تاريخ النشر: 29 كانون الأول 2025

الأسير نور الدين سلامة يروي معاناته في سجن جلبوع

كتب محمد بلاص:

"الغالي راح.. الحجر بيتعوض".. هذه الكلمات ترددت على لسان الأسير نور الدين أحمد سلامة (24 عاما) من مخيم جنين، عندما بلغه نبأ إخلاء المخيم من ساكنيه من قبل جيش الاحتلال، قبل نحو العام، بمن فيهم عائلته.
وعلم سلامة بإخلاء المخيم، قبل أيام، عندما تمكن المحامي حسن عبادي من مدينة حيفا، من زيارته في سجن جلبوع.
وقال عبادي: "توجهت إلى سجن جلبوع من أجل لقاء أربعة أسرى، وحين دخلت غرفة المحامين وجدت الأسير نور الدين سلامة بانتظاري، حيث جرى اعتقاله في التاسع من تشرين الثاني العام 2023، بعد مطاردة استمرت نحو ثلاث سنوات، ويقبع في قسم 1 سيئ السمعة والصيت".
وأضاف: "وصل نور الدين، وهو مكلبش اليدين والرجلين ومغمغم، وبعد التعارف أوصلت له معايدة أخته رتاج ووالدته بعيد ميلاده، مع رسائل العائلة وأخبارها".
ومضى عبادي "فجأة قال بعفوية فش يوم بننام فيه شبعانين، وأنا مشتاق لأكلات الشتوية والملوخية والسبانخ وطنجرة العدس، وحدثني عن أوضاع السجن وزملاء الزنزانة في قسم 1 غرفة 4، وهم محمود غازي من جماعين، وأحمد مرشود من مخيم بلاطة، ومحمد خاروف من طولكرم، وعبيدة غوانمة، وسامر زهور من رام الله، وأمير علقم من مخيم شعفاط، ورامي الشامي من المكر، حيث ينام ثلاثة أسرى على الأرض، وما بيخلوني أنام على الأرض لأني متصاوب بظهري، ونا في فش غيارات، والأكل شحيح، وساعة فورة باليوم، وخمسة حمامات لـ 32 أسير، ومسبات وشتائم وبهدلات كل الوقت".
ووفق الأسير سلامة، فإن الأسرى في قسم 1، يخضعون للعدد اليومي من قبل إدارة السجن ثلاث مرات، من بينها عدد عند الخامسة صباحا وآخر عند العاشرة صباحا، حيث يجبر السجانون الأسرى على توجيه وجوههم نحو الحائط، وما يرافق ذلك من إهانات.
واشتكى نور الدين، من رفض إدارة سجن جلبوع لطلبه بلقاء شقيقه الأسير منير والذي يقبع في نفس السجن.
وخلص عبادي إلى القول: "حين افترقنا قال نور الدين: ظهري بيوجعني كثير، وبعطونيش دواء، وبدي عيادة لظهري".