
كتب يوسف الشايب:
اختير مشروع الأفلام "من المسافة صفر" ممثلاً لفلسطين، ضمن القائمة الطويلة للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي (غير ناطق بالإنكليزية)، للدورة السابعة والتسعين للجوائز المرموقة عالمياً، وفق ما أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، في لوس أنجليس، مساء أول من أمس، بالتوقيت المحلي لولاية كاليفورنيا.
ويتكون المشروع الذي أشرف عليه وأنتجه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، ورشحته لجنة مستقلة من المختصين -اختارتها وزارة الثقافة الفلسطينية للجائزة- لتمثيل فلسطين، من مجموعة تضم 22 فيلما قصيراً صنعها مخرجات ومخرجون من قطاع غزة، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ ما يزيد على 14 شهراً، بحيث وثقوا خلالها الأحداث داخل القطاع ما بعد في السابع من أكتوبر 2023.
وعبّر مشهراوي، وعدد من صنّاع الأفلام في غزة، عن فخرهم وسعادتهم بوصول "من المسافة صفر" إلى القائمة الطويلة أو "قائمة الـ 15" عن فئة أفضل فيلم دولي، باسم فلسطين، معربين عن أملهم أن تتوّج جهودهم الاستثنائية في ظروف مأساوية غير مسبوقة على مستوى العالم، في العصر الحديث، بحيث لا يزال القطاع يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية ترتفع وتيرتها وتزداد شراستها يوماً بعد يوم.
وحسب الموقع الرسمي للجائزة فإن خمسة عشر فيلماً تأهلت إلى الجولة التالية من التصويت في فئة الأفلام الدولية من بين أفلام مثلت "85 دولة ومنطقة مؤهلة للمشاركة في هذه الفئة".
وجميع الأفلام تمت كتابتها وإخراجها وتصويرها وتحريرها في ظل الظروف المعقدة لحرب الإبادة الإسرائيلية الشاملة على غزة، لذا فقد واجهت تحديات لوجستية نجح كثيرون في التغلب عليها، وحالت دون عرض أفلام كانت قاب قوسين أو أدنى من إنجازها، بسبب استهداف منازل صانعيها، وتدمير أجهزة الحاسوب، أو الكاميرات التي تحتوي على المشاهد المُصوّرة، كما أن بعض صناع الأفلام كانوا يفقدون أقارب لهم في أثناء التصوير، أو التحضير، وفي أثناء مرحلة الكتابة، ما أبعدهم عن المشروع، وهو ما أجبر اعتماد وشاح على الخروج قبل نهاية فيلمها الروائي القصير "تاكسي ونيسة" بسبب استشهاد شقيقها وعددٍ من أفراد أسرتها في قصف استهدف منزلهم.
كما اختير الفيلم الفلسطيني الروائي القصير "برتقالة من يافا" من تأليف وإخراج محمد المغني، ومن بطولة الفنان القدير كامل الباشا، والفنان سامر بشارات، ضمن القائمة الطويلة لجوائز أوسكار "الفيلم القصير المباشر"، بعد منافسة ضمّت 180 فيلماً، حسب موقع الجائزة.
والفيلم الفائز بالعديد من الجوائز في مهرجان دولية عربية وعالمية، يتناول بذكاء، أكثر من موضوع يكشف عنصرية الاحتلال، دون شعاراتية، عبر تناوله أكثر من قضية، أبرزها حق العودة، وحق تنقل الفلسطينيين في بلادهم، والحواجز العسكرية الإسرائيلية، فيما قدّم كامل الباشا، دوراً مهماً ومكثفاً، أكد فيه سطوته كفنّان ذي قدرات استثنائية كرّسته عربياً وعالمياً، علاوة على اكتشاف إمكانات سامر بشارات.
وكان المخرج الفلسطيني محمد المغني، ابن غزة، بدأ بكتابة "برتقالة من يافا"، خلال انتكاسة العالم بأكمله جرّاء "كوفيد 19"، ويتمحور حول حكاية شاب يحمل إقامة في دولة أجنبية، يسعى عبرها، إلى مرافقة والدته التي سبقته من معبر آخر، إلى زيارة يافا، التي هُجّر منها أجداده قسراً إلى قطاع غزة في العام 1948، بحيث تمّ تصوير الفيلم في الضفة الغربية عبر طواقم فلسطينية وبولندية، تعرضّت للتهديد بالقتل على يد المستوطنين ذات يوم من أيام التصوير، علاوة على احتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلي للعديد من المعدّات التي كانت بحوزة الفريق البولندي عند دخوله إلى فلسطين.