فيلنيوس - أ ف ب: استقبلت ليتوانيا العام الجديد باعتماد عملة جديدة أمس، لتصبح آخر دولة في البلطيق تستخدم اليورو في محاولة لتعزيز الاستقرار رغم المخاوف من التضخم او تجدد أزمة الديون في منطقة اليورو.
وقام رئيس الوزراء الليتواني اليغرداس بوتكيفيسيوس بسحب أول ورقة نقدية من فئة عشرة يورو من آلة صرف في فيلنيوس بعد حلول رأس السنة، حيث اطلقت الألعاب النارية مع انتهاء عام شهد مخاوف على خلفية دور روسيا في النزاع الأوكراني والأزمة الاقتصادية.
وقال رئيس الوزراء خلال حفل الى جانب مسؤولين اخرين من استونيا ولاتفيا «اليورو سيكون ضمانة لأمننا الاقتصادي والسياسي».
وقال حاكم البنك المركزي الليتواني فتياس فاسيليوسكاس للصحافيين فيما أصبحت بلاده العضو ال19 في منطقة اليورو ان «الانتقال الى العملة الجديدة تم بهدوء وكان ناجحا».
وفيما فتحت المتاجر أبوابها في يوم رأس السنة قال الزبائن انهم اضطروا للتفكير لبرهة لتقييم سعر البضائع باليورو بدلا من العملة الوطنية ليتا.
وقال كاستيتس باكيس أثناء مغادرته سوبرماركت في العاصمة فيلنيوس «كل شيء يبدو رخيصا».
وسيتم التداول بالعملتين لمدة أسبوعين. وستبقى الأسعار موجودة على البضائع بالعملتين حتى حزيران.
وقال مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي بيار موسكوفيسي «عبر الانضمام الى اليورو يختار الشعب الليتواني ان يكون جزءا من منطقة استقرار وامن وازدهار».
لكن خلال الحملة التي سبقت الانضمام الى منطقة اليورو، تراجع تاييد الرأي العام.
وبحسب استطلاع للرأي اجري في تشرين الثاني ونشره البنك المركزي فان 53% من السكان البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة ايدوا ذلك و39% عارضوه.
وقالت فيدا زورزيين وهي خمسينية انها ستبقي بعض أوراق العملة الوطنية لتريها لاحفادها.
واضافت لوكالة فرانس برس «أعتقد ان أسعار الخدمات مثل الذهاب الى مزين الشعر سترتفع. لكن سيكون من الأسهل السفر».
ويأتي انضمام ليتوانيا الى منطقة اليورو وسط عدم استقرار سياسي في اليونان ما يثير مخاوف من اندلاع أزمة الديون مجددا في منطقة اليورو.
وتعهدت فيلنيوس بدفع مئات الملايين من اليورو لصندوق الانقاذ الاوروبي المخصص لمساعدة دول الجنوب المديونة.
وقال المحلل المالي فالديماراس كاتكوس لوكالة فرانس برس «هذه التعهدات تشكل عبئا كبيرا وتزيد من ديوننا. كان يجب ان نرجئ انضمامنا».
وكانت العملة الوطنية «ليتا» مرتبطة باليورو منذ 2002 وكانت فيلنيوس تعتزم اعتماد اليورو في 2007 لكن الأزمة ادت الى تأخير ذلك وفرض سياسة تقشف.
ودفعت الأزمة بالعديد من الليتوانيين الى البحث عن عمل في الخارج لاسيما في بريطانيا ما ساهم في إنعاش الاقتصاد الليتواني الذي شهد نموا اقوى من المعدلات التي سجلت في الدول الكبرى في اوروبا الغربية.
ويرى معظم المحللين ان الانضمام الى منطقة اليورو سيعزز نمو الصادرات والاستثمار.
وباعتماد ليتوانيا العملة الأوروبية الموحدة يكتمل عقد جمهوريات البلطيق السوفياتية السابقة الثلاث في منطقة اليورو - استونيا اعتمدت العملة الموحدة في 2011 ولاتفيا في 2014 -.
وتزامن هذا الحدث مع ترسيخ دور الأعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي حيث يترأس رئيس الوزراء البولندي السابق دونالد توسك منذ أسابيع المجلس الأوروبي فيما تولت لاتفيا اعتبارا من الأول من كانون الثاني الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
ودول البلطيق التي خرجت في مطلع التسعينيات من نصف قرن من الاحتلال السوفياتي، انضمت الى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي في 2004، وهي اليوم تراقب بقلق سياسة الكرملين في أوكرانيا والنشاط المكثف للقوات المسلحة الروسية قرب حدودها.