
كتب خليل الشيخ:
لقي الطفل عطا مأمون حتفه غرقاً في حفرة مياه سببتها الأمطار التي هطلت على قطاع غزة، فيما توفيت شابة (30 عاماً) جراء انهيار جدار إسمنتي عليها قرب ميناء غزة، أمس، نتيجة شدة الرياح العاصفة، التي هبت على القطاع، الليلة قبل الماضية.
وقال جهاز الدفاع المدني، إن طواقمه تمكنت بعد ست ساعات عمل من انتشال الطفل ونقل جثمانه إلى المستشفى، فيما نقلت الشابة الضحية جثة هامدة إلى المستشفى مع عدد من الجرحى هم أفراد عائلتها.
وحذرت أوساط محلية من تكرار مثل هذه الحوادث نتيجة فتح فوهات حفر استيعاب المياه في الشوارع العامة وغمرها بمياه الأمطار، معربة عن تخوفها من وقوع مزيد من الضحايا جراء انهيار جدران وأسقف المنازل المقصوفة سابقاً.
وغرقت مئات الخيام بمياه الأمطار، فيما يواجه نحو 127 ألف نازح أوضاعاً كارثية بسبب المنخفض الجوي، الذي يجتاح قطاع غزة حسب رئيس بلدية دير البلح، نزار عياش.
وأوضح عياش في بيان أصدرته البلدية أن مناطقها الشرقية والغربية شهدت أكبر حالة غرق للخيام نتيجة شدة الأمطار، محذراً من خطورة نقص الوقود والمعدات اللازمة للبلدية من أجل التدخل ومساعدة النازحين.
من جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إنه تم تسجيل غرق مئات الخيام، وتطاير العشرات منها بفعل الرياح العاتية خلال يوم أمس والليلة قبل الماضية، موضحاً أنه تم تلقي مئات المناشدات من قبل النازحين، فيما نفذت طواقم الدفاع المدني عشرات عمليات الإنقاذ والتدخل السريع.
وأضاف، "الأيام القادمة ستكون صعبة مع استمرار المنخفضات الجوية، وستعكس آثارها على جميع الأصعدة في غزة وليس فقط على خيام النازحين، مطالباً المنظمات الدولية بالتحرك العاجل لإدخال مواد البناء ومستلزمات الإيواء.
وأبلغت مصادر محلية عن انهيار عدد من المنازل المقصوفة بسبب شدة الرياح، أمس، حيث بلغ إجمالي أضرار المنخفض الحالي والمنخفضات السابقة وفاة 20 مواطناً كان آخرهم الطفل "عطا" وشابة، إضافة إلى انهيار 49 منزلاً.
وبينت لجنة العمليات الحكومية في غزة أن قطاع غزة بحاجة إلى نحو 200 ألف وحدة سكنية مسبقة الصنع لتلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين.
وأشار مفوض عام وكالة الغوث "الأونروا" إلى أن قطاع غزة الذي يشهد كارثة إنسانية، يشهد مزيداً من البؤس واليأس والموت كلما هطلت الأمطار، لافتاً إلى أن السكان يعيشون في خيام واهية وغارقة بالمياه، وأن المساعدات لا تصل بالكمية المطلوبة.