كتب يوسف الشايب:
حصل الكاتب والروائي والمسرحي الأردني مفلح العدوان، على المركز الأول في المسابقة الدولية لنصوص «المونودراما» باللغة العربية للعام 2015، التي نظمتها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بالتعاون مع الهيئة العربية الدولية للمسرح، عن نصه «مرثية الوتر الخامس»، متجاوزاً 167 نصاً مشاركاً في المسابقة من كافة أنحاء دول العالم.
ويحصل العدوان بفوزه بالمركز الأول بالمسابقة، على جائزة نقدية مقدارها خمسة عشر ألف دولار أميركي، إضافة إلى درع ذهبية وشهادة تقدير.
وجاء في المركز الثاني الكاتب المصري عبد المؤمن أحمد عبد العال عن نصه «الراعي بينوكيو»، فيما حل ثالثاً الكاتب السوري حسام عبد الله حنوف عن نصفه «غرفة على السطح».
وقال العدوان لـ»أيام الثقافة»: الفوز بجائزة المونودراما الدولية يحمل الفائز إلى فضاء آخر بعيداً عن فضاءات الجغرافيا المحدودة، أي نحو فضاء ذي بعد إنسائي .. لهذه الجائزة مذاقها الخاص فهي من تنظيم مؤسسات ثقافية عربية مرموقة، وفيها تقدير للأدب والمسرح، ولفن المونودراما.
وأضاف: هذا الفوز يحمل في مضامينه معاني التكريم للمنتج الإبداعي، وإعلاء لشأن الكلمة الحاملة للفكرة، والتي يمكن تجسيدها لتكون روحها حاملة للكثير من القيم والمعاني السامية، كما أن المسابقة الدولية بنسختها العربية باتت حدثاً لميلاد نصوص المونودراما كل عامين، وتحمل من الزخم الكثير لتكريس هذا الفن الراقي، وفوزي بالمرتبة الأولى لهذه الدورة من المسابقة يضيف عليّ مسؤولية الارتقاء وتقديم الأفضل بالمستقبل، وخاصة في هذا السياق الذي أحب.
وحول «المونودراما» التي فاز من خلالها العدوان بالجائزة، أجاب لـ»أيام الثقافة»: «مرثية الوتر الخامس» التي حصدت الجائزة هذا العام تنتصر للإنسان والفن والإبداع، حيث تتبع مسيرة الموسيقار المعروف زرياب من أيام العصر العباسي، وبالتحديد في حقبة حكم هارون الرشيد، غير مغفلة مفاصل مهمة في حياته، والاضطهاد الذي تعرض له، والتطرف الذي مورس عليه، بدءاً من هروبه من بغداد، ومعاناته في تونس، حتى وصوله إلى الأندلس.
وأضاف: في الأندلس انطلق زرياب بمزيد من الإبداعات، وكان له الأثر الكبير في المجتمع هناك، حيث ساهم في تغيير الكثير من مظاهر الحياة الاجتماعية، ليس فقط في ذلك المحيط الجغرافي، بل تعداه زمانياً ومكانياً، كما تستحضر «مرثية الوتر الخامس» زرياب في الزمن الحاضر، في إسقاط لسيرته وحيواته وتداعياتها الدرامية على ما يحدث من تطرف وظلامية، ومواقف تصادر الإنسان والفن والإبداع والموسيقى.
ومفلح العدوان قاص وروائي وكاتب مسرح وسيناريو وصحفي أردني، ولد في مدينة الزرقاء العام 1966، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من الجامعة الأردنية العام 1990، ثم انتقل إلى العاصمة عمّان ليبدأ تجربته الإبداعية وحياته العملية.
ونُشر له في القصة «الرحى»، و»موت عزرائيل»، و»الدواج»، و»موت لا أعرف شعائره»، و»شجرة فوق رأس»، وفي الرواية «العتبات»، فيما كتب في المسرح «ظلال القرى» و»عشيات حلم»، التي فازت بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العام 2001، و»آدم وحيداً» (مونودراما)، و»بلا عنوان»، و»سجون»، و «تغريبة ابن سيرين» (مونودراما)، وحارس النبوءة، كما يواصل كتابة مشروع موسوعة القرية الأردنية (بوح القرى)، حيث أنجز منها المجلدين الأول والثاني، وله كتاب في البلدانيات هو «عمان الذاكرة».
وفاز العدوان بعدة جوائز عربية وعالمية، من بينها جائزة محمود تيمور للقصة القصيرة من المجلس الأعلى للثقافة في مصر العام 1994، وجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العام 2001، وجائزة اليونسكو للكتابة الإبداعية في العام نفسه.