بكين - رويترز: تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، بأن تستثمر الصين 250 مليار دولار في أميركا اللاتينية على مدى الاعوام العشرة القادمة في اطار مسعى لتعزيز نفوذ بكين في منطقة هيمنت عليها الولايات المتحدة لفترة طويلة.
وتجمع في بكين للمرة الاولى زعماء دول مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي "سيلاك" وهو تجمع يضم 33 دولة في المنطقة التي لا تشمل الولايات المتحدة وكندا لعقد منتدى يستمر يومين.
ويأتي المنتدى في وقت تحاول فيه بكين تعزيز وجودها في المنطقة مع بحثها عن المزيد من الموارد.
وقال شي في كلمة امام زعماء سيلاك ان حجم التجارة المتبادلة بين الصين وأميركا اللاتينية من المنتظر ان يرتفع الي 500 مليار دولار في غضون السنوات العشر القادمة.
واضاف قائلا "أعتقد ان هذا الاجتماع سيحقق نتائج مثمرة وسيعطي العالم بادرة ايجابية على تعميق التعاون بين الصين وأميركا اللاتينية وسيكون له تأثير مهم وواسع النطاق في دعم تعاون الجنوب-الجنوب وازدهار العالم".
وقال بينغ ان الصين وأميركا اللاتينية تتعاونان في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتشييد والزراعة والتصنيع والابتكار التكنولوجي.
وتشتري الصين -ثاني اكبر اقتصاد في العالم- النفط من فنزويلا والنحاس من بيرو وتشيلي وفول الصويا من الارجنتين والبرازيل.
وقال بينغ إن الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) ستحدد تفاصيل خطة للتعاون للخمس سنوات المقبلة، مضيفاً إن الخطة مع إعلان بكين ولوائح منتدى الصين-سيلاك ستصبح النتائج الرئيسية للاجتماع الوزاري الأول للمنتدى.
وقال: إن إعلان بكين سيبلور التوافق السياسي ويحدد اتجاه المنتدى والمبادئ التوجيهية للتعاون. كما أن خطة التعاون ستحدد مجالات رئيسية وإجراءات تفصيلية للتعاون الشامل في الفترة ما بين عامي 2015 و2019 بين الصين ودول أميركا اللاتينية، ما يغطي مجالات الأمن السياسي والتجارة والاستثمار والمالية والبنية التحتية والطاقة والموارد والصناعة والزراعة والعلوم والتبادلات الشعبية.
وتهدف اللوائح إلى وضع قوانين المنتدى وتحديد ثلاثة حوارات دورية بين الصين وسيلاك وتقديم نظام يضمن تطبيق التوافقات والخطط السياسية.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن "كل دول سيلاك، الفقيرة منها والغنية، سواسية تحت إطار المنتدى"، مضيفا أن "على جميع الأطراف الاستمرار في التشاور الودي ودعم التنمية المشتركة ورؤية المصالح من جميع الجوانب من أجل ضمان أساس سياسي صلب للتعاون".
وقال إن على الصين ودول سيلاك الإسراع في بناء المنتدى ورسم خطة تعاونية لتحقيق وضع يعود بالنفع على الجميع وإدراك تأثير التآزر والذي مفاده أن "1 زائد 1 يساوي أكثر من 2"، مضيفا أن تحت إطار المنتدى يمكن أن تجري العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف بين الصين ودول سيلاك تعاونا مرنا وعمليا، بحيث يكمل بعضهم البعض بما يتمتعون به من مزايا.
ورحب شي بالتعاون مع المزيد من المنظمات والهيئات المتعددة الأطراف من منطقة أميركا اللاتينية ودول الكاريبي.
وذكر أن منتدى الصين- سيلاك سيسهم في ازدهار العالم وفي تنمية الصين ودول سيلاك والتعاون جنوب-جنوب.
وبدأت أعمال اللقاء الوزاري الأول لمنتدى الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) أمس، في العاصمة الصينية بكين.
وحضر بينغ، والرئيس الكوستاريكي لويس غييرمو سوليس، والرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا ديلغادو، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو موروس، ورئيس الوزراء الباهامي بيري كريستي، مراسم حفل الافتتاح للقاء الذي يستمر يومين، في قاعة الشعب الكبرى في وسط مدينة بكين.
وتأسست مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي التي تضم 33 دولة في شهر كانون الأول من عام 2011 في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، حيث تضم جميع دول أميركا الجنوبية وبعض دول الكاريبي إضافة إلى المكسيك.
وخلال زيارة الرئيس شي إلى أميركا اللاتينية في شهر تموز من العام الماضي، أعلن مع قادة (سيلاك) عن تأسيس منتدى التعاون، واتفقوا على عقد أعمال اللقاء الوزاري الأول في أقرب وقت ممكن.
وفي المقابل فان الصين ضخمت مليارات الدولار في استثمارات في المنطقة.
وقال الرئيس الفنزويلي أول من أمس، انه ضمن استثمارات تزيد قيمتها عن 20 مليار دولار من الصين بينما قالت الاكوادور انها حصلت على خطوط ائتمان وقروض بقيمة اجمالية تبلغ 53ر7 مليار دولار من بكين.
وقال مادورو في كلمته في المنتدى "أكرر ما قاله الرئيس "الفنزويلي السابق" هوجو تشافيز من ان الصين تبرهن للعالم على انها بلد لا يسعى بالضرورة الي الهيمنة مع ازدياد قوته".
ويأتي التعاون مع المنطقة حتى مع احتفاظ كثير من دولها بروابط دبلوماسية مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليما متمردا. ومن بين الدول الاثنتين والعشرين التي لا تزال تعترف بتايوان فان 12 منها في أميركا اللاتينية والكاريبي.