اختتم "الفدائي" جولته الناجحة، بكل المقاييس، في إقليمي الباسك وكتالونيا، وسط تضامن شعبي ورسمي حاشدين، وقد تم التعبير عن ذلك بالحضور المكثف واللافت للرموز الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها العَلَم والكوفية والنشيد الوطني الذي صدح بقوة.
مبادرات على هذا النحو هي ما ينبغي أن تكون على رأس أولويات استراتيجية قيادة الحركة الرياضية.
على مدار ثلاثة أيام، فرضت فلسطين حضورها في كافة وسائل الإعلام العالمية، بفضل جولة "الفدائي"، ونتطلع لأن يتواصل الحضور الفلسطيني في كأس العرب بالتأهل للنهائيات على حساب المنتخب الليبي، الذي يشاطرنا نفس الهدف بالتأهل.
"الفدائي" يمتلك مواهب أثبتت حضورها وعلو شأنها في لقاءي الباسك وكتالونيا، وكان اللقاء الثاني، وتحديداً في الحصة الثانية منه هو الأجود أداءً، والأكثر إثارة وندية أمام فريق كتالونيا والثابت، بل المؤكد، إن غياب الرهبة وتبددها، كان السبب المباشر في التطور بالمستوى، وقدرة "الفدائي" على إخراج كل ما لديه من إمكانيات، وقد تابعنا كيف انه كان يصل إلى المرمى الكتالوني، وكيف انه كان يهدده، وكيف نال منه عن طريق مصطفى زيدان.
النتيجة الطبيعية للقاء "الفدائي" وكتالونيا كان يُفترض أن يستقر على التعادل بهدف لمثله، لكن الهدف العكسي الذي ضرب به المدافع الصلب عميد محاجنة مرمى رامي حمادة رجّح كفّة أصحاب الأرض والضيافة.
"الفدائي" زاخر بالأسماء اللامعة، وعامر بالمواهب القادرة على إحداث الفوارق، وصولاً إلى ترجمة الرغبة الجامحة التي تسكن نفوس وعقول أبناء الوطن، مجتمعين، بالتأهل للنهائيات كنوع من التأكيد على وجود فلسطين الدائم في المحافل العالمية، وهو ما أشار إليه قائد "الفدائي" مصعب البطاط في حديث تناقلته مختلف وسائل الإعلام.
"الفدائي" قادر على التأهل واقتطاع بطاقة العبور شريطة اختيار "التوليفة" الأقدر على خدمة الفريق في مسعاه، من خلال حشد اكبر قدر ممكن من المواهب واستقطابها للدوحة بالتنسيق مع الفرق النادوية، التي يحترف في صفوفها اللاعبون الفلسطينيون، لأن لقاء "الفدائي" وليبيا خارج عن أيام "الفيفا داي".