تاريخ النشر: 24 كانون الأول 2014

حين تصبح ليفني «التهديد الأكبر» لسلطة اليمين.. !

بقلم: يوعز هندل

خلال بضعة أيام ظهرت تسيبي ليفني كأنها تقف في مركز الانتخابات. هي وكلماتها، هي ونكاتها عن نتنياهو، هي وخدعها السياسية التي رتبتها مع حزب العمل. نظرتُ خلال بضعة أيام كيف يعانقونها في اليسار بقوة وكيف يحولها اليمين الى عدوة الأمة، حيث بالفعل لا يوجد شيء. خلال بضعة أيام، لأن هذه المدة هي مدة حياة الشعور بأيام الانتخابات.
أعتقد أن تسيبي ليفني شخصية خيالية. تتحدث عن اتفاق سلام لم تستطع أن تحققه، ولن تحققه حتى وإن كانت رئيسة حكومة بالتناوب، ومع ذلك لا تقدم بدائل. تتحدث عن وسط سياسي، ولكن نقطة انطلاقها في الفترة الحالية من حياتها السياسية على الأقل هي اليسار فقط. تحمل شعار "فقط ليس بيبي" وكأن الامر كارثي، ولكن حتى قبل اسبوعين جلست معه. وكانت الاولى التي جلست في حكومته، والاولى التي خرجت منها. كانت تسيبي في الحكومة والآن هي خارجها، هذا هو كل شيء. لا يوجد الكثير من الأيديولوجيا، أو الجدل العميق – كرسي وأيديولوجيا. اذا كان هذا ما تبيعه فأنا لا أوصي بالشراء.
هذا هو السبب الحقيقي أن ليفني لا تؤثر فيّ. هناك اعضاء كنيست أغضب من تصريحاتهم، وهناك وزراء أقوم بمهاجمتهم وانتقادهم، وهناك من أحاول اقناعهم، وهناك من ليس لدي ما أقوله لهم. ليفني لا تعنيني. لامبالاة عامة. كانت تسيبي ليفني وسطا والآن هي يسار – هنا انتهى النص. مشكلتها ومشكلة المصوتين لحزب العمل.
وفي هذه النقطة بالضبط يصعب عليّ فهم الهستيريا التي نشأت تجاهها. والاهتمام الكبير من السياسيين في اليمين بخطواتها السياسية، بالنكات غير المضحكة، وبقلة الذوق في ظهور واحد في برنامج فكاهي. ما الذي حدث؟ متى تحولت امرأة واحدة الى التهديد الاكبر لسلطة اليمين؟.
بعد الاتفاق الذي وقعته ليفني مع حزب العمل سنحت لي فرصة مقابلة بعض ممثلي "الليكود" و"البيت اليهودي" حول شؤون الانتخابات في البرنامج الذي أقدمه في اذاعة الجيش. وبشكل ليس له تفسير جميعهم تحدثوا عن ليفني، وزعموا بشدة أن هرتسوغ قام بعمل صفقة سيئة. فقد صمموا أنه حصل على حزب لن يفيده بشيء، وخرجوا ضد "تلك المرأة التي لن تتجاوز نسبة الحسم". وهاجموا مواقفها من ناحية نتنياهو، واستغلوا كل دقيقة بث من اجل الحديث عن ليفني بدلا من الحديث عن الحزب وعن أنفسهم.
هذا ما حدث ايضا في برامج اخرى، فقد تحولت ليفني الى الهدف الاكبر، وهم تحولوا الى ابطال الجيش المحاربين ضدها بكلمات صعبة، في الوقت الذي يبيع فيه اليسار شعار "فقط ليس بيبي" هم وبدون أن يشعروا تحولوا الى بائعين لشعار "فقط ليس ليفني". وبغباء ومن خلال المقابلات الصحافية وضعوها ووضعوا نتنياهو في المكانة ذاتها. وعندما فعل "الليكود" ذلك لنفتالي بينيت في الانتخابات السابقة، زاد فقط من قوة "البيت اليهودي". اليوم يقوم بفعل ذلك "الليكود" و"البيت اليهودي" لتسيبي ليفني. إذا كانوا مضغوطين الى هذه الدرجة، فسيقول الناخب من الوسط لنفسه إن هناك أمرا ما. وهكذا على ما يبدو يتحول البالون الى سلطة.
المشكلة الحقيقية من وراء هذه الحملات هي الفراغ القيادي. غياب القيادة يتبدى في كثير من المجالات، وفي ايام كهذه يبرز في الدعايات الانتخابية السلبية. يُهينون في السياسة دائما الطرف الآخر – مرة بهدوء ومرة بضجيج. هكذا في أي مكان في العالم. لكن الاهانة ليست هي الجوهر. السياسي الذي يريد أن يُنتخب يجب عليه تقديم البدائل، وأن يخلق رؤيا، ويقول ما يوافق عليه.
لا يمكن انتخاب حزب فقط لأنه ليس نتنياهو، ولا يمكن انتخاب حزب فقط لأنه "بيت كبير في وجه كل اليسار"، يجب أن يكون هناك جوهر. وعندما يغيب فإن التهكم والسخرية يتحولان الى جدل أيديولوجي وتتحول الشعارات الى برنامج حزبي.

عن "يديعوت"