تاريخ النشر: 02 كانون الثاني 2015

اكتشاف ضفدعة إندونيسية تتكاثر بالولادة


واشنطن -رويترز: إنها ليست مجرد أنيابها هي التي جعلت من ضفدعة اندونيسية -تم اكتشافها حديثاً- الجنس الفريد من نوعه على وجه الأرض.. بل إنها الطريقة التي تنجب بها صغارها.
قال العلماء أمس، ان هذه الضفدعة البرمائية الصغيرة القادمة من الغابات المطيرة بجزيرة سولاويزي الاندونيسية من جنس (ليمنونيكتس لارفابارتوس) هي الوحيدة من بين 6455 نوعا من الضفادع في العالم التي تلد مباشرة فرخا يسمى ابو ذنيبة (الشرغوف) ولا تتبع الطور المعهود لدورة حياة الضفادع وهو وضع البيض أولا.
وقال جيمي ماكجواير استاذ علم الزواحف والبرمائيات بجامعة كاليفورنيا في بيركلي الذي وردت نتائج بحثه في دورية (بلوس وان) العلمية "التكاثر في معظم الضفادع لا يختلف كثيرا عن مثيله لدى البشر. وفي هذه الحالة الفريدة فإن الأمر المثير للغاية -ومن قبيل المفارقة- هو ان نمط التكاثر أكثر شبها بالإنسان".
وعادة ما يكون لون هذه الضفدعة الاندونيسية بنيا او رماديا ويبلغ طولها نحو 40 ملليمترا وتزن أقل من خمسة جرامات وتنتمي للمجموعة الآسيوية من الضفادع ذات الأنياب. وللذكور من هذه الضفادع بروزان يشبهان الأنياب على الفك السفلي تستخدمها الضفادع في القتال.
تعيش هذه الضفادع على حواف الجداول المائية الصغيرة والبرك الضحلة في أماكن معيشتها بالغابات المطيرة وتبذل قصارى جهدها كي تتجنب ان تقع فريسة لأنواع اخرى أكبر من الضفادع ذات الأنياب وأيضا الثعابين والطيور التي تتغذى على الضفادع الصغيرة.
ونمط تكاثر هذه الضفادع جعلها تختلف كلية عن أقاربها.
وقال ماكجواير "السواد الأعظم من الضفادع يتم الإخصاب فيه خارجيا. وأثناء عملية التزاوج يحكم الذكر الإمساك بالأنثى من وسطها بأطرافه ثم يفرز المني خارجيا فيما تبدأ الأنثى في وضع البيض".
يمر هذا البيض بعد إخصابه بعدة مراحل منها مرحلة اليرقات في صورة ابو ذنيبة الذي يسبح في الماء وتكون هذه اليرقات بلا أطراف لكنها ذات ذيل يمكنها من السباحة في الماء.
ويقول ماكجواير إن هناك زهاء عشرة أنواع من الضفادع تعتمد على الاخصاب الداخلي. وجميع الضفادع -باستثناء النوع المكتشف حديثا في اندونيسيا- اما تحافظ على البيض المخصب واما تنجب ضفادع دقيقة الحجم تمثل نماذج مصغرة من البرمائيات اليافعة بعد ان مرت بالفعل بمرحلة ابو ذنيبة المعدلة عندما كانت في كبسولة البيضة داخل جسم الأنثى.
أما أنثى جنس (ليمنونيكتس لارفابارتوس) المكتشف حديثاً والذي يعني اسمه اللاتيني "سابحات المستنقعات التي تنجب اليرقات" فإنها تضع أبو ذنيبة بدلا من المرور بالأطوار الأُخرى لمعظم الضفادع.
وقال ماكجواير "ولم يتضح البتة لماذا لم ينشأ هذا النسق من التكاثر بصورة متكررة".
وأضاف "عندما يتعلق الأمر بنشوء الضفادع وتنوعها فان تفسيري الأثير هو حدوث تباين مذهل في أنماط التكاثر. تبدي الضفادع جميع أنواع التباديل والتوافيق المثيرة".
ومضى يقول انه توجد أنواع من الضفادع التي تبتلع بيضها وتحتضنه في امعائها حتى يفقس كما توجد أنواع أخرى يحتفظ فيها الذكر بالبيض في كيسه الصوتي وهناك أيضا الكثير من الأنواع التي تحمل البيض وابو ذنيبة في جراب على الظهر أو الجنب.