
كتبت بديعة زيدان:
تحظى فلسطين، قضيةً وشعباً، وحكايات، بالحضور المحوري في الدورة الخامسة عشرة لفعالية "كرامة/ سينما الإنسان" السينمائي، في دورته الخامسة، التي من المقرر أن تنتظم في الفترة ما بين الخامس والثالث عشر من كانون الأول المقبل، في العاصمة الأردنية عمّان.
الفعالية السينمائية التي تخلت عن توصيف "مهرجان" منذ الدورة الماضية تضامناً مع فلسطين، في ظل حرب الإبادة المتواصلة على غزة، تعرض 22 فيلماً من وعن فلسطين، حسب ما كشفه المدير الفني المخرج إيهاب الخطيب في حديث خاص بـ"الأيام".
وأشار الخطيب، في حديثه لـ"الأيام"، إلى تركيز "كرامة" في هذه الدورة كما الدورة الماضية على الأفلام الوثائقية بالدرجة الأولى، خاصة أنها تقدم صورة تكميلية لما تقدمه القنوات الفضائية في تغطيتها الإخبارية حول الحرب على غزة، وفي كل فلسطين، مع التركيز على قضايا بعينها بصورة مكثفة كحال استهداف الاحتلال للأطباء، والأكاديميين، والمثقفين، والصحافيين.
ولفت الخطيب إلى أن المهرجان سيطلق مبادرات عدة تتعلق في المواضيع محور اهتمام الأفلام المشاركة من وعن فلسطين، من بين قرابة المئة فيلم تعرض في فعالياته، وإلى أنه سيُصار إلى تنظيم ندوة خاصة عن استهداف الاحتلال للصحافيين الفلسطينيين، بمشاركة صحافيين من قطاع غزة، عبر تقنيات الأقمار الاصطناعية، علاوة على تنظيم معرض فني حول فلسطين للفنان اللبناني المقيم في الأردن، رفيق مجذوب.
وقال الخطيب: في العام الماضي كانت دورة "كرامة" خاصة بفلسطين، وفي هذا العام تحمل شعار "العدالة لشعوب جنوب العالم"، أي دول العالم الثالث، الذي يمتد التمييز واضطهاد الاستعمار الكولونيالي إليهم، خاصة جنوب العالم، الذي يبدي تضامنه الأوسع كما العديد من أنظمته مع القضية الفلسطينية، ويعلنها بوضوح رافضاً جرائم الاحتلال في فلسطين، خاصة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة، دون أن يلغي ذلك تواجد مناصرين لفلسطين وعدالة قضيتها في الغرب.
وحسب بيان صادر عن إدارة "كرامة/ سينما الإنسان"، تلقت "الأيام" نسخة عنه، أمس، يتجلّى حضور فلسطين في دورة هذا العام من الفعالية السينمائية، بوصفه تحية إلى "كرامة فلسطين: مهرجان السجادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان في غزّة"، وبوصف فلسطين جزءاً لا يتجزأ من تطلعات جنوب العالم ومساعيه نحو التحرر والتخلّص من الظلم والعدوان، وبوصف هذا الحضور نافذةً يطلّ "كرامة الأردن" من خلالها على فلسطين (كل فلسطين) وقضيّتها ومعاناة أهلها.
ومن بين الأفلام الفلسطينية في "كرامة"، الفيلم الوثائقي الطويل "الحياة حلوة" بحضور مخرجه ابن قطاع غزة المقيم في أوروبا، محمد جبالي، ويتناول حكاية قصة المخرج حين لم يتمكن في العام 2014، وبعد مشاركة له في النرويج، من العودة إلى غزّة، فبقي في مدينة "ترومسو" النرويجية قرب القطب الشمالي، بسبب إغلاق سلطات الاحتلال معابر غزة جميعها.
كما يعرض الفيلم الفلسطيني الوثائقي القصير "ذاكرة محطمة" للمخرجة حياة لبان، ويتحدث عن أرشيف المصور الصحافي محفوظ أبو ترك، الذي وثّق أحداثاً عاشها في الضفة الغربية، خاصة في مدينة القدس، منذ انتفاضة الحجارة في العام 1987، والأحداث التي تلتها حتى نهاية تسعينيات القرن الماضي.
ومن بين الأفلام الفلسطينية، أيضاً، فيلم التحريك القصير "غُمّيضة" للمخرج رامي عباس، ويروي حكاية طفل والسمكة التي يحب في رحلتهما نحو المجهول، راصداً تفاصيل هذه الرحلة وتحوّلاتها.
كما سيكون جمهور "كرامة" على موعد مع الفيلم الفلسطيني الوثائقي الطويل "ضوء" للمخرج أحمد أبو منشار، ويسلط الضوء على الممارسات الاحتلالية العنصرية في الخليل، عبر حكاية كل من نسرين وطارق.
وتعرض أيضاً أفلام من جنسيّات مختلفة حول فلسطين، كالفيلم التركي "الدليل"، والقطري "غزة.. صوت الحياة والموت"، والأميركي "فتوش"، والبريطاني "وجوه التضامن: متظاهرو المملكة المتحدة من أجل فلسطين"، والأردني "جبل التحرير"، والهولندي "أصداء الوطن"، والتركي "أكتب اسمي"، والكندي "موطني"، واللبناني "خارج المعركة"، والفرنسي "المحطة الأخيرة أمس"، والإيراني "صوت الغيوم"، وغيرها.
ومن بين الأفلام المتوقع أن يكون لها وقعها الخاص، فيلم "اللجوء إلى أين؟"، وهو فيلم تحريكيّ قصير من إنتاج "المعمل 612"، ويتبع "كرامة"، ومن إخراج فريق المعمل الذي هو بمثابة تعاونية إنتاجية لسينمائيين، ومثقفين، ونقاد، وأكاديميين، ومفكرين، وساسة وغيرهم.
وأرفق منتجو "اللجوء إلى أين؟" مُرفقاً له، مفاده: "مع ذكرى النكبة الفلسطينية السادسة والسبعين، نتذكّر الألم، ونعاين معاناة اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم في العالم العربي.. الاحتلال والحروب لا تدمّر المدن فقط، بل تدمّر حياة الناس.. ملايين اللاجئين يبحثون عن الأمان والأمل والكرامة، واستعادة حقوقهم البديهية".