة متكاملة تضم كل المرافق التعليمية والثقافية والصحية والدينية.
وأعرب موسى عن أمل الوكالة، أن يتواصل الدعم السعودي في عهد الملك الحالي سلمان، معربا عن ثقته بأن الملك سلمان «خير خلف لخير سلف».
وأكد موسى أن التمويل السعودي في عهد الملك عبد الله، لم يقف عن حدود المشروع السعودي، فثمة مشاريع إنشاء عيادات طبية، وإنشاء مساكن وإصلاح وتأهيل منازل، ومشاريع أخرى يصعب حصرها.
سكان ينعون الملك
وخيم الحزن على سكان الحي المذكور، الذين سارعوا بإنشاء بيت عزاء كبير للفقيد، وعلقوا صور الملك الراحل في أرجاء الحي، كما علقوا لافتات كتب عليها عبارات تظهر مدى حزن المواطنين على فقدانه.
وقال المواطن محمد خليل، أحد زوار بيت العزاء، إن الملك عبد الله كان بمثابة الأب لكل الفلسطينيين، وأياديه البيضاء طالت كل ركن وحي في قطاع غزة، ودعم المملكة في عهده لفلسطين كان كبيراً وغير مسبوق.
وأكد خليل أن الحي المذكور سيبقى شاهداً على عطاء الملك عبد الله، مقترحاً تغيير اسم الحي ليصبح حي الملك عبد الله.
أما المواطن احمد الصعيدي، من المستفيدين من الحي السعودي، فأشار إلى أن الحزن عم كل بيت في الحي، والكثير من النساء بكت على رحيله، فلولا كرم هذا الرجل وعطاؤه، لما شعرت الأسر المهجرة بنعمة الاستقرار، التي فقدتها لسنوات طويلة.