بقلم: يوسي شاين
الانتخابات على الابواب، وفي واشنطن ينتظرون لرؤية من يقود اسرائيل، فيما توجد على جدول الاعمال مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الامن. موجة الاعتراف في اوروبا وخوف ادارة اوباما من فقدان القيادة بدعوى أنها «أسيرة في يد الحكومة اليمينية الاسرائيلية» خلقا واقعا صعبا، حيث لا يوجد في واشنطن اليوم التزام واضح بالفيتو الأميركي التقليدي.
هناك عدة سيناريوهات محتملة: الاول: ان يطلب الأميركيون من الفلسطينيين تأجيل طرح موضوع الاعتراف في مجلس الامن، وان يعللوا ذلك بتقديم موعد الانتخابات في اسرائيل. ويعدهم الأميركيون بانه اذا قامت حكومة اخرى بقيادة نتنياهو فسيعطون ضوءاً أخضر لطرح الموضوع في مجلس الامن. وبالمقابل، اذا استبدل نتنياهو كرئيس وزراء، ستعمل الولايات المتحدة على تحقيق مبادرة عربية جديدة شاملة – أي صيغة ليبرمان. وإذا قرر الفلسطينيون مع ذلك التوجه الى الاعتراف في مجلس الامن ستستخدم أميركا الفيتو. هكذا، يكون بوسع الادارة الادعاء بان الفلسطينيين هم الذين مسوا بأنفسهم.
هذا السيناريو مفضل لدى نتنياهو، وهو أيضا الصيغة المفضلة لدى هيلاري كلينتون، التي تخطط للتنافس على الرئاسة عن الديمقراطيين. كلينتون، الى جانب مسؤولين ديمقراطيين، تخشى من صراع انتخابات امام الجمهوريين بينما يقع على ظهرهم «إرث اوباما المناهض لإسرائيل».
ومن جهة اخرى، في اوساط الديمقراطيين ذكروا، هذا الاسبوع، بأن الرئيس بوش الابن ايضا تعهد بدولة فلسطينية قبل نحو 13 سنة، ونتنياهو هو الاخر تعهد بدولتين في خطاب بار ايلان.
وحسب السيناريو الثاني، فان نتنياهو وكيري يتفقان على «صيغة اعتراف» خاصة بهما بدولة فلسطينية – أي يتعاونان على تصميم مشروع منافس للمشروع الفلسطيني.
في هذا المشروع تندمج «رؤيا بار ايلان» والسياسة الأميركية، فيما تنبسط المبادرة على عدة سنوات وتطرح مطالب أميركية واضحة لأمن اسرائيل والاعتراف بدولة يهودية. هذه الصيغة تطرح كبديل للمشروع الفلسطيني، والأميركيون يعملون على تجنيد التأييد من اعضاء آخرين في مجلس الامن في الامم المتحدة.
يبدو هذا السيناريو هزيلا في نقطة الزمن الحالية، ولا يزال، اذا ما نجح فسيكون بوسع نتنياهو أن يعرضه كإنجاز، حيث إن اوباما أيضا سيعرضه كالتزام أميركي تاريخي بدولة فلسطينية. وبالمقابل، في اليمين وفي اليسار في اسرائيل سيعرض الامر كفشل تاريخي لنتنياهو.
في السيناريو الثالث، يعرض الأميركيون مبادرة لا يقبلها نتنياهو، يمتنعون عن استخدام الفيتو – والعلاقات مع واشنطن تتدهور الى درك أسفل جديد. ومع أن نتنياهو سيحاول أن يعرض نفسه كمن «وقف في الثغرة»، الا انه سيتلقى التنديد من كل صوب كونه جلب على اسرائيل وضعا لا يطاق من الضغط الدولي والعداء مع اصدقائنا في الولايات المتحدة.
تحقق هذا السيناريو خطير بالفعل، وسيؤدي الى احساس قاس من العزلة الدولية.
على السيناريو الاول يراهن إليوت ابرامز، من الشخصيات الرائدة في العلاقات الخارجية في اوساط الجمهوريين.
«أتوقع أن يقل الضغط في موضوع الاعتراف بدولة فلسطينية بسبب الانتخابات»، قال لي هذا الاسبوع، «وهناك احتمال عال ان يؤجل الفلسطينيون طلبهم».
وبالمقابل، في اوساط الديمقراطيين يدعون بأن السيناريو الثاني بالذات توجد له احتمالية عالية. هناك ديمقراطيون يؤمنون بأنه رغم ضعف الادارة، فان الازمة التي يعيشها نتنياهو أكبر بكثير – ولهذا فهناك احتمال معقول للتعاون المثمر. يوجد بالطبع ايضا ضغط على الرئيس اوباما كي لا يعمق الصدع مع الكونغرس الجمهوري المعادي، المؤيد لنتنياهو. واضافة الى ذلك، فان السيناريو الثاني يعرض في واشنطن ايضا كصيغة محتملة لإحياء «مبادرة كيري» التي نازعت الموت.
السيناريو الثالث هو امنية الليبراليين الذين ينفرون من اليمين الاسرائيلي. فمحافل في معسكر الادارة التي وصفت بيبي بانه «جبان بائس» تأمل بأن يكون الرئيس «مصمما ومستقلا»، ويتحول الى «ترومان الفلسطيني» الذي يقود الاعتراف التاريخي بدولة فلسطينية.
عن «يديعوت»