تاريخ النشر: 23 أيلول 2025

دول العالم تنتصر لفلسطين في مؤتمر حل الدولتين

نيويورك - وكالات: توالت اعترافات دول العالم بدولة فلسطين، خلال كلمات لرؤسائها ورؤساء وزرائها أمام المؤتمر الدولي للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، الذي انعقد في نيويورك، بمشاركة الرئيس محمود عباس عبر "الفيديو كونفرنس"، إلى جانب عدد من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية.
فقد أعلن كل من: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمير موناكو، ألبير الثاني ورئيس الوزراء البلجيكي ورئيس وزراء مالطا روبيرت ابيلا ورئيس وزراء لوكسمبورغ الاعتراف بدولة فلسطين.
ومن المتوقع انضمام دول أخرى إلى هذا المسار، بينها أندورا وسان مارينو.
وبذلك، يرتفع عدد الدول التي اتخذت هذه الخطوة إلى 146 على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس.
وقال ماكرون في خطابه بالمؤتمر: "منذ تموز الماضي تسارعت الأحداث بشكل مخيف...ولذلك تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على حل الدولتين.. إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمان، ولذلك ووفاء لالتزام بلادي التاريخي بتعهداتها أعلن أن فرنسا تعترف اليوم بدولة فلسطين".
وأضاف: هذا الاعتراف تأكيد على أن الشعب الفلسطيني ليس شعباً زائداً عن الحاجة بل هو الشعب القوي بتاريخه وجذوره وكرامته، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينتقص شيئاً من حقوق الشعب الإسرائيلي، والاعتراف بفلسطين هزيمة لكل من يؤجج الكراهية، والاعتراف من فرنسا ترافقه اعترافات سنسمعها اليوم من العديد من الدول.
وتابع أن الاعتراف يفتح الطريق لمفاوضات مفيدة للفلسطينيين والإسرائيليين وهي الخطة التي قدمتها فرنسا للجمعية العامة لكسر دوامة العنف وتغيير الواقع على الأرض.
وقال ماكرون: إننا نتحمل مسؤولية جماعية لفشلنا في بناء سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
وأضاف: "واجبنا جميعاً هو أن نحمي الجميع من دون استثناء، وهو واجب لا يتجزأ، هناك حل لكسر دوامة الحرب والدمار، وهو الاعتراف بالآخر، بشرعيته وإنسانيته وكرامته".
وأشار إلى أن "تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة يعرض حياة مئات الآلاف (من الفلسطينيين) للخطر والانتهاكات، ما من شيء يبرر استمرار الحرب في غزة، بل كل شيء يفرض وقفها فوراً".
وقال: نحن هنا لأن الوقت قد حان لوقف الحرب والقصف على غزة، ووقف المجازر، حان وقت السلام، لأننا على وشك أن نفقد القدرة على تحقيقه، ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أنه ما عاد بوسعنا الانتظار.
وتابع: "حان الوقت لأن الأسوأ قد يحدث، سواء كان التضحية بالمزيد من المدنيين أو تهجير الفلسطينيين من غزة، أو ضم الضفة الغربية".
ولاقى إعلان الرئيس الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطين تصفيقاً حاراً من المشاركين في المؤتمر.

 

السعودية: المؤتمر يشكّل فرصة تاريخية نحو تحقيق السلام

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن المؤتمر يشكّل فرصة تاريخية نحو تحقيق السلام وإحياء حل الدولتين، وينعقد المؤتمر في ظل العدوان والجرائم الوحشية من قبل إسرائيل في قطاع غزة والانتهاكات في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وعدوانها على المنطقة وآخرها العدوان الغاشم الذي استهدف قطر الشقيقة، مؤكدا أن حل الدولتين هو أساس السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف إن التأييد الدولي الواسع لإعلان نيويورك بشأن تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية يعكس إرادة المجتمع الدولي لتسوية سلمية وفق المرجعيات الدولية، والمملكة عازمة على شراكتها مع فرنسا وجميع الدول الداعية للسلام لمتابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر لوضع حد لتهديد السيادة الفلسطينية والعمل على إنهاء الصراع وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار.

 

غوتيريس: لا يوجد مبرر للتطهير العرقي للفلسطينيين

من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أهمية الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن "الاعتراف بدولة فلسطين ليس مكافأة، وإنما حق".
وقال غوتيريس إن الاعتراف بدولة فلسطين يشكّل خطوة مهمة نحو تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني واحترام حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد الأمين العام على أن استمرار الاحتلال يعقد جهود السلام ويزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكداً دعم الأمم المتحدة لحل الدولتين، الذي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب بسلام مع دولة إسرائيل.
وأضاف غوتيريس إن تحقيق السلام يتطلب تعاون المجتمع الدولي وضمان التزام جميع الأطراف بالاتفاقيات والمواثيق الدولية، داعياً إلى تكثيف الجهود لضمان حماية المدنيين وتعزيز التنمية في الأراضي الفلسطينية.
وقال غوتيريس: "أجدد إعرابي عن خيبة أملي في منع الوفد الفلسطيني من حضور فعاليات المؤتمر.. ونجتمع اليوم للإسهام في السبيل الوحيد لانقشاع الكابوس من أجل تحقيق حل الدولتين".
وتابع: "ما من مبرر للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، أو التطهير العرقي، وقتل عشرات الآلاف معظمهم من الأطفال والنساء، وأدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون قيود".
وأردف: "يجب وقف المحاولات الإسرائيلية ضم الأراضي في الضفة الغربية، إضافة إلى عنف المستوطنين.