تاريخ النشر: 21 كانون الأول 2014

الطائرات الإسرائيلية تشن سلسلة غارات على أرض خالية شرق خان يونس لأول مرة منذ انتهاء الحرب


كتب فايز أبو عون :

شن الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر أمس، غارتين على أرض زراعية خالية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع قبل نحو ثلاثة أشهر أي في السادس والعشرين من آب الماضي.
وأكدت مصادر محلية، أن طائرات الاحتلال من طراز «إف 16» أطلقت فجر أمس، صاروخين بفارق زمني بسيط على موقع «حطين» التابع للمقاومة الفلسطينية والمقام على أراضي ما كان يُعرف بمستوطنة غوش قطيف شرق مدينة خان يونس، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في المناطق الغربية الشمالية.
وأشارت المصادر المحلية في تصريح صحافي إلى أنه لم تقع إصابات في الأرواح جراء هاتين الغارتين الإسرائيليتين، موضحة أنه سبق شن الغارتين تحليق مكثف للطائرات الحربية من نوع إف 16 وأباتشي والاستطلاع في سماء القطاع وعلى ارتفاعات منخفضة، خاصة على طول الحدود الشرقية للقطاع.
من جهتها ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن الأجهزة الأمنية والشرطية في مختلف أنحاء قطاع غزة عملت منذ ساعات مساء أول من أمس، على إخلاء كافة مقراتها في القطاع على ضوء التحليق المكثف لطائرات الاحتلال.
يُذكر أن هذه الغارات تأتي بعد ساعات من مزاعم سلطات الاحتلال الإسرائيلية بسقوط قذيفة صاروخية في منطقة «أشكول» بالنقب الغربي قالت إنها أُطلقت بعد ظهر الجمعة، من قطاع غزة.
وكان وزير المالية الإسرائيلية وأحد قادة الليكود «جلعاد اردان» قد ألمح خلال البرنامج الأسبوعي «أستوديو الجمعة» الذي بثته القناة العبرية الثانية الليلة الماضية، إلى أن «إسرائيل» تنوي الرد على الصاروخ الذي أُطلق من غزة وسقط في وقت سابق بالنقب الغربي.
ورفض «أردان» الإفصاح عن طبيعة الرد، إلا أنه أكد أن حكومة نتنياهو مصرة على مبدأ الرد على كل اختراق لضمان الهدوء القائم، وأنها لن تحتمل عودة الصواريخ.
وحمّل «اردان» حركة «حماس» مسؤولية كل ما يصدر من القطاع، وأنها هي العنوان الوحيد لأي خرق للهدوء، منوهاً إلى أن «إسرائيل» لن تحتمل أي اعتداء على أراضيها، «على حد تعبيره».
وفي سياق متصل، حذر القيادي في حركة «حماس» إسماعيل الأشقر الاحتلال الإسرائيلي من تبعات مواصلة انتهاكاته للتهدئة المبرمة مع الفصائل الفلسطينية قبل أربعة أشهر، بعد شن طائراته فجراً غارة على خان يونس جنوب قطاع غزة، وإطلاق النار مساء أول من أمس، باتجاه المواطنين شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وإصابة ستة منهم برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الأشقر في تصريح صحافي «إنه من حق المقاومة الفلسطينية أن ترى الزمان والمكان المناسبين للرد على انتهاكات الاحتلال المتواصلة منذ انتهاء العدوان»، وشدد على أن فصائل المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي على تلك الانتهاكات، مستبعدًا أن يشن الاحتلال حرباً جديدة على القطاع، لكنه أكد أن المقاومة جاهزة لأي شيء وأي احتمال.
وكانت إصابات المواطنين الستة جاءت في الجزء السفلي من أجسادهم، حيث نقلوا جميعهم إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان لتلقي العلاج، ووصفت المصادر الطبية حالتهم ما بين المتوسطة والطفيفة.
من جهتها أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على لسان عضو مكتبها السياسي طلال أبو ظريفة، قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لأراضي وممتلكات المواطنين في قطاع غزة، فجر أمس، قائلاً «إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة هو محاولة بائسة من حكومة نتنياهو لخلط الأوراق ويصب في إطار الدعاية الانتخابية الإسرائيلية».
وحمل أبو ظريفة حكومة الاحتلال مسؤولية التصعيد الجديد على غزة، داعياً في الوقت نفسه الفصائل الفلسطينية إلى الإسراع بتبني إستراتيجية دفاعية لقطاع غزة لحماية أبناء شعبنا من بطش الاحتلال.
وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والحقوقية بإدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبوضع حد لجرائم الاحتلال المتواصلة ضد شعبنا في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، مشدداً على ضرورة قيام الأطراف الراعية لاتفاق التهدئة إلى التدخل العاجل والسريع في لجم العدوان المستمر على قطاع غزة. محذراً أن تواصل العدوان قد يؤدي إلى تآكل التهدئة وانهيارها.
بدورها دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جماهير الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة لأن يكونوا على أهبة الاستعداد للتصدي للاحتلال في حال تصعيده للعدوان مرة أخرى على ضوء تهديداته المستمرة للقطاع، واستهدافه فجر اليوم موقعاً للمقاومة، معتبرة أن الاحتلال لم يتوقف عن عدوانه ضد القطاع للحظة واحدة، وأنه مستمر بأشكال مختلفة من حصار متواصل، وإغلاق للمعابر، وعرقلة عملية الإعمار، والتهديدات المختلفة من قادة حربه.
وقالت الجبهة في بيان لها، «إن قصف الاحتلال هذا ما هو إلا جزء من هذا العدوان ليس الأول ولن يكون الأخير، وشددت على أن استمرار الواقع كما هو في القطاع يؤكد إمكانية عودة الأمور إلى ما هي عليه أثناء العدوان بل وأخطر من ذلك، خاصة وأن المسرح السياسي الإسرائيلي مقبل على انتخابات مبكرة، والشعب الفلسطيني تعوّد أن يدفع فاتورة هذه الانتخابات.
وطالبت بوحدة الموقف الفلسطيني على كافة الأصعدة الكفاحية والسياسية والاجتماعية وباستخلاص العبر من حالة الصمود الفلسطيني وبسالة المقاومة في العدوان الأخير على القطاع، والهبة الجماهيرية في القدس والضفة لمواجهة ما يمكن أن يقوم به الاحتلال، داعية إلى البحث الجدي في تشكيل جبهة مقاومة موحدة من كافة فصائل المقاومة، فضلاً عن وحدة الموقف السياسي التي تتطلب صوغ إستراتيجية وطنية يتمخض عنها برنامج سياسي يحدد آليات عمل في مواجهة الاحتلال والمشاريع المشبوهة.
وأضافت الجبهة إن التحديات الراهنة تتطلب تحمّل الجميع مسؤولياته في تعزيز صمود الناس والتخفيف من معاناته في ظل دمار البنية التحتية، واستمرار المشاكل الاجتماعية، والذي يشكّل حصانة للبيئة الداخلية الفلسطينية وحاضنة في حال تجدد العدوان.