تاريخ النشر: 16 كانون الأول 2014

محللون: ابي ينتزع الفوز في انتخابات اليابان بتجنب المواضيع المزعجة لكن الصعوبات تنتظره


طوكيو ـ أ ف ب: يرى المحللون السياسون ان رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي نجح اثناء الانتخابات التشريعية التي فاز فيها حزبه، في تجنب المواضيع المزعجة ويشعر انه بات مطلق اليدين ليفعل ما يشاء غير ان ثمة عقبات في انتظاره.
وقد سعت احزاب المعارضة التي تفتقر للطروحات في الموضوع الاقتصادي، بدون جدوى، الى تركيز الحملة على مسالة الطاقة النووية واعادة تفسير الدستور السلمي او مواضيع خلافية اخرى بين غالبية الراي العالم والمحافظ ابي.
وهذا الاخير الذي ضاق ذرعا جعل من هذه الانتخابات المبكرة استفتاء على سياساته الاقتصادية (جملة تدابير تتعلق بالميزانية واخرى مالية واصلاحية).
حتى ان الناخبين الذين منحوا 291 مقعدا نيابيا لحزب ابي و35 لشريكه حزب كوميتو الجديد عبروا عن رأيهم في هذا الخصوص قلقين على رواتبهم وتقاعدهم وقدرتهم الشرائية ومواضيع اخرى تتعلق بحياتهم اليومية.
لكن ما كاد يعلن فوز الائتلاف الذي يترأسه ابي حتى عبر الاخير عن مشاريعه وطموحه السابق والاخير وهو تعديل الدستور.
واقر رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي امس بان "ذلك كان دوما امنية الحزب الليبرالي الديمقراطي منذ تأسيسه (في 1955)".
وعلى غرار القوميين يميل شينزو ابي الى الاعتقاد بان دستور 1947 الذي كتبه الاميركيون ولم يجر عليه اي تعديل مطلقا منذ ذلك الحين، يقهر جدا اليابان ويمنعها من شغل مكانتها على الساحة الدولية خاصة في وجه الصين التي تتنامى قوتها ومطامحها.
واكد انه يريد التقدم خطوة خطوة ل"تعميق تفهم الشعب" لهذه الرغبة التي يغذيها منذ سنوات.
وذكر ابي المرتقب ان يعاد انتخابه رئيسا للوزراء في الجلسة البرلمانية المقبلة في 24 كانون الاول ، بانه "حتى وان كسبنا ثلثي مقاعد مجلس النواب فانه من الضروري ايضا الحصول على موافقة نصف الناخبين على الاقل عبر استفتاء من اجل تعديل القانون الاساسي".
وقبل ان يطلب رأي الشعب سيتعين تأييد ثلثي البرلمانيين وهذا لن يكون امرا سهلا كما حذر روبرت دوجاريتش مدير الدراسات الاسيوية في جامعة تمبل في طوكيو، "لان حزب كوميتو الجديد ليس موافقا على مشاريع ابي في الجانب الدستوري الذي لا يحظى ايضا بالاجماع داخل حزبه الحزب الليبرالي الديمقراطي".
وقال رئيس الوزراء ايضا "ان الاقتصاد اولوية لكنني اريد كذلك تعزيز الدور الدبلوماسي لليابان وضمان امنها".
وعبر ابي المزمع على تمرير القوانين ذات الصلة باسرع وقت "لقد تلقينا موافقة الناخبين على قرار الحكومة السماح للقوات المسلحة اليابانية بممارسة حق الدفاع الجماعي عن النفس من اجل حماية حلفاء في وجه هجمات من الاعداء".
واضاف بخصوص اعادة تشغيل منشآت نووية (يرغب بها كثيرا) "لدي النية بتحقيق ما قلته".
لكن دوجاريتش اكد "انه لا يملك القدرة مئة بالمئة بشأن هذه المسائل ايضا لانه قد يواجه معارضة مسؤولين محليين في بعض البلديات والمديريات المعنية".
وكتبت صحيفة مانيشي (وسط يسار) ان ابي تناسى ان 48% من المسجلين على اللوائح الانتخابية امتنعوا عن التصويت، ويبدو انه يعتبر فوزه الاحد بمثابة شيك على بياض لتنفيذ مجمل مشاريعه على كافة الاصعدة، لكن "لا" فان "ذلك لا يعني انه منح ثقة كاملة". واضافت صحيفة اساهي من الاتجاه نفسه "انه يخطىء ان اعتقد انه بات مطلق اليدين".
وذكر دوجاريتش ب"ان ابي كسب معركة بدون خصم نظرا الى الوضع السيء الذي تتخبط فيه المعارضة".
وحذر من عودة سياسة العصا لان الشعار الرئيسي في الاقتراع قد يصبح العقبة الرئيسية امام الحكومة. ثم خلص الى "ان السياسية الاقتصادية لابي فشلت حتى الان بالنسبة لغالبية الاسر اليابانية التي لم يتحسن وضعها. حتى انه سيتعين عليه في وقت ما اظهار ان سياساته تعمل".