
موسكو - أ ف ب: جمعت روسيا، مساء أول من أمس، مشاركين من أكثر من 20 دولة في مسابقة "إنترفيجن" الغنائية التي أعادت إطلاقها، مركّزة على "القيم التقليدية" والتقنيات الحديثة جداً بغية منافسة "يوروفيجن" الأوروبية التي تعتبر أن قيمها "منحطة"، على أن تستضيف المملكة العربية السعودية النسخة المقبلة منها، بحسب المنظمين.
وفازت فيتنام في المسابقة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية وأعيد تفعيلها في شباط بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ حصل ممثلها دوك فوك على اللقب عن أغنية مستوحاة من قصيدة عن الخيزران الفيتنامي أدّاها على مسرح "لايف أرينا" قرب موسكو.
وبدا المغني الذي فاز بلقب برنامج "ذي فويس" في فيتنام قبل عشر سنوات متأثراً، وشكر جميع المشاهدين "على كل ثانية خصصوها" لمسابقة "إنترفيجن" التي دامت نحو أربع ساعات.
أما الروسي شامان، الشخصية البارزة في الحفلات الوطنية التي تنظمها الحكومة، فأدّى أغنية بعنوان "إلى القلب"، قبل أن يعلن أنه طلب من لجنة التحكيم عدم أخذ مشاركته في الاعتبار.
وخاطب الجمهور قائلاً: "الضيافة جزء لا يتجزأ من الروح الروسية، وأنا أفهم أنه ليس لي الحق، وفقاً لقانون الضيافة، في أن أكون من بين المتنافسين على الفوز".
وفي كلمة مصورة للمشاركين في "إنترفيجن"، أشاد الرئيس فلاديمير بوتين بـ"الفكرة الرئيسة" للمسابقة، مؤكداً أنها مبنية على "احترام القيم التقليدية والثقافات المتنوعة".
وأطلّ معظم المشاركين على المسرح بأزيائهم الوطنية أو بملابس رصينة، وغنّى كل فنان بلغته الأمّ، على عكس مسابقة يوروفيجن التي تُقدّم فيها معظم الأغاني غالباً بالإنكليزية.
كذلك أُعلِن في بداية المسابقة عن كل دولة مشاركة من خلال شخصية راقصة عملاقة ترتدي زياً تقليدياً، صُممت باستخدام تقنيات الواقع المعزز.
وكانت المسابقة ستجمع مغنين من 23 دولة بينهم الولايات المتحدة، لكن في اللحظة الأخيرة انسحبت فاسي (فاسيليكي كاراجيورغوس) المغنية وكاتبة الأغاني الأسترالية المتخصصة في الموسيقى الإلكترونية والبوب، والتي كانت ستمثل الولايات المتحدة، بحسب ما أكد المنظمون.
وذكر بيان تعرّض المغنية لـ"ضغوط سياسية غير مسبوقة من الحكومة الأسترالية".
إلا أن مغني الروك الأميركي عضو فرقة "ديب بيربل" السابق جو لين تورنر كان ضمن لجنة التحكيم الدولية التي اختارت الفائز.
وصعدت الكوبية زوليما إغليسياس سالازار على المسرح أولاً مرتدية فستاناً وردياً وأدت رقصة رومبا، وتوالى المشاركون بعدها، لا سيما القطرية دانة المير التي غنّت في حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2022، والمغني الصربي سلوبودان تركوليا مؤدياً أغنية "ثلاث وردات" المهداة لبناته الثلاث.
وأعلن المنظمون أن المملكة العربية السعودية ستستضيف النسخة المقبلة من "إنترفيجن" سنة 2026.
لم يرسل أي بلد من الاتحاد الأوروبي مشاركاً يمثله في مسابقة "إنترفيجن"، فيما تخضع روسيا لعقوبات غربية شديدة بسبب هجومها على أوكرانيا الذي بدأته عام 2022.
وأكد المنظمون أن الدول المشاركة، وبينها شركاء في مجموعة بريكس (البرازيل، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، وغيرها) تضم إجمالي عدد سكان يتجاوز أربعة مليارات نسمة.
وصُمم مهرجان "إنترفيجن" كاحتفال غنائي للدول الحليفة للاتحاد السوفياتي السابق، وأُقيمت أولى دوراته في العام 1965 في تشيكوسلوفاكيا. وبعدما قمع السوفيات "ربيع براغ" في 1968، تم تعليق المهرجان قبل أن يُعاد إحياؤه في 1977 في بولندا. ومع انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينيات، لم يعد المهرجان قائماً.