كتب خليل الشيخ:
نفض الشاب رياض الغبار عن جسده وانتفض للاطمئنان على شقيقه حسن، وتفقد آثار الدمار والخراب الذي أحدثه تفجير روبوت في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
وقال رياض لـ"الأيام": "فجّر الاحتلال روبوتاً وسط مفترق مكتظ بالمنازل أعقبه قصف متتالٍ بدا أنه حزام ناري فسقطت على الأرض وبعدها بعدة دقائق توقف القصف ونهضت دون أن اشعر بأي الم فتأكدت أنني بخير"، لافتاً إلى أنه يسكن في منزل قريب من المكان المستهدف ولحقت بمحل سكنه أضرار جزئية.
وأضاف: "كان شقيقي الأصغر ينام بجانبي بعدما أخلينا أفراد أسرتنا إلى الجنوب وبقينا في المنزل لحمايته من اللصوص، وبصراحة كنا نتوقع أن يقصف الاحتلال لكن ليس بهذه الدرجة".
وتعرض حيّا الصبرة وتل الهوا إلى سلسلة تفجيرات ناجمة عن روبوتات بالإضافة إلى تنفيذ أحزمة نارية أسفرت عن تدمير عشرات المباني الليلة قبل الماضية.
وقدر عدد الشهداء في تلك الليلة بنحو 17 شهيداً وبعض الإصابات بحسب مصادر طبية وإسعافية.
واعتبر الشاب رياض (28 عاماً) الذي فضل عدم نشر اسم عائلته، أنه وشقيقه نجوا من الموت والإصابة نتيجة سقوط أحجار بجوارهما والتي تسبب بجروح طفيفة لشقيقه.
وقال: "طبعا ولا سيارة إسعاف ولا دفاع مدني وصلت إلى المنطقة لمدة أقل من ساعة بقليل بسبب توالي القصف في تلك المنطقة وصرنا نحاول نتصل عليهم وبعد وقت انتظار اجت سيارة إسعاف ونقلت جرحى واضطرينا نطلع معاهم نظراً لخطورة الوضع".
وأضاف رياض، إنه شاهد دماراً كبيراً من الخارج وعندما دخل لبضعة أمتار شاهد بعض الضحايا بين شهيد وجريح فقام بمساعدة آخرين بتضميد جروح من وصفت جروحه بأنها طفيفة ومحاولة نقله إلى المنازل القريبة.
وقال أبو أسامة في الخمسين من عمره، من حي تل الهوا إنه يتوقع الموت بعد كل قصف قريب أو تفجير روبوت، مشيراً إلى أنه في كل مرة يتفقد أفراد أسرته إن أصابتهم جروح أو رضوض جراء اهتزاز المنزل أم لا.
وأضاف لـ"الأيام": "في مرة جرح أحد أبنائي فقمت بتطبيبه دون أن استطيع نقله إلى المستشفى بسبب خطورة الوضع".
ولم يعد المواطنون يستطيعون تحمل أصوات القصف الجوي والمدفعي بالقرب من مكان وجودهم، ولا تفجير الروبوتات التي تحدث أصوات تفجير مدوية، ويضطر غالبيتهم للمغادرة إلى مكان آخر ولكن ليس إلى جنوب القطاع.
وقال المواطن أبو أدهم (43 عاماً) إنه لا يفكر بالنزوح إلى الجنوب رغم ما يتعرض له من قصف وعدوان، موضحاً أنه أقام خيمة عند شاطئ البحر جنوب القطاع.
وأضاف: "بعدما أصبت وأفراد أسرتي برضوض وجروح نتيجة صوت تفجير روبوت قبل عدة أيام" في حي الصبرة، قررت مغادرة المنزل والسكن في خيمة".
وتابع: "لا يهمني صعوبة العيش في خيمة بعد ترك منزلي، فالأفضل أن أسمع صوت القصف المدوي وأنا على الأرض وليس في طبقات المنزل"، لافتاً إلى أن أنه أصيب وأفراد أسرته برضوض وكسور بعدما سقطوا عبر درجات السلم المؤدي للأدوار العلوية.