تاريخ النشر: 09 آب 2025

كل طرق إدخال المساعدات في غزة تؤدي إلى كوارث وسقوط ضحايا

 

كتب عيسى سعد الله:


لا تزال جميع طرق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، سواء عبر البر أو الجو، تؤدي إلى حدوث كوارث وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، رغم مرور عدة أسابيع على إدخالها.
فلا يزال يسقط الشهداء والجرحى برصاص جيش الاحتلال في مسارات دخول شاحنات المساعدات، عبر الحواجز البرية، سواء عبر "زيكيم" و"كرم أبو سالم" للمساعدات، و"كيسوفيم" لبضائع التجار، فيما لا تزال تسجل عمليات الإنزال الجوي التي تنفذها طائرات متعددة الجنسيات أيضاً، سقوط ضحايا نتيجة السقوط المباشر أو التدافع.
ولم يمر يوم واحد أو عملية إدخال مساعدة واحدة دون أن يسجل سقوط شهداء أو جرحى، وبأعداد كبيرة، خاصة في مراكز توزيع المساعدات التي يديرها جيش الاحتلال بالتعاون مع شركات أمنية أميركية.
ولم تفلح المناشدات التي أطلقتها الفعاليات الشعبية والفصائلية والشعبية بغزة في ثني الدول عن إسقاط المساعدات عبر الجو، باعتبارها كميات محدودة جداً وتتسبب في سقوط ضحايا يمكن أن يتم تجنبها لو قررت هذه الدول توصيل المساعدات براً، من خلال طواقمها أو طواقم مؤسسات أممية ودولية.
وفي صورة تعكس عمق الأزمة وتواضع المخططات لهذه الدول في عمليات الإسقاط، أصيبت مجموعة كبيرة من الفتية والأطفال والنساء بجروح بعد سقوط عدة حاويات ألقتها طائرات ظهر أمس، في منطقة الشيخ رضوان ومحيط بركة لتجميع مياه المجاري، يتكدس في محيطها عشرات آلاف النازحين، وسط ذهول وصدمة في صفوف المواطنين الذين انشغلوا في إجلاء ونقل الجرحى إلى عيادة حكومية قريبة ومراكز طبية أخرى.
كما أصيب، أول من أمس، عدة مواطنين بجروح خطيرة، بعد سقوط حاوية ألقتها طائرة فوق منزل آيل للسقوط، ما أدى إلى انهياره بعد اعتلائه من قبل مجموعة كبيرة من المواطنين للحصول على المساعدات.
وبات المواطنون يخشون من تساقط الحاويات فوق أسطح منازلهم أو خيامهم التي تنتشر بكثافة في المناطق المرشحة للإنزال، والتي أدت إلى استشهاد عدد كبير خلال الأيام العشرين الماضية، والتي بدأت خلالها بعض الدول بتنفيذ عمليات إنزال لكميات متواضعة للمساعدات لا تتجاوز حمولة سيارة نقل صغيرة لكل طائرة.
ولا يزال يرتقي الشهداء في محيط حاجز "زيكيم" شمال غزة، رغم ابتعادهم عن قوات الاحتلال، وانشغالهم فقط في الحصول على المساعدات من فوق الشاحنات، بناءً على أوامر جيش الاحتلال، الذي يشترط على سائقي الشاحنات الوقوف في منطقة بعيدة عن المناطق السكنية ليتسنى سرقتها والسطو عليها.
وأفاد شهود عيان لـ"الأيام" بأن دبابات للاحتلال ترافق الشاحنات وتقوم بإطلاق النار بكل الاتجاهات على المواطنين الذين يحاولون الاقتراب منها، رغم طلب جيش الاحتلال من الشاحنات عدم الدخول إلى مراكز المدن والمناطق السكنية.
وأوضح هؤلاء أن جيش الاحتلال ودباباته ينسحبون من المنطقة بعد قتلهم وجرحهم مجموعة كبيرة من المواطنين.
ولم تسلم مسارات دخول البضائع التجارية، التي تحظى بعمليات تأمين من شركات حراسة محلية على عكس شاحنات المساعدات، من سقوط الضحايا وبأعداد كبيرة، حيث سجل قبل ثلاثة أيام سقوط عشرات الشهداء والجرحى خلال اعتراض مجموعة كبيرة من المواطنين عدة شاحنات محمّلة بسلع لصالح التجار، وذلك خلال خروجها من حاجز "كيسوفيم" شرق مدينة دير البلح.
وأصبح الحصول على المساعدات مرتبطاً بثمن باهظ يدفعه المواطنون من دمائهم وعرقهم وصحتهم، التي بدأت تتهاوى على وقع قسوة الواقع والمجاعة المميتة التي تضرب قطاع غزة منذ خمسة أشهر، وانعدام المواد الغذائية الصحية كاللحوم والفواكه والخضراوات والألبان، واقتصار الطعام على القليل من البقوليات الجافة والمعلبة وبأسعار مرتفعة.