تاريخ النشر: 09 تشرين الأول 2025

عمر مؤنس ياغي.. ابن العائلة الفلسطينية اللاجئة يفوز بجائزة نوبل للكيمياء

ستوكهولم - وكالات: فاز العالم من أصل فلسطيني عمر مؤنس ياغي، أمس، بجائزة نوبل للكيمياء للعام 2025، وفق ما أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، إذ ذكرت لجنة نوبل على صفحتها في منصة "إكس" أن الجائزة مُنحت لكل من: عمر ياغي وسوسومو كيتاغاوا وريتشارد روبسون، تقديراً لـ"تطويرهم أطراً معدنية عضوية".
وتمنح الجائزة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن، الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، ويتقاسم الفائزون بها مبلغ 11 مليون كرونة سويدية (1.2 مليون دولار أميركي).
وُلد عمر ياغي في عمّان العام 1965، وهو أردني من أصل فلسطيني، يشغل حالياً كرسي جيمس ونيلتجي تريتر للكيمياء في جامعة كاليفورنيا بيركلي، وهو عالم منتسب في مختبر لورانس بيركلي الوطني، والمدير المؤسس لمعهد بيركلي العالمي للعلوم.
واختير ياغي عضواً في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، والأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم ليوبولدينا، وحلّ في المرتبة الثانية ضمن قائمة أشهر العلماء والمهندسين وأفضلهم في العالم للفترة ما بين 1998 و2008.
وحصل على الجنسية السعودية العام 2021، ونال جائزة نوابغ العرب العام 2024.

وأشاد عمر ياغي المولود في الأردن لعائلة فلسطينية لاجئة متواضعة، بـ"قوة" العلم في تقليص الفوارق وعدم المساواة.
وقال ياغي لمؤسسة نوبل: "نشأتُ في منزل متواضع جداً، كما تعلمون، كنّا نحو عشرة أشخاص في غرفة صغيرة، نتشاركها مع ماشية كنّا نربيها".
لم يكن المنزل مزوّداً بالكهرباء ولا بالمياه الجارية، وكانت والدته لا تجيد القراءة ولا الكتابة.
نشأ ياغي في العاصمة الأردنية عمّان حيث وُلد في العام 1965، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة، نزولاً عند نصائح والده الصارم.
كان ياغي في العاشرة عندما اكتشف الكيمياء للمرة الأولى.
تسلّل آنذاك إلى مكتبة مدرسته التي دائماً ما كانت مقفلة، واختار كتاباً بشكل عشوائي من أحد الرفوف، وعندما فتحه، لفتت انتباهه صور غامضة لكن آسرة، جعلته يتعرّف للمرة الأولى إلى البنى الجزيئية.
وقال: "إنها رحلة مذهلة، والعلم يُمكّنك من خوضها. أعني، العلم هو أعظم قوة" تخدم مبدأ تكافؤ الفرص.
وأكد الحائز جائزة نوبل أنّ "الأذكياء والموهوبين والمهرة موجودون في كل مكان. علينا التركيز على تحرير إمكاناتهم، وتوفير الفرص لهم".
نجحت مجموعته البحثية في استخراج الماء من هواء صحراء أريزونا، وهو المكان الذي بدأ فيه المراحل الأولى من مسيرته.
وقال: "بدأتُ مسيرتي المهنية المستقلة في جامعة ولاية أريزونا، وكان حلمي أن أنشر مقالاً واحداً على الأقل يُقتبس مئة مرة. واليوم، يقول طلابي إن مجموع الاستشهادات بأبحاثنا تخطت 250 ألف مرة".
وأضاف: "يكمن جمال الكيمياء في أنه إذا تعلمتَ التحكّم في المادة على المستوى الذري والجزيئي، فستكون الإمكانات هائلة، وقد فتحنا منجم ذهب بهذه الطريقة، وشهد المجال تطوّراً".
بفضل عمل الفائزين للعام 2025 ظهرت عشرات الآلاف من الشبكات الجزيئية الجديدة المختلفة القادرة على التقاط ثاني أكسيد الكربون، وتخزين الغازات، أو حتى فصل الملوثات الدائمة PFAS عن الماء.

بدأ ياغي دراسته في كلية مجتمع هدسون فالي في الولايات المتحدة، ثم أكمل دراسته في جامعة ألباني، قبل أن يحصل على شهادة الدكتوراة في الكيمياء العام 1990 من جامعة إلينوي.
عمل زميلاً في جامعة هارفارد بين عامي 1990 و1992، ثم درّس في جامعة أريزونا (1992 - 1998)، وجامعة ميشيغان (1999 - 2006)، وجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس (2007 - 2012)، قبل أن ينتقل إلى جامعة كاليفورنيا بيركلي العام 2012.
يُعرف ياغي بتأسيسه علم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، الذي يركّز على ربط كتل البناء الجزيئية بروابط قوية لتشكيل أطر مفتوحة تُستخدم في مئات التطبيقات، أبرزها الأطر المعدنية العضوية (MOFs).
وعرّفت لجنة نوبل للكيمياء البروفسور، عمر م. ياغي، أنه أستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي بالولايات المتحدة.
نشر أكثر من 300 مقالة مُحكمة حول الأطر المعدنية العضوية والأطر العضوية التساهمية.
يشتهر البروفيسور ياغي بريادته في مجال الأطر المعدنية العضوية (MOFs) والأطر العضوية التساهمية (COFs).
تتميز هذه المواد بأعلى مساحات سطح معروفة حتى الآن، ما يجعلها مفيدة لتخزين الهيدروجين والميثان، واحتجاز الكربون وتحويله، وتجميع المياه من هواء الصحراء، والتحفيز الكيميائي، على سبيل المثال لا الحصر.
ساهمت ابتكارات ياغي في تحقيق هواء أنظف، وطاقة أنظف، ومياه أنظف.
وقد فتحت أبحاثه الرائدة في التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزين الهيدروجين باستخدام MOFs وCOFs الباب أمام تحقيق هدف "صفر انبعاثات" في المستقبل.
كما طوّر تقنيات لاستخلاص المياه من هواء الصحراء، في مثال بارز على قدرة الكيميائي على تجاوز حدود التخصصات التقليدية وتحويل الاكتشافات المخبرية إلى حلول مجتمعية.
وقد صمّم فريقه نماذج أولية أثبتت فعاليتها في صحارى جافة مثل أريزونا، وتُظهر هذه التقنية إمكانات واعدة لتوفير مياه نظيفة في أي مكان وأي وقت، ما يمنح الأفراد استقلالية مائية.