بقلم: طل نيف
لم يختفِ بعد غبار ظهور تسيبي لفني المخزي في برنامج «وضع الأمة» وهي تقول إنها اضافة الى اسحق هرتسوغ مثل أي زوج قررا «إنزال القمامة معاً» – تلميحا الى شريكها السابق، بنيامين نتنياهو، وقد صرخ هرتسوغ في مؤتمر حزب العمل قائلا: «انقلاب، انقلاب، انقلاب».
كالخياطين الذين أخاطوا ثيابا غير مرئية، ايضا خياطو هرتسوغ اقتنعوا على ما يبدو بأن الاتفاق المشترك هو آيفون سياسي، أو أنه فكر بذلك وحده.
هذا مؤسف لأنه لا يوجد شك في أمر واحد هو أن لفني ممتازة بقدرتها على ابداء قدرات قيادية وكاريزما خلال الحملات الانتخابية. لا يجب التقليل من هذه الصفة. والدليل على ذلك أنها هنا. اليوم ايضا، وجاءت لترك تعبير مهم «يمين متطرف» من اجل التمييز بين الوسط وبين الباقي ومن اجل قلب الصحن على وجهه.
إن ظهورها في برنامج «وضع الأمة» ليس سوى عارض من اعراض ظاهرة واسعة وهي عدم التمييز بين المرتفع والواطئ، وهذا ما بعد العصرنة، قالت إن خطوتها في حكومة نتنياهو كانت تهدف الى ادارة المفاوضات لمصلحتها، بالضبط كما فعلت مع بوغي – لذلك يجب أن تصوتوا من أجلي. أنا جيدة في ثني الناس. لفني تقدم نواقصها كميزات ولا تتحدث عن اعتدالها خلال السنين وانما عن حصانتها. تقول إن العالم يتجه يمينا وهي نفسها الشمس التي تدور في فلكها نجوم ما بعد السياسية.
ومع ذلك يجب التحذير – رغم سياط الانتقاد ضد مطهري اليسار الذين لا يريدون احزاب سلة – من أن المشكلة ليست اليساريين وانما التفكير الخاطئ لدى كل من شخصوا بأن المواد السامة التي دخلت الارض، كنقطة نفط في العربة، وحولوا اسرائيل دولة يهودية قومية دينية، زهم سيختفون في الانتخابات، ويتوقفون، ويُكبحون، وعندها سيتغيرون.
صحيح أنه بدون رأس، بدون نتنياهو نفسه، ستختفي البارانويا والتهجم العلني، وستختفي الحاجة الى ارضاء بينيت ولفين، وستروك وشكيد. ويمكن أنه بدون روح الانقلاب سوف تخف سرعة الانهيار. ولكن لأنه لا توجد امكانية لبناء حكومة يسار – وسط، فكل شيء سيعود الى نقطة واحدة: كل حزب ليس «الليكود» أو»البيت اليهودي» يستطيع أن يكون جزءاً من الائتلاف، الذي ليس يمينا متطرفا. ومع ذلك بينيت – الذي أدخل الآن الى بيته حصانا خشبيا داخله د. رونين شوفل من عوفرا – لن يختفي، وايضا البينيتيون الذين يمثلهم.
أحلام اليقظة التي تتوقع الانتصار لم تصطدم بعد مع «ميرتس»، التي ستحاول أخذ اصوات من الوسط. ولم تصطدم مع الواقع نفسه الذي يميل فيه الوسط – اليمين. ولم تصطدم بعد مع جماعة كحلون المبنية على نمط صديق يأتي بصديق، ولكن بطريقة ودية وبالمجان وبكل سعادة. يكفي حلماً عن الانقلاب. فلن يكون هنا انقلاب.
رغم أنه لا خلاف أن اسرائيل بحاجة الآن الى قيادة معتدلة ديمقراطية، لكن الجمهور لا يريد حكومة كهذه، وليس ناضجا لوقف كامل للبناء في المستوطنات، وليس جاهزا لتعديلات حدودية. العالم مغسول دماغه. من اجل الانتصار يطلب ما بعد الحداثة التابع للفني حل مشكلة التقسيم يسار – يمين عن طريق تشكيل جديد لتعريف متطرف ووضع نفسها في الوسط. لكن ما بعد الحداثيين يوجد لديهم مشكلة – ليس لديهم وسط.
عن «هآرتس»