تاريخ النشر: 15 كانون الأول 2014

هرتسوغ ولفني لا يستطيعان إزالة أي مستوطنة



بقلم: روغل ألفر

 لا توجد بشرى في المسيرة المشتركة لاسحق هرتسوغ وتسيبي لفني. إنهما يسميان أنفسهما المعسكر الصهيوني. ولكن من اجل ضمان بقاء الصهيونية يجب افشال تشكل الدولة ثنائية القومية التي ستنشأ بسبب احتلال الشعب الفلسطيني وضم «يهودا» و»السامرة».
في المؤتمر الصحافي الذي أعلنا فيه أنهما سيستبدلان بنيامين نتنياهو، لم يعدا بوقف الاحتلال، بل ولم يذكرا كلمة احتلال. في لحظة تاريخية حيث شاهدت الأمة البث المباشر أعلنا أنهما سينقذان الدولة من الكارثة التي يتسبب بها اليمين المتطرف، ولم يجدا من المناسب ذكر الاحتلال. ونسيا طلب تفويض لإخلاء مستوطنات شيلو، يتسهار، بيت إيل، عوفرا، كدوميم، كفار تفوح وكريات أربع. هذه المستوطنات التي لا جدال أنه في أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية، وحسب مبدأ الدولتين، لن تكون في اطار اسرائيل. هل تعرفون لماذا لم يعدا بإنهاء الاحتلال واخلاء المستوطنات؟ هذا بسيط جدا: لأنهما يريدان أن يتم انتخابهما لرئاسة الحكومة.
من اجل انقاذ اسرائيل من كارثة الدولة ثنائية القومية يجب الاعلان عن انهاء الاحتلال، اخلاء المستوطنات، وتقسيم القدس. ولكن من اجل الانتخاب لرئاسة الحكومة يجب تقديم سياسة أمل مموهة. من اجل اخلاء المستوطنات وتقسيم القدس يجب التصادم مع المستوطنين ومؤيديهم، الذين هم نسبة كبيرة من اليهود في اسرائيل (في ديمقراطيتنا لا يُنظر الى العرب). ولكن من اجل الانتخاب لرئاسة الحكومة يجب التعهد بالوحدة والمصالحة الوطنية. بالضبط كما وعد هرتسوغ ولفني في المؤتمر الصحافي. الوحدة التي يبثانها تبدأ بشعار الانتخابات «معا ننتصر». المشكلة هي أنه اذا كان الصهاينة العقلاء هنا يريدون الفوز، فيجب أن يُظهروا التصميم والاستعداد للتصادم مع المستوطنين ومؤيديهم، لدرجة الحرب الاهلية، دون الارتداع – والانتصار بدونهم.
بشكل عام اسرائيل تخلق احزابا جديدة واسماءً جديدة للأحزاب القديمة بدون توقف، وهذا يعكس الكذبة التي يعيش فيها الناخبون. كلنا مع موشيه كحلون: يمكن التخمين أنه لا يريد فعل أي شيء مهم في الموضوع السياسي، وهو يُخلد خطأ احتجاج صيف 2011، وكل ما يزعمه حول التغيير هو فقط في مجال غلاء المعيشة وترك المستوطنين. في اسرائيل لا يوجد «كلنا». لستُ مستعدا لأكون في السفينة ذاتها مع المستوطنين والمحتلين. يجب التصميم على التحزب: نحن وهم. «اسرائيل بيتنا»، إنها ليست بيتنا. المقصود هو اليهود. ونحو نصف السكان الموجودين تحت سيطرة اسرائيل هم فلسطينيون. «البيت اليهودي»، هذا البيت، البيت ثنائي القومية الذي خلقه «البيت اليهودي» هو بيت يهودي – عربي، وهو جهنم التي لن تكف الدماء فيها عن السيل في الشوارع.
«يوجد مستقبل»: لا يوجد مستقبل. لأن يائير لبيد يتصارع مع الحريديين، لكن ليس مع المستوطنين. وهو ايضا غير قادر على أن يقول لناخبيه الحقيقة: يجب اخلاء شيلو وعوفرا، يتسهار وبيت إيل، كدوميم وكريات أربع. ويجب تقسيم القدس. هذا ما يجب فعله اذا أردنا مستقبلا. اذا كنتم لا تريدون المستقبل، فيمكن التصويت للبيد.
اليهود في اسرائيل غير مستعدين لانتخاب رئيس حكومة يعد بإخلاء 100 ألف يهودي من المستوطنات وتقسيم القدس،  بتأييد اصوات الناخبين العرب متساوي الحقوق، وايضا بثمن الصدام العنيف مع الرافضين. هرتسوغ ولفني قد يستطيعان تغيير نتنياهو، لكنهما لن يستطيعا تبديل تغيير الواقع.

عن «هآرتس»