تاريخ النشر: 05 كانون الثاني 2015

"إجت 2015" لقاسم النجار: "حصاد" للوجع الفلسطيني والعربي

كتب يوسف الشايب:
بعد النجاحات المتتالية للفنان قاسم النجار، ومن بينها «إجت 2014» وخرجت عبر موقع «يوتيوب» مع مطلع العام الماضي، صدرت مع مطلع العام الحالي، أي قبل أيام، أغنيته الجديدة «إجت 2015»، التي تأخذ طابع الإلقاء أكثر من الغناء على خلفيات موسيقية متنوعة، كما كان في «إجت 2014»، مع اختلافات في التوزيع والخلفيات الموسيقية المرافقة.
وتحدث النجار عن تدهور الأوضاع على كل المستويات في قطاع غزة والضفة الغربية، والمحن المتواصلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتغييب أو غياب أي حضور فاعل للمواطن ... «إجت 2015، وشعبي كالأطرش في الزفة .. إن كان في غزة ولا الضفة .. يعني من الآخر يا عمي، تحفة وضع بلادي تحفة».
ولم يغفل النجار الحديث في تفاصيل الأمور، ومن بينها استمرار مسلسل عرقلة المصالحة، وحالة التخوين السائدة وفق وجهة نظره في المشهد الفلسطيني .. «إجت 2015، وكلّه بيخوّن في كلّه .. وأيادي الصلح بينشلوا .. وما في طفل صغير بغزة حقه من الهدنة واصلّه».
كما سلط النجار الضوء على استفحال الاستيطان، وزيادة ظاهرة «عربدة المستوطنين» .. «إجت 2015، والمستوطن مستورد فينا .. مرتاح وبسرق أراضينا .. والأقصى في كل دقيقة حاخام يفوت ويطحينا»، موجهاً سهامه تجاه ما وصفه بـ»الإعلام العربي الفاضح»، الذي يهمل القدس وعمليات تهويدها التي تجري على قدم وساق، كما يهمل معاناة المقدسيين وعموم أبناء الشعب الفلسطيني.
وأطلق النجار في أغنيته، ومدتها تسع دقائق، صرخة مدوية إزاء الأوضاع الأكثر من مأساوية في غزة .. «وأهلي في غزة .. آااااااه يا غزة .. مقهورة أغلب أهالينا .. بتستنى الإعمار ولكن، لا مطار مبيّن ولا مينا».
أما عن الدولة الفلسطينية، وبأسلوب يمكن وصفه بالكوميديا السوداء، واصل النجار كاتب كلمات «إجت 2015» أغنيته بالقول «إجت 2015، ويا متكتك تكتك تكاتيكي .. دولتنا يا حسرة عليكي .. مش رايح نتهنى بدولة بوجود الفيتو الأمريكي»، قبل أن ينتقل للحديث عن تقصير عربي في دعم قيام الدولة الفلسطينية .. «لو النفط العربي المبيوع .. يتوقف ضخّه أسبوع .. بتبطل أمريكا ترفع فيتو في وجه المشروع».
ولم يهمل «فنان الشعب» تسليط الضوء على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال بنبرة متفائلة إلى حد ما .. «إجت 2015، ويا أبطال ويا أسرانا .. يا كل حر انسجن وعانى .. قرّب موعد حريتكم ما دام شاؤول معانا»، في إشارة إلى الجندي الإسرائيلي الذي أسر في العدوان الأخير على قطاع غزة.
ولم تكن حادثة استشهاد الوزير زياد أبو عين لتغيب عن «إجت 2015» .. «ع مرأى كل الملايين، والشاشة والإعلاميين .. في أرضك يا ترمسعيا استشهد زياد أبو عين .. أبو عين اترجل واستشهد .. غرس الزيتونة وما تردد».
وتناولت الأغنية فيما تناولته من مواضيع فلسطينية تسميم الرئيس الشهيد ياسر عرفات، واغتيال الطفل محمد أبو خضير حرقاً على يد المستوطنين، ومعاناة اللاجئين، وخاصة اللاجئين في مخيم اليرموك، والتي تتواصل معاناتهم منذ سنوات، واللاجئين في مخيمات لبنان.
وتناولت «إجت 2015»، إضافة إلى المزيد من القضايا الداخلية، الأوضاع في عدد من الدول العربية كمصر، وليبيا، واليمن، ولبنان، والعراق، فيما استصرخ سورية بوجع «يامو سورية يا يامو، شعبك عم تضيع أحلامو .. العالم بتفرج عليكي، بيقدملك بس خيامو .. يامو سورية يا يامو، زاد الوجع وزاد الهم، حتى فستق حلبك صار طعمه ولونه مثل الدم»، قبل أن يختم أغنيته، التي أخرجها عادل ظاهر، ووزع لها الموسيقى علاء رضا، برائعة إبراهيم طوقان «موطني».