
غزة - "الأيام": بعد مرور 80 يوماً على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في قطاع غزة، كشفت بيانات رسمية، أمس، عن واقع ميداني وإنساني كارثي يناقض جوهر التهدئة؛ حيث رصدت خروقات ممنهجة للاحتلال بلغت نحو 1000 خرق، مخلفة مئات الشهداء وآلاف المصابين، في وقت يواجه فيه القطاع "موتاً بطيئاً" مع اشتداد برد الشتاء وشح المساعدات.
ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن الجهات الحكومية المختصة في غزة، فإنه منذ 10 تشرين الأول 2025 وحتى اليوم، ارتكب جيش الاحتلال 969 خرقاً جسيماً للاتفاق: 455 جريمة قصف استهدفت مواطنين عزلاً ومنازل سكنية، و298 عملية إطلاق نار بشكل مباشر تجاه المدنيين، و162 جريمة نسف طالت منازل ومؤسسات وبنايات مدنية، و54 عملية توغل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية.
وأسفرت هذه الانتهاكات، التي وصفت بأنها التفاف خطير على الاتفاق، عن ارتقاء 418 شهيداً، وإصابة 1141 آخرين، بالإضافة إلى تنفيذ 45 حالة اعتقال تعسفي.
على الصعيد الإنساني، واصل الاحتلال تنصله من بنود البروتوكول الإنساني الملحق باتفاق وقف إطلاق النار. وتظهر الأرقام فجوة هائلة بين الالتزامات والواقع:
- شاحنات المساعدات: دخلت 19,764 شاحنة فقط من أصل 48,000 كان يفترض وصولها، بمتوسط يومي بلغ 253 شاحنة بدلاً من 600، أي بنسبة التزام لم تتجاوز 42%.
- إمدادات الوقود: بلغت نسبة العجز فيها 90%؛ حيث دخلت 425 شاحنة فقط من أصل 4,000 شاحنة مقررة، بمعدل صادم بلغ 5 شاحنات يومياً بدلاً من 50، ما أبقى المستشفيات والمخابز ومحطات الصرف الصحي في حالة شلل شبه تام.
ومع دخول فترة "المربعانية" والمنخفضات الجوية، تفاقمت المأساة بشكل غير مسبوق؛ إذ منع الاحتلال إدخال الخيام والكرفانات ومواد الإيواء، ما أدى إلى نتائج كارثية:
- انهيار المباني: سقط 49 منزلاً متضرراً سابقاً فوق رؤوس ساكنيها بفعل الأمطار، ما أسفر عن استشهاد 20 مواطناً لجؤوا إليها لعدم توفر البديل.
- الموت برداً: سجلت وفاة طفلين نتيجة البرد القارس داخل خيام متهالكة.
- خيام بلا جدوى: خرجت أكثر من 127,000 خيمة عن الخدمة، تاركة نحو 1.5 مليون نازح في العراء بلا أدنى حماية.
وفي ختام البيان، حمّلت الجهات المختصة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور، معتبرة ما يجري محاولة لفرض معادلة "الإخضاع بالتجويع". ووجهت نداءات عاجلة إلى المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والوسطاء، للتدخل الفوري وإلزام إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاق، وتأمين دخول المساعدات ومواد الإيواء قبل فقدان المزيد من الأرواح.