تاريخ النشر: 22 أيلول 2015

طرق ملتوية للسعادة

عبير خليفة، لبنان

إثارة الغبار

تفقدوا اللعنة ففي طياتها خير ما.
من الشر نقتبس وميضاً
يكسر أياماً تتعكز
بين ظلم البارحة وظلم اليوم.
القلب في سواد والأظافر حمراء.
كم يصفون الحنان بقسوة؟
نعتق الوهم لنحيا.
كغفوة خريف في مرابض الفصول
نعتقد أن النرد يجيء بالحظ
وأورانوس يتعكز
بعد كل حرب.
مراراً،
نثير الغبار وندعي العمى.
ومن البحر يرى اللؤلؤ عمق السماء.
(من مجموعة "ما مات يولد")

عبث في الأدوار

ينسى الزمن أنه أبرم هذا الدور لآخر
يتشاجر الممثلون
يخلع الجسد حقيقته
يغالي العمى في شبك العيون
تتقلص إيماءات الأيام
يتجهم العصر بالمغرب
يقترب العشاء
تغتسل الطلاسم بفوح من الحسد.
هو يملي نبوءته
هي تنثر عطرها
ومع إنزال الستارة
نصفق.
(من مجموعة "ما مات يولد")

أنا أؤمن.. أنا نسيت

صدق أنا أؤمن.
أسترخي لوعظ لا شعري
أتفاخر به وتعلو نبرتي.
وأنا نسيت
لا أعاقبك على الموت كما تظن.
فقط، صدق!
ولا تسيء النية كالأحياء.
(من مجموعة "ما مات يولد")

اليوم التالي

لوثة سهر أو غضب كانت
وذوت
في اليوم التالي
لا أحد حاول
أن يفرح أو يثور.
كان التيه يعبث بأيديهم
فقدموا له النذور لينأى
لامسوا
في الماضي الشمس
فأضاءت ظلالاً
وحين أنهكوا من العتمة
حطوا الأصابع العشرة في الماء
فانفصل غازاً
وحين ركعوا أو سجدوا
بدلت الشمس موضعها
لذا قدموا ما لا يستحق التخلي
ليستردوا الأيدي.
فيما بعد،
ربما استقرت الحرارة أو
جاءت غيوم بديلة
رمادية بعض الشيء
متوهجة ومتنبهة للبحر في الأدنى
وللسماء السابعة في الأعلى
أدركوا أن التيه رفع عنهم
عندها
جلسوا في الضوء حتى حرقوا
فرحوا فحفروا
خنادق تحت الماء
حيث أغرقوا شيخ القبيلة ورقصوا
ولما توسطت الشمس الغيوم
غضبوا
أنزلوا الستائر ودفنوا ما تسرب من خيالات.
لوثة سهر أو غضب كانت
وذوت
في اليوم التالي
لا أحد حاول
أن يفرح أو يثور.

أمام من أقسم

هوى كتاب حياتك بين يدي
وطويلاً قرأت فيه
تورطت حتى تمنيت تبادل الأقدار
وكلما اقتربت من نهاية سعيدة درأتها وبحثت عن أخرى
لن تكون كذلك
لن أضحك معك ولا عليك
سترحل وسأبادل الذئاب البسمات.
الرؤى كلمات ترى، إحداها تقول:
من يحارب السحاب لا يرجو المطر
أوقف رجاءك بين راحتيك
ولا تدع لأكثر من قطرة.
لم أدع لشيء ولم أحم السحاب
فليقع على عاتقي أوزار غيري.
إن كنت الشاهدة فأمام من أقسم
وإني ضحية فراشات نثرت أرواحها حولي
كأني رميت بين أشواك قطنية تغريني نعومتها
ويعميني البياض
فماذا أصنع بفتنتها
وأنى لي أن أعرف أنه روحي أو أني سلبته روحه
أنى لي أن أغفر للسعادة طرقها الملتوية.