تاريخ النشر: 04 آب 2015

رجع القرى وحنطتها السائلة


عيد بحيص

أنا رجعُ القرى
و إطلالةُ الليلِ المعلّق في نوافذها
ريثما تُدحرجُها الظلالُ ويلسعُها الضُحى
وأنا حَجْلةُ الطيرِ فيها وحنطتُها السائلة
وأنا ماؤها المجفف،
رحيقها الهشُّ وحِناءُ أبوابها
غدرتُ الغيورات وكيدهن
***
أنا تُخمة الحُبِّ في القُرى وشُحُّ الهوى فيها
 حليبُ غِبطتها..
ميلها للمآثرِ والمكارم،
فيضُ أحلامها ونجيع حُسّادها
أنا القرية النيئة الطيعة القاسية..
الطاهرةُ الفاسقةُ.. اللعوبُ العابدة..
عادة الظبيات في الظنِّ والريب والماءُ غايتها
***
هي لعبةُ العبقريّ وفتنتهُ الساذجة
وفطنة الذي سيعدُّ المواشي كيفما نعدُّ أصابعنا
يكتري بغلة الجارِ وينسى أن يُعيد لجامها
وينسى أن يُعرِّجَ شاكراًً 
مستدركاً:
 لو أنه لم ينسَ اللجام
لو كان قد أعاده حينها..
مكتفياً بالبغلة الجائعة