تاريخ النشر: 25 كانون الأول 2024

"جبرا".. أفضل عمل مسرحي في مهرجان تورين الدولي للمونودراما

كتب يوسف الشايب:

 

حصلت مونودراما "جبرا" من إنتاج مسرح عناد في بيت جالا، على جائزتين بارزتين من بين جوائز مهرجان تورين الدولي للمونودراما بإيطاليا، مؤخراً.
وحصل العمل المسرحي المنفرد، على جائزة أفضل عمل مسرحي في المهرجان بنسخته الأولى، إضافة إلى جائزة أفضل ممثل للفنان خالد المصو، الذي أعد نص مونودراما "جبرا" بالاشتراك مع طارق السيد وإميل سابا، مُخرج العمل، وهي مستوحاة من رواية جبرا إبراهيم جبرا السيريّة، "البئر الأولى"، وتناولت ما ذكره عن فترة وجوده في فلسطين قبل النكبة.
وكشفت المسرحية أن القدر لم يمهل الروائي والمترجم والأكاديمي والناقد والفنان الفلسطيني، جبرا إبراهيم جبرا، لتحقيق العودة المتوافق عليها إلى فلسطين، إثر توقيع اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إذ رحل في العام 1994، بعد أن أُضيف اسمه على قوائم المرشحين للعودة.
ويُظهر العمل أن جبرا كان متوجساً في حواره مع المختصة بهذا الشأن من الجانب الفلسطيني، بخصوص اشتراطات معينة لمن يرغبون بالعودة إلى فلسطين، لكن الفلسطينية أقنعته بأن لا أحد يمكن أن يرفض عودة جبرا إبراهيم جبرا، أو يفرض عليها شروطاً، واتفقا أن يكون اللقاء في بيت لحم يوم السادس من حزيران 1996، أي بعد قرابة عام ونصف عام على رحيله.
وتميّز المصو، الذي أعدّ دراماتورجيا العرض أيضاً، بتجسيد شخصيّات في محيط الروائي الفلسطيني الذي عاش منذ ما بعد النكبة في العراق، وكان من العلامات الثقافية البارزة في تاريخه الحديث، ومن بين تلك الشخصيات: والدته، ووالده، وجدّته، وأستاذه في المدرسة، وجسّدها دون مبالغة أو إقحام، وبطريقة متميزة لم تخلُ من بعض الكوميديا على الهامش، مقدماً إطلالة مجتمعية وتاريخية وثقافية على تلك الحقبة الزمنية في فلسطين، أي فترة الاستعمار البريطاني، وتحديداً في الفترة التي كان فيها جبرا مبين سن الخامسة والتاسعة، أي بين العامين 1925 و1929، فجبرا من مواليد آب للعام 1920، وفي روايات أخرى للعام 1919.
كما قدّم العمل جبرا في مراحل عمرية مختلفة، مُركزاً على طفولته التي قضاها في فلسطين، وتحديداً في مسقط رأسه في بيت لحم، وحكاياته المتشعبة فيها، خاصة يوميّات الفقر المدقع الذي عاشته أسرته، وهو ما انعكس في مشهد بيع حذائه الجديد الذي كان هدية له، لسد متطلبات أساسية للعائلة، التي انتقلت للعيش في القدس، لمنحه فرصة إكمال دراسته.
وأشار خالد المصو لـ"الأيام" إلى أنه، وقبل إعداد النص المسرحي لمونودراما "جبرا"، قرأ سيرته في فلسطين كما وردت في روايته "البئر الأولى"، التي كثفها على شكل حكايات جسّدها على خشبة المسرح، ومن ثم قام وفريق العمل بالتجوال بين الأماكن الأولى التي عاش فيها أو زارها، من منازل، وأحواش، ومدارس، وكنائس، كما قابلوا العديد من كبار السن، وخاصة السيدات، ومن ثم بدأت تتشكل من كل ذلك صور اتخذت شكل لوحات تمثيلية مع وعي مسبق بالحفاظ على لغة جبرا كما وردت في أدبه.
ولفت المصو إلى أن ذلك تطلب مجهوداً كبيراً على أكثر من اتجاه، لافتاً إلى أنه قرّر تسليط الضوء على شخصية جبرا، لكونها لم تحظ بما يليق بها من الاهتمام، خاصة المرحلة التي عاش فيها في فلسطين.