بيسان عابد
هكذا قلن لي عندما كان يمر..
كانت تلطم الجارات البدينات
حتى ينحلن.
وتذهب البنات إلى بيوتهن سراً
بعد منتصف الليل.
ويدب السل في أجساد الأطفال.
عندما لا يعود الآباء من الحرب.
وعندما تمر العجائز بجانبهِ
وتكمم أفواهها بأغطية الرأس
ثم يقدّرنه من رائحته
بالمقارنة مع زمنهن القديم.
وكنّ يجمعنه من حواليّ الدُور
ويربطنه في حزمٍ من قماش
ثم يلقينه كما يلقين سرّة الرضيع
قرب شجرة الأولياء.
ثم بعد أعوام تأتي البنات الصغيرات
عندما يكبرن.
ويحدثنني عنه
كان كبيراً وله أجنحة
كلما حطَ على بيت فغر رأسه.
ولم أتخيل أنه بهذا الحجم
ونسيت الأمر.
حتى كبرت يوماً
وجاء أبي من بيت الله
نزع أسنانه ونقعها
ثم استلقى في سريره
وأثناء الليل وقعت منه عصاه
فانتفضتُ في مكاني.
يومها فهمت كيف تحول حزن ذلك العصر
حيث كان يعيش بين أضلع الكتف
وصار الحزن أبي.