بقلم: دان مرغليت
أول من أمس كان ليلة البلور الثانية في اوروبا. ليس في الليل، وانما في النهار؛ ليس بالعنف وانما بالكلمات؛ ليس بتخريب الكنس وضرب اليهود وانما بسحق جميع الكلمات الرفيعة التي هي «أبداً». على جانبي المتراس سعوا باتجاه الانفجار المقلق والأكثر إلاما.
وصل الاوروبيون مسلحين بالتهكم الذي يتغذى على التطرف الذي تمارسه الاقلية المسلمة في بلادهم، وجاء الاسرائيليون غير مبالين، لا حول ولا قوة لهم، لاعتبارات اشكالية.
برلمانات اوروبا وقفت الى جانب الفلسطينيين. ورسمت حدودا دائمة وتاريخا نهائيا، ولم يبق شيء للمفاوضات. ومسحوا نقطة الارهاب السوداء عن «حماس»، والحمد لله أنهم لم يوقعوا على القرار بكلمات «الله أكبر».
إسرائيل تصرفت وكأنها متفاجئة. منذ توقفت المحادثات بمبادرة أبو مازن حث دبلوماسيون غربيون بنيامين نتنياهو على «اعطاء شيء يسمح باستمرار الحوار»، وحسب أقوالهم لم يحصلوا على شيء. وصلت الحكومة إلى طريق مسدود، وهي تتحمل مسؤولية عدة خطوات. أول من أمس كان مثالا حيا على ذلك.
وزيرة الخارجية السويدية، مارغوت فولستروم، طلبت في زيارتها القريبة أن تلتقي مع افيغدور ليبرمان، وقد رفض ذلك. ولم ينتقده أحد في الحكومة، وقام بإعادة السفير الاسرائيلي في ستوكهولم على عاتقه؛ لأنه غضب من قرار حكومة السويد الاعتراف بفلسطين، والآن هو يرفض لقاء وزيرة الخارجية، ولا يفهم أنه اذا طلبت ذلك فإنها تريد تخفيف وطأة العمل البشع لحكومتها.
وأين نتنياهو؟ كان عليه أن يقول إنه لا يستطيع السيطرة على ليبرمان الذي يفعل بالدبلوماسية الاسرائيلية ما يشاء، ولكن هو نفسه سيلتقي مع فولستروم. الآن هي فترة انتخابات، وعيون «الليكود» تتجه- وليس صدفة- الى اليمين (ليبرمان في الطريق الى اليسار) ولا توجد رغبة بتقويم الخطأ.
هل أعطى أحد ما رأيه في سابقة ليبرمان الخطيرة ، حيث سيصل في القريب الى المنطقة وزراء خارجية ليساعدوا رام الله بشكل مباشر ؟ ماذا حدث للوعي السياسي للحكومة؟ لماذا لم يُسمع صوت نتنياهو والوزراء؟ ظاهرة صمت الخراف.
تسونامي غير عادل يهب من اوروبا إلى اسرائيل، لكن الحكومة في القدس لم تهيئ الملاجئ لكي تجلس فيها الى حين مرور الغضب. كان يفترض أن يقدم الفلسطينيون، أول من أمس، مشروعهم الذي هو حملة ضد اسرائيل، الى مجلس الامن. الآن بات متأخرا التهيؤ ولكن ليس متأخرا جدا.
عن «إسرائيل اليوم»