تاريخ النشر: 23 كانون الأول 2014

الرئيس يجري محادثات مع نظيره الجزائري حول دعم التحرك الفلسطيني في مجلس الأمن

 

الجزائر - «وفا»: اجتمع الرئيس محمود عباس، مساء امس، مع رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة.
وأطلع الرئيس نظيره الجزائري على آخر تطورات القضية الفلسطينية، ومشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وناقش الرئيسان آخر التطورات في المنطقة، وكيفية توحيد الجهود الدبلوماسية واستثمارها من أجل دعم مشروع القرار الفلسطيني المقدم إلى مجلس الأمن، وبحثا العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتنميتها.
وخلال الاجتماع تبادل الرئيسان الأوسمة.
فقد قلد الرئيس عباس، نظيره الجزائري وسام نجمة فلسطين من الدرجة العليا تقديرا لقيادته الحكيمة ولدوره الريادي على المستويين الإقليمي والدولي، وتثمينا لمواقفه القومية، ودعمه لحقوق شعبنا لنيل حريته وسيادته في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في حين قلد الرئيس الجزائري، الرئيس عباس وسام الأثير ‹تقديرا واعترافا لجهوده في خدمة وطنه والدفاع عن حقوق شعبه المشروعة من أجل إقامة دولته المستقلة مكتملة السيادة على أرضه التاريخية›.
وقال الرئيس عباس، إنه تم تشكيل لجنة ثنائية بين فلسطين والجزائر على المستوى الوزاري، لبحث كافة القضايا الثنائية، على أن تجتمع كل مدة لبحث هذه القضايا.
وأضاف في تصريحات للصحافيين، ‹ناقشت مع الرئيس بوتفليقة العديد من القضايا أهمها تطورات القضية الفلسطينية، والتوجه لمجلس الأمن، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين›.
وتابع الرئيس عباس، ‹تشرفت بتقديم وسام نجمة فلسطين للرئيس بوتفليقة، أعلى وسام في فلسطين، تقديرا لدوره ودور الجزائر العظيم الذي دعم وأيد القضية الفلسطينية منذ نشأتها›.
وأكد الرئيس ‹أننا لن ننسى المسيرة الطويلة التي احتضنتنا الجزائر فيها، وما زالت، ولا ننسى أن الرئيس أبو عمار ذهب إلى الأمم المتحدة بدعم وسعي الرئيس بوتفليقة، ولا ننسى أن قرار إعلان وثيقة الاستقلال كان في الجزائر›.
وحضر الاجتماع، وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي، وقاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى الجزائر لؤي عيسى.
وكان الرئيس استقبل، في مقر استضافته بالعاصمة الجزائرية، امس، رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال بمعية وزير الخارجية رمطان لعمامرة، ووفد من كبار المسؤولين الجزائريين.
وأطلع الرئيس سلال على آخر التطورات على صعيد القضية الفلسطينية، وسبل دعم التوجه الفلسطيني الحالي على الصعيد الدولي، ومشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن، الخاص بضرورة تحديد سقف زمني واضح ومحدد، وفق ضمانات دولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
واستعرض الرئيس المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس، وعمليات التهويد المستمرة، واستمرار قوات الاحتلال في مصادرة الأراضي، والتضييق على سكانها من أجل إجبارهم على ترك ديارهم، فضلا عن الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء.
وأكد ضرورة حث الأمة العربية والإسلامية، على مد يد العون لأهلنا في القدس ودعم صمودهم.
وجرى استعراض آخر مستجدات وتطورات الأوضاع في قطاع غزة، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي، وتم التأكيد على أهمية التحرك لحث الدول المانحة، على الإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة، وإزالة آثار الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الأخير.
وأعرب الرئيس عن تقديره العميق لهبة الشعب الجزائري لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة.
وأشاد الرئيس إشادة كبيرة بدعم الجزائر المطلق والثابت للقضية الفلسطينية، ووقوف الرئيس بوتفليقة والشعب الجزائري، إلى جانب الشعب الفلسطيني، من خلال الدعم السياسي والمالي والدبلوماسي،» الذي ألفته الجزائر الشقيقة وعودتنا عليه، على مدار تاريخها منذ الاستقلال».
وتطابقت وجهتا نظر الطرفين حول كافة القضايا التي تهم قضيتنا ومنطقتنا العربية.

.. ويستقبل المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد
كما استقبل الرئيس في مقر إقامته بالعاصمة الجزائرية، مساء امس، المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد.
وثمن الرئيس عاليا مسيرة المناضلة بوحيرد النضالية والعمل على تحرير الجزائر، وكيف أنها كانت ملهمة للثورات العربية، وفي مقدمتها الثورة الفلسطينية المعاصرة والنضال من أجل التحرر من الاستعمار والاحتلال.
لعبت الجزائر دورا تاريخيا في النضال والثورة الفلسطينية، فكانت الحضن الدافئ للثورة منذ انطلاقتها قبل العام 1965، كما كان لها دور كبير في خروج القضية الفلسطينية للمحافل الدولية ونسج علاقات إستراتيجية مع دول وحركات تحرر عالمية، ومنها الصين الشعبية.
الثورة الفلسطينية ولدت من رحم ثورة أبناء الجزائر، ومواقف الأخيرة بقيت ثابتة تجاه فلسطين وقضيتها، من الرئيس أحمد بن بلة إلى الرئيس هواري بومدين الذي قال: ‹مع فلسطين ظالمة أو مظلومة›، إلى الرئيس الشاذلي بن جديد إلى الرئيس الأمين زروال، إلى الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.
واستضافت الجزائر أغلب اجتماعات المجالس الوطنية الفلسطينية، وأعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات خلال الاجتماع التاسع عشر للمجلس الوطني، استقلال فلسطين العام 1988. كما افتتح أول مكتب لحركة فتح في الجزائر.
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووزير خارجية الجزائر، عندما ألقى الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات خطابه الأول في الأمم المتحدة العام 1974، والذي قال فيه عبارته الشهيرة: ‹جئتكم اليوم في يدي غصن الزيتون، وفي اليد الأخرى بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي›.
فلسطين تسكن في وجدان الشعب الجزائري، ففي كل المناسبات الوطنية والرياضية يتم رفع علم فلسطين إلى جانب العلم الجزائري، إضافة إلى أنها لم تبخل يوما بتقديم كافة أشكال الدعم لتعزيز صمود شعبنا فوق أرضه.