تاريخ النشر: 19 تشرين الأول 2025

نتنياهو يوعز بعدم فتح معبر رفح ويدرس تحريك جيشه من خطوط الانسحاب

تل أبيب، القاهرة - وكالات: أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو مساء أمس، بعدم إعادة فتح معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر حتى إشعار آخر؛ وفقاً لما أورد مكتبه في بيان له.
وجاء في البيان أنه "سيتم إعادة النظر في فتحه بناء على مدى وفاء حماس بالتزاماتها في إعادة جثث القتلى وتطبيق المقترح المتفق عليه".
وتشير تقديرات في الجيش الإسرائيلي، إلى أن "حماس تعلم مواقع 8 جثث على الأقل" من الأسرى، مشيرة إلى أنه "بإمكانها إعادتها على الفور"؛ بحسب ما أوردت القناة 13.
فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") نقلاً عن تقديرات، قولها إن الحركة "تعلم بدقة مكان نحو 10 من الجثث، فيما أن تخليص قسم منها يحتاج إلى عمليات هندسية".
وعلاوة على إغلاق معبر رفح، تدرس إسرائيل فرض عقوبات أخرى على حماس من أجل الضغط عليها للإفراج عن جثث أسراها المتبقية في القطاع؛ بحسب "كان 11".
وقال مسؤول إسرائيلي، إن نتنياهو يدرس تحريك قوات الجيش من خطوط الانسحاب التي ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأشار إلى أن ذلك سيكون حتى موعد تحدده إسرائيل.
من جهتها، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين، إنها "ترحب" بقرار نتنياهو عدم إعادة فتح معبر رفح، وجاء في بيان لها "مع ذلك على الحكومة ألا تعتمد على الوسطاء، بل عليها أن تتخذ موقفاً حازماً ضد حماس، وأن تطالب بإعادة جميع المختطفين الـ18 من دون استثناء، وأن تفعّل جميع الأدوات المتاحة بحوزتها".
وأضافت "على الحكومة الإعلان أنها لن تواصل تطبيق الاتفاق حتى تتم إعادة جميع جثث القتلى وفقاً لمقترح ترامب".
ويأتي قرار نتنياهو بعدما أعلنت السفارة الفلسطينية لدى القاهرة مساء أمس، أن معبر رفح البري سيفتح يوم غد الإثنين، من أجل تمكين الفلسطينيين في مصر بالعودة إلى القطاع.
وقالت في بيان، إن "معبر رفح البري سيفتح ابتداء من الإثنين، لتمكين الفلسطينيين المقيمين بمصر والراغبين في العودة لغزة، من السفر وفق آلية التنسيق المعمول بها".
ودعت السفارة الفلسطينية، مواطنيها الراغبين في العودة إلى تسجيل بياناتهم عبر التطبيق الإلكتروني المخصص، على أن يتم إبلاغهم بمواعيد وأماكن التجمع لاحقاً تمهيداً للتحرك نحو معبر رفح؛ من دون تفاصيل إضافية.
وفي السياق ذاته، أكد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن نتنياهو يسعى لاستغلال قضية تأخير تسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين كورقة سياسية، مبررا هذا التأخير بـ"الظروف الأمنية الصعبة داخل قطاع غزة" وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق.
وأشار إلى أن نتنياهو يستخدم هذه الذريعة لتأجيل المرحلة الثانية من الاتفاق، وهي المرحلة التي تتضمن استحقاقات كبرى تُحرجه أمام الداخل الإسرائيلي.
وأوضح رشوان في تصريحات صحافية، أن المرحلة الثانية من الاتفاق تشمل قضايا معقدة مثل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع، وضمان وجود أمني إقليمي أو دولي لحفظ الاستقرار، وهي نقاط يبدو أن نتنياهو يحاول التهرب منها أو تأجيلها قدر المستطاع، في ظل ضغوط سياسية داخلية.
ورغم إثارة قضية الجثامين، استبعد "رشوان" أن تؤدي هذه النقطة إلى تفجير الاتفاق بالكامل، مشيراً إلى أن هناك تقدماً في مواقف الوسطاء- مصر وتركيا وقطر- حيث أعربت هذه الأطراف عن استعدادها لتقديم الدعم الفني اللازم، بما في ذلك إدخال معدات للمساعدة في انتشال الجثامين وتسليمها، لكنه شدد على أن الأمر يتطلب موافقة الجانب الإسرائيلي للسماح بدخول هذه المعدات.