نجاحات في التنظيم والمشاركات الفنية والحضور الإعلامي
كتب يوسف الشايب:
حقق مهرجان البيرة للفلكلور في دورته الرابعة، الذي نظمته مؤسسة شباب البيرة بالتعاون مع بلدية البيرة، نجاحاً لافتاً على مستوى الحضور الجماهيري، والتنظيم، والإعلام، وطبيعة المشاركات، ما جعل القائمين عليه يعملون منذ اللحظة ليس فقط من أجل الحفاظ على ما حققه من نجاحات، بل من أجل تطويره على مختلف المستويات، والنهوض به أكثر فأكثر، فليس فقط النجم العربي الأردني عمر العبدللات من عبر عن اندهاشه من التنظيم الراقي للمهرجان، على حد تعبيره، حيث لم يسبق أن أحيا حفلاً دون عشرات رجال الأمن والحراس الشخصيين حوله، على عكس ما حصل في مهرجان البيرة، حيث جرت الأمور بسلاسة دون الحاجة لرجال الأمن أو الحراس، كما أشاد في حديثه لـ»أيام الثقافة» بتفاعل الجمهور معه.
وأكد عمر عطا رئيس مؤسسة شباب البيرة، على أن نجاح الدورة الرابعة لمهرجان البيرة للفلكلور يضع على كاهل المؤسسة ولجنة المهرجان الارتقاء به في الأعوام المقبلة، فـ»ليس مقبولاً التراجع» ..
وقال لـ»أيام الثقافة»: نحن عازمون على الاستمرار في تنظيم هذا المهرجان، والعمل على الارتقاء بمستواه، بما يحقق التوازن ما بين الحفاظ على الفلكلور والتراث الفلسطيني من جهة، والانفتاح على عمقنا العربي من جهة أخرة، وتحقيق التوازن أيضاً ما بين الانتصار للتراث ولثقافة الفرح أيضاً.
وأضاف عطا: منذ أربعة أشهر أو يزيد، ونحن نعمل ليل نهار لإنجاح المهرجان، سواء من قبل الهيئة الإدارية للمؤسسة أو لجنة المهرجان .. كان عملاً مضنياً ولكن النتيجة كانت إيجابية، وهو ما بدد كل التعب، مشدداً، عبر هذا المهرجان، وغيره من الفعاليات، نبرز اسم البيرة، هذه المدينة التاريخية العريقة، والتي يقطنها قرابة 80 ألف مواطن، ووضعها على الخريطة الثقافية في فلسطين.
واعترف عطا بأن نجاح الدورة الرابعة سيزيد من صعوبة المهمة بالنسبة للمؤسسة ولجنة المهرجان لضمان مزيد من النجاحات في الأعمال المقبلة.
وقال: نحن مدركون صعوبات المهمة، فالفرح بنجاحات الدورة الرابعة، يجب ألا ينسينا ببدء العمل لضمان نجاحات مماثلة أو يزيد في الدورة الخامسة، وهذا ما بدأنا بالفعل العمل عليه، وهدفنا هو التنويع والتجديد بما يحافظ على الهدف بالحفاظ على التراث والفلكلور والانتصار للهوية الثقافية الفلسطينية، مع استمرار الانفتاح على الكل الفلسطيني، وعلى دول عربية جديدة، خاصة بعد النجاح اللافت الذي حققه النجم الفنان عمر العبدللات من المملكة الأردنية الهاشمية التي هي توأم فلسطين، فنحن نعتز بعروبتنا أيضاً.
وأشار عطا إلى أن أبرز الصعوبات بالنسبة للمهرجان هي مزاجية سلطات الاحتلال في منح التصاريح للفنانين العرب والفلسطينيين في الشتات، حيث سبق ومنعت العبدللات من المشاركة في الدورة الثالثة للمهرجان قبل عامين، كما منعت المنشدة الفلسطينية ميس شلش من المشاركة في المهرجان بدورته الرابعة ومن قبلها الثالثة.
دور بارز للبلدية
وكان لبلدية البيرة دور بارز في إنجاح هذا المهرجان، الذي يتقاطع ورؤيتها في الحفاظ على صورة مدينة البيرة الممزوجة بالعراقة والحداثة في آن، والتي لها خصوصية تميزها على مختلف المستويات، فهي تستلهم من عراقتها وأصالتها ما يدفعها لتكون مدينة عصرية.
وقال المهندس فوزي عابد، رئيس بلدية البيرة لـ»أيام الثقافة»: المهرجانات ليست فعلاً ثقافياً وفنياً طارئاً في البيرة، ففي خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت مدينة البيرة حاضنة للعديد من المهرجانات التي شارك فيها كبار نجوم الغناء في الوطن العربي، وخاصة في أشهر الصيف، ولم يكن حينها الجمهور فلسطينياً فقط، بل كان يؤم هذه المهرجان جمهور من مختلف الأقطار العربية وخاصة دول الخليج العربي، وكان يحتضن الفنانين العرب وخاصة من الأردن ومصر ولبنان، وينظم في متنزه البيرة، وتواصلت حتى احتلال العام 1967، إلى أن جاء مهرجان البيرة للفلكلور بدوراته الأربع ليعيد الاعتبار لمدينة البيرة على المستويين الفني والثقافي، وأيضاً السياحي، خاصة مع توافد أهلها المغتربين إليها كل صيف.
وأضاف عابد: الدورة الرابعة للمهرجان كانت ناجحة بامتياز، من حيث تحقيق أهداف المهرجان في تعزيز الثقافة والفنون في البيرة من جهة، والحفاظ على الموروث الثقافي للشعب الفلسطيني من جهة أخرى، وأيضاً في بث الفرح داخل نفوس الجماهير التي أمت إستاد البيرة الدولي من كل أنحاء فلسطين، وداخل نفوس زوار المدينة من المدن الأخرى وفي نفوس أهلها المغتربين أيضاً، ما من شأنه أن يعمق علاقتهم وارتباطهم بمدينتهم، خاصة جيل الشباب منهم، والذي يهمنا أن نعرفهم على تراث مدينتهم وعراقتها، ويشجع أيضاً السياحة الداخلية للمدينة، علاوة على الانفتاح على العمق العربي من خلال استضافة فنانين عرب محبوبين يشتهرون بتقديم فن راق كما حصل في استضافة الفنان الأردني المتميز عمر العبدللات.
وأكد عابد: هناك عدة عوامل صبت في نجاح الدورة الرابعة للمهرجان، على رأسها التنظيم المحكم، وحالة الانسجام ما بين البلدية ومؤسسة شباب البيرة وعموم مؤسسات المدينة، وكذلك مشاركة فنانين على درجة عالية من الكفاءة، وسنحت الظروف بدخولهم إلى فلسطين كما حصل مع العبدللات، على عكس المهرجان الماضي الذي منع فيه العبدللات من المشاركة ومنعت المنشدة الفلسطينية ميس شلش للمرة الثانية على التوالي، إضافة للمشاركة المتميزة لفرقة موال من الناصرة والفنان هيثم خلايلة من مجد الكروم، وكذلك الحضور الإعلامي المميز للمهرجان، مشدداً على أن بلدية البيرة ستبقى سباقة في التعاون مع مؤسسات المدينة لضمان إنجاح هكذا مهرجانات، وأنها ستواصل دعمها لمهرجان البيرة للفولكلور في دوراته المقبلة بأقصى الإمكانيات المتاحة، بما يضمن تحقيقها مزيداً من النجاحات، لتسهم من جهة في تعزيز حضور البيرة في المشهد الثقافي الفلسطيني، والحفاظ على الفلكلور والتراث الفلسطيني ونشره بين جيل الشباب واليافعين، ورسم البسمة على وجوه جماهير المهرجان، خاصة مع الظروف الصعبة التي نعيشها بسبب الاحتلال، ونشر تراث وتاريخ المدينة بين عموم الفلسطينيين.
وشدد رئيس بلدية البيرة على أن هذا المهرجان يصب أيضاً في تسليط الضوء على البيرة من الناحية التاريخية، فهي مدينة يعود عمرها إلى قرابة خمسة آلاف سنة، وفيها مواقع أثرية مهمة تستحق المزيد من الاهتمام، وهو ما يتقاطع مع الجولات التي تنظمها البلدية لزوار المدينة والمغتربين لهذه المواقع، وتنظيم مخيمات صيفية خاصة للشباب من أهل المدينة المقيمين خارج فلسطين، وتنظيم أمسيات رمضانية لفرق محلية تشتهر بالأغنيات الوطنية وغيرها، ما يعني حضور البيرة بالمشهد الثقافي والفني بفلسطين، والمزيد من إبراز المدينة ودورها التاريخي بشكل عام.
«يا جبل ما يهزك ريح»
وكان حضور النجم الأردني عمر العبدللات لافتاً في مهرجان البيرة الرابع، خاصة مع تقديمه لأغنيته الجديدة، ولأول مرة في حفل افتتاح المهرجان في العشرين من الشهر الجاري، تحت عنوان «يا جبل ما يهزك ريح»، والتي أهداها إلى روح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وعموم الشعب الفلسطيني.
فما إن ارتفعت وتيرة اللحن في أغنية «يا جبل ما يهزك ريح» للنجم الأردني عمر العبدللات، حتى اعتلت أصوات الصفير والتصفيق بينما كان العبدللات يغني «ع المجوز نبدك ونطيح، فلسطينية ما نطيح .. روسنا بالعلالي، ويا جبل ما يهزك ريح».
وبدأ العبدللات حفله بالأغنية التي جاء في موالها «لفيت كل المدن والهند والصيني، وخليت راسي فوق وما نزّلت عيني .. ومهما عليّ قست أيامك يا الدهر، يكفيني كل الفخر إني فلسطيني» .. لتشتعل مدرجات إستاد البيرة الدولي، وارتفعت الأعلام الفلسطينية والأردنية، والكوفيتان، البيضاء والسوداء (الفلسطينية)، والبيضاء والحمراء (الأردنية)، معلناً انطلاق المهرجان، الذي بدأ بكلمات شددت على أهمية الثقافة والفنون بالنسبة للقضية الفلسطينية، وأهمية إعادة الاعتبار لمدينة البيرة كحاضنة للثقافة والفنون التراثية والفلكلورية.
وكان العبدللات قال حول الأغنية، في تصريحات لـ»الأيام» قبل الحفل بساعات: لا شك أن هذه العبارة اشتهرت على لسان الرئيس الراحل ياسر عرفات، رحمه الله، شهيد الأمة العربية .. كثيرون يحبون الرئيس الشهيد عرفات ليس فقط في فلسطين، أو في الأردن أو الوطن العربي، بل في كل أنحاء العالم، ويعلم الله كم أحبه .. منذ كنت أسمعها على لسانه، وأنا أفكر في أن تكون عنواناً لأغنية لي، ومنذ سنوات أحلم بأن ترى النور، والحمد لله أنها خرجت للنور أخيراً، وأطلقتها من فلسطين ... وهي من كلماتي وألحاني، وأتمنى أن يقبلها الشعب الفلسطيني هدية متواضعة مني لهم.
وغنى العبدللات أمام عشاقه القادمين من مختلف المدن الفلسطينية، والذين غصت بهم مدرجات إستاد البيرة، أغنيات تراوحت ما بين الوطنية الفلسطينية والأردنية، والتراثية، وخاصة أغنياته الشهيرة المستلهمة من التراث الأردني والفلسطيني في «الأعراس»، والتي تتقاطع بشكل كبير بين الشعبين التوأمين، وأخرى من ألبومه الجديد «خد الرمان»، وأغنيات اشتهر بها كـ»يا سعد»، التي أطلقها في العام 1989، وأعاد توزيعها مؤخراً، و»شكلة بكلة»، و»صفي النية»، وغيرها، إضافة إلى أغنيات من التراث الشامي، وأغنيته الشهيرة «الدحية» بنسختها الأصلية، وبنسخة خاصة عبّر من خلالها عن الارتباط الكبير ما بين الشعبين الأردني والفلسطيني، والذي أكد العبدللات، وأكثر من مرة، أمام جمهور مهرجان البيرة، الذي خرج يتغنى بروعة الحفل والأداء والتنظيم، أنهما «شعب واحد مش شعبين»، هو الذي يغني لفلسطين للمرة الثانية، بعد حفل له قبل سنوات في قصر رام الله الثقافي.
«موال» نصراوي
وقدمت فرقة «موال» النصراوية، عرضاً مدهشاً جمع ما بين الرقص الشعبي والمعاصر، والموسيقى الحية والمصورة، واللوحات المسرحية الصرفة والراقصة، ولوحات «الحكواتي»، حمل اسمها «موال»، في ثاني أيام مهرجان البيرة الرابع للفلكلور، وتنظمه مؤسسة شباب البيرة بالتعاون مع بلدية البيرة، في إستاد البيرة الدولي.
والعرض، الذي كتب له النص سلمان ناطور، وأخرجه راضي شحادة، طرح عبر شخصية أبو صلاح الحكواتي، وجسدها الفنان إياد شيتي، العديد من القضايا رقصاً وموسيقى ومسرحاً وغناء، حكايات متعددة حول معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ النكبة إلى يومنا هذا، وخاصة معاناة الفلسطينيين الذي رفضوا مغادرة أراضيهم في الأراضي المحتلة العام 1948، وتتواصل معانتهم منذ ذلك الوقت بسبب سياسات الاحتلال العنصرية ضدهم.
وحمل العرض المبهر والعميق، عبر اللوحات الراقصة وشخصية الحكواتي والأغنيات الخاصة وغيرها، وبعضها من كلمات الشاعر الكبير محمود درويش، والشاعر الكبير سميح القاسم، وغيرها من الأغنيات الموظفة بعناية، ومشاهد الفيديو المرافقة لـ»موال»، وهو العرض المتجدد منذ ما يقارب العشرين عاماً، رسائل مهمة حول قيمة التمسك بالأرض، والحفاظ على الهوية الفلسطينية، في ظل محاولات الاحتلال المتكررة لسلبها أو طمسها، عبر تسليط الضوء على قرى بعينها، ومواقع في قرى أخرى تم تهجير أهلها عنوة، كالشجرة، على سبيل المثال، وعبر حكايات مصادرة الأراضي، والنضال ضد الاحتلال في النكبة وما قبلها وما بعدها، دون إغفال الدور البارز للملابس، والإضاءة، والديكور المرافق للعرض الذي أشرف عليه مؤسسا الفرقة، نهاد ومعين شمشوم.
وقال معين شمشوم: «موال» عمل بدأ العام 1995، وعلى مدار عشرين عاماً، تغير الكثير في العرض، على مستوى اللوحات، والموسيقى، والإخراج، والحوارات، وكذلك على صعيد الراقصين والممثلين، الذين في مجملهم باتوا من خريجي مدرسة «موال» للرقص، وتأسست قبل قرابة العشر سنوات، وتضم قرابة مئتي راقص وراقصة، في حين شارك في عرض مهرجان البيرة الرابع عشرين راقصاً وراقصة.
من الجدير بالذكر أن العرض اشتمل على ست عشرة لوحة هي: رقصة الشمالية (أبو صلاح يعرف نفسه)، ورقصة ليَا منديلك (كلمات وألحان مارون أشقر)، وحكاية الصفوري والروماني، ورقصة صلحة (ألحان رحبانية)، وحكاية مصادرة أراضي العرب والموظف بو، ورقصة يا زيتون بلدنا (كلمات سميح القاسم وألحان ميشيل ديرملكنيان)، وأبو صلاح وموسى ديان، ورقصة يبلادي فيكي ربينا (كلمات وألحان مارون أشقر)، وقصة ناجي العلي، ورقصة يا موردين الخيل (كلمات سميح القاسم وألحان ميشيل ديرملكنيان)، وقصة فضيل (ابن أبو صلاح الشهيد في أحداث التهجير ومحاولات العودة)، ورقصة موال درويش (كلمات محمود درويش وألحان وغناء مصطفى الكرد)، ورقصة ولادة الجمرة (موسيقى زياد الرحباني)، وأبو صلاح والحطة، ورقصة ثوري على وقع ألحان موسيقى أغنية «ثوري» النضالية الشهيرة، وأخيراً لوحة أناديكم من كلمات توفيق زياد وغناء أحمد قعبور.
خلايلة .. وخلطة فنية
واختتم مهرجان البيرة الرابع للفلكلور، الذي نظمته مؤسسة شباب البيرة بالتعاون مع بلدية البيرة، في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بحفل غصت فيه مدرجات إستاد البيرة الدولي، للنجم الفلسطيني الشاب هيثم خلايلة، الذي عبر عن سعادته الكبيرة بالتواجد في مهرجان البيرة، وبين أهلها.
وبدأ خلايلة، ابن «مجد الكروم» في الداخل الفلسطيني المحتل، حفله بأغنية «سوّاح» للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي غنى له العديد من الأغنيات، هو الذي سبق وقال في لقاءات صحافية: إنه يعشق هذا المطرب المصري العملاق، الذي لا يزال حاضراً في قلوب محبيه ممن عاصروه، وحتى من الشباب، رغم مرور قرابة أربعة عقود على رحيله.
وقدم خلايلة، الذي تفاعل معه الجمهور بشكل كبير، عدة أغنيات لفنانين عرب مشهورين وكاظم الساهر، ومحمد عبده، وعمر العبدللات، وهاني شاكر، وجورج وسوف، وغيرهم كراغب علامة الذي انتفضت الجماهير حين غنى خلايلة له «يا ريت فيي خبيها».
وفي وقت غابت فيه المنشدة الفلسطينية ميس شلش، عن مشاركة خلايلة حفل الختام، بعد عدم سماح سلطات الاحتلال لها بدخولها وطنها، بعدم استصدار تصريح دخول لها، رغم استصدار تصاريح لكامل أعضاء فرقتها، قدم نجم برنامج «محبوب العرب» (أرب آيدول) في نسخته الأخيرة، عدداً من الأغنيات الوطنية بعد أن ارتدى الكوفية، من بينها «علي الكوفية» لمحمد عساف، و»اعلنها يا شعبي» لفرقة العاشقين، و»فلسطين عربية»، وغيرها من الأغنيات.
منع ميس شلش
وحالت سلطات الاحتلال دون مشاركة المنشدة الفلسطينية ميس شلش في حفل اختتام المهرجان، والذي كان من المقرر أن تشارك فيه والنجم الفلسطيني هيثم خلايلة، بعد أن لم تصدر تصريحاً يخولها دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم السماح لأعضاء فرقتها بذلك!
وهذه المرة الثانية، التي تمنع فيها شلش من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كانت سلطات الاحتلال أبلغتها صراحة بأنها غير مرغوب بدخولها إلى فلسطين لمشاركة المطرب سامي يوسف في حفل مشترك، قبل قرابة الشهرين، كما كانت سلطات الاحتلال حالت دون مشاركة شلش في مهرجان البيرة الثالث.
وشددت إدارة المهرجان على الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة العامة للشؤون المدنية ممثلة بالوزير حسين الشيخ، والوكيل أيمن قنديل، لتسهيل دخول الفنانين المشاركين في مهرجان البيرة الرابع، إلا أن الاحتلال أصر، كعادته في الكثير من الأحيان على عدم السماح للنجوم العرب أو الفلسطينيين المقيمين في الخارج بالمساهمة في كسر الحصار الثقافي الذي يفرضه الاحتلال نفسه على الشعب الفلسطيني.
مزيد من النجاحات
من جانبه أكد علاء الصالح، منسق المهرجان، أن مجهودات كبيرة وراء نجاح الدورة الرابعة لمهرجان البيرة، مشيدا بدور أهالي البيرة المتواصل في إنجاح المهرجان وبالتعاون المتميز مع بلدية البيرة، وأنه كان يتم العمل بشكل متواصل لضمان أجواء مريحة لجمهور المهرجان الذي اعتاد على التنظيم الجيد، والذي سعدنا بنجاحنا في أن يقضي أوقاتاً ممتعة وجميلة مع نخبة من النجوم العرب والفلسطينيين ممن اشتهروا بتقديم الفن الراقي والأصيل، وأن العمل بدأ بالتحضير للدورة الخامسة للمهرجان، «آخذين بعين الاعتبار النجاح الذي حققه المهرجان بدورته الرابعة، والعمل على الحفاظ على هذا النجاح، بل تحقيق المزيد من النجاحات»، بما يصب «في تحقيق أهداف المهرجان بالحفاظ على الموروث الثقافي والفني الفلسطينية وتعميمه خاصة لدى جيل الشباب، وتثبيت حضور مدينة البيرة كمدينة حاضنة للثقافة والفنون بجميع أشكالها، كما كانت في السابق».
من الجدير بالذكر أن المهرجان كان برعاية بنك القدس، وبنك فلسطين، وفندق جراند بارك، وشركة ربحي الحجة للعقار والاستثمار، وبدعم من بنك الاستثمار الفلسطيني، وشركة المشرق للتامين وشركة أنور عقل للتأمين والناقل الرسمي شركة بيجو وستروين، وبالتعاون مع بلدية البيرة ورعاية وزارة الثقافة، وبرعاية إعلامية من جريدة «الأيام»، وشبكة راية الإعلامية، وتلفزيون فلسطين مباشر، وفضائية عودة فيما كان الراعي التكنولوجي شركة مدى.