تاريخ النشر: 09 آب 2025

إسرائيل تقرر احتلال مدينة غزة وتهجير سكانها

تل أبيب - وكالات: صادقت الحكومة الإسرائيلية على احتلال مدينة غزة، وتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، وذلك في اجتماع الكابينت الأمنيّ والسياسيّ، الذي امتدّ نحو 10 ساعات منذ مساء الخميس، وحتّى فجر الجمعة.
وفي ختام المشاورات، خوّل الكابينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، بالمصادقة على الخطط العملياتيّة للجيش، بحسب ما ذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة ("كان 11").
وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيان، إن "الكابينت صادق على مقترح رئيس الحكومة، لهزيمة حماس".
وأضاف أن الجيش "سيستعدّ للسيطرة على مدينة غزة مع تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، خارج مناطق القتال"، على حدّ ادعائه.
وأكّد البيان أنّ الكابينت "أقرّ بأغلبية الأصوات، المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب".
وبحسب بيان الحكومة الإسرائيلية، فإنّ "المبادئ الخمسة" التي صودق عليها، هي بحسب الترتيب، كما ورد بالبيان، وبشكل حرفيّ:

1. نزع سلاح حماس.
2. إعادة جميع الرهائن؛ أحياءً وأمواتًا.
3. نزع سلاح قطاع غزة.
4. سيطرة أمنيّة إسرائيليّة على قطاع غزة.
5. وجود حكومة مدنية بديلة، غير حماس، أو السلطة الفلسطينية.
وأضاف البيان أن "أغلبية مطلقة من وزراء الحكومة، أكّدت أن الخطة البديلة المعروضة على الكابينت، لن تُحقق هزيمة حماس، أو إعادة الأسرى".
ولم يوضح البيان "الخطة البديلة"، كما لم يورد تفاصيل إضافية بشأنها، غير أن تقارير صحافية إسرائيلية، ذكرت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، إيال زامير، اقترح "تطويق" مدينة غزة، وتنفيذ عمليات "محدودة"، لا احتلالها بالكامل، محذّرا من أن احتلال المدينة من شأنه تعريض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر، بالإضافة إلى العبء الإضافي على قوّات جيش الاحتلال، التي تعاني من حالة إنهاك.
ووفقًا لقرار الكابينيت، سيتمّ إنهاء تهجير أهالي مدينة غزة عنها في ما تسمّيه إسرائيل "إخلاءً"، حتّى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، "كموعد رمزي"، وذلك في ظلّ تواصل الحرب الإسرائيلية الانتقامية على القطاع، والتي لم تستثن أيّا من مناحي الحياة، دون استهدافها وتعمُّد التسبب بانهيارها.
وبعد اكتمال تفريغ المدينة من أهلها، "سيُفرض حصار على (مقاتلي) حماس المتبقين في المدينة"؛ ما يعني أن الجيش سيعدّ كلّ من يرفض التهجير، عنصرا من حماس، كمبرّر للقتل.
وفي حين لم يستخدم قرار الكابينيت أو البيان الصادر عن مكتب نتنياهو، كلمة "احتلال"، واستُبدلت بكلمة "سيطرة"، أكّدت تقارير إسرائيلية أن ذلك يأتي "لأسباب قانونية، تتعلق بالمسؤولية عن السكان المدنيين"، التي يتوجّب على إسرائيل كقوّة مُحتلّة، ضمان توفير حدّ أدنى من الشؤون الحياتية لهم؛ ولكن في هذه الحالة، سيُهجَّر جميع أهل المدينة، والذين يُقدَّر عددهم بمئات الآلاف.
وعلى الرغم من ذلك، أكد مسؤول إسرائيلي، وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ ("واينت")، برفيع المستوى، أن "هذا هو التعريف الرسمي فقط، بينما النية الحقيقية هي احتلال غزة".
وأشار التقرير إلى أن "العملية ستُنفذ على مراحل، حيث يبدأ الجيش الإسرائيلي باحتلال مدينة غزة".
وأجرى رئيس الأركان، إيال زامير، امس، "تقييمًا للوضع في المنطقة الجنوبية، بمشاركة قادة هيئة الأركان العامة".
وذكر بيان صدر عن الجيش الإسرائيليّ، أنه "خلال التقييم، ناقشوا الوضع القتاليّ الراهن، ووضع الخطط والاستعدادات، لاستمرار القتال في قطاع غزة".
وأضاف البيان أن زامير ذكر أن "الجيش الإسرائيليّ سيُعمّق في الأيام المقبلة، التخطيط العملياتيّ، مع الحفاظ على أمن القوات، والتحلّي بالصبر".
وذكر أن "كل ذلك يهدف إلى تهيئة الظروف لعودة الرهائن، وانهيار نظام حماس".