
وليد الشيخ
مرة
على مدخل الكافيتيريا
وكأي حادث عاطفي مروع
سالت قهوتها على القميص
سيكون من المفيد أن أفتش جيوبي بحثاً عن محارم ورقية نظيفة
من غير الحكمة أن تمسح أصابعي عن قميصها القهوة
لا أريد أن تكون المرة الأولى التي سأمسك نهدها ( لأنني من الواضح سأمسكه ) بسبب قهوة اندلقت كفأل حسن
هذا الحادث العاطفي المروع
كلفني ثلاث سنوات كاملة
كي أعيد قراءة المقولات الفلسفية
بتركيز أشد على الصدفة والضرورة.
أن يمر الحب الأول فجأة في السوبرماركت
حاملاً حليباً خالياً من الدسم
كل شيء يمضي الآن أسرع مما يجب
كزيارات البنت المتباعدة التي تجيء في صباحات الإثنين فقط لتقول أحبك كما ينبغي
كاتصالات أخي من لندن حسب توقيت غرينتش ( دائماً يكون الوقت متأخراً في رام الله )
كاحتمال أن أرتطم بالحب الأول في السوبرماركت، وهي تدفع حساب سنوات عمر كامل (إضافة لفاتورة الدجاج والحليب خال من الدسم) لأنها تذكرت أن قبلاتنا الطائشة على الدرج أهم بكثير من ليلة الدخلة
***
أفكر أن البداية من جديد بعد هذا العمر ميؤوس منها
كأن يبدأ شاعر كلاسيكي في قراءة قصائدي عن العادة السرية
أو أن يتجرأ ناقد عربي ويشير بما لا يدع مجالاً للاجتهاد
أن مقترحات جاك دريدا وصلتنا كطبخة المقلوبة
***
كل شيء أسرع مما يجب
كهذه الليلة
التي هبط فيها الظلام دفعة واحدة
بينما
كنت
أرتب
عتبات المساء
للتذكر.