تاريخ النشر: 15 كانون الأول 2014

«أيام الملاعب» تستضيف فراشة فلسطين

السباحة ميري الأطرش: قلة المسابح وتواضع الخبرات المهنية .. أبرز تحديات اتحاد السباحة

حوار عنان شحادة:

يقال في الامثال العربية «فرخ البط عوام» وهذا ينطبق في مجالات عدة في الحياة لا سيما في المجال الرياضي.
ابدع الوالد ابراهيم الاطرس في مداعبته المستديرة وبرز نجمه في فترة السبعينيات والثمانينيات في فرق القوقازي الاردني اثناء دراسته الجامعية ثم جمعية الشبان المسيحية بالقدس ولعب ايضا في صفوف ارثوذكسي عمان والقدس الرياضي وانتهاء بأرثوذكسي بيت ساحور، فجاء ابناؤه من بنين وبنات على نفس الدرب لكنهم سلكوا طريقا آخر في عالم الرياضة وهي لعبة «السباحة».
ميري ابراهيم الاطرش منذ نعومة اظفارها، وجدت نفسها عاشقة للمياه كالسمكة، لا يمكن لها ان تكون الا بممارسة محبوبتها «السباحة»، برزت نجوميتها من خلال تمثيل فلسطين في المحافل العربية والاقليمية والعالمية فحققت الالقاب امام الامكانيات البسيطة المتاحة لهذه اللعبة.
«ايام الملاعب» حرصت على اجراء حوار موسع وقف من خلاله على كل صغيرة وكبيرة.
* «ايام الملاعب»: كيف كانت انطلاقتك مع لعبة السباحة؟
- الاطرش: كما يحكى لي من قبل والدي، انني ومنذ الصغر كنت احب اللعب بالماء، ومع مرور السنين تعلقت بها حتى ان والدي اخذ بجدية مدى اهتمامي بمحاولة السباحة، فشجعني وصولا الى الحاقي بدورات في السباحة للمبتدئين وعمري لا يتجاوز السبع سنوات، وبمواكبة التدريبات في نادي دلاسال بيت لحم، ظهرت موهبتي واحببتُ ان استمر فيها وان اطور نفسي واخوض المشاركات والبطولات.
وللعلم فإن رياضة السباحة من اصعب الرياضات، كون السّباح يحتاج لتدريبات لفترات طويلة جداً حتى يستطيع انزال ثانية واحدة فقط من رقمه، وهذا بنفسه يعتبر اكبر تحد ويحتاج الصبر والمثابرة.
* «ايام الملاعب»: كيف تفسرين تشجيعك بالانخراط في لعبة السباحة التي ربما تكون غريبة على عادات وتقاليد المجتمع.
- الاطرش: (ضاحكة) لي الفخر والاعتزاز ان اسرتي، وعلى وجه الخصوص والدي الحبيب، الذي رأى في رياضة السباحة انها تعزز ثقة الانسان وبما انها رياضة فردية فهي تعزز الصبر والتحدي، فتعلم الانسان الاعتماد على نفسه، وخاصة في المشاركات والبطولات الخارجية.
* «ايام الملاعب»: ما انواع السباقات التي تمارسينها؟
- الاطرش: جميع انواع السباحة: الفراشة، الظهر، الصدر، والحرة، وايضا اسبح جميع المسافات من 50م، 100م، 200م، 400م، و1000م، لكني اتميز بالمسافات القصيرة.
* «ايام الملاعب»: ما هي ابرز مشاركاتك محلياً وعربياً وعالمياً؟
- الاطرش: شاركت في جميع البطولات المحلية منذ العام 2003، وحققت ارقاما متقدمة، حيث تم ترشيحي من قبل الاتحاد للمشاركة في البطولات العربية والدولية، منها البطولة العربية الثانية لسباحة الزعانف للناشئين في العقبة العام ٢٠٠٤، البطولة العربية التاسعة للناشئين في عمان العام ٢٠٠٩، بطولة المدارس العربية في قطر العام ٢٠٠٩، الالعاب الرياضية المدرسية العربيّة الثامنة عشرة في لبنان ٢٠١٠، البطولة السادسة عشرة للالعاب الاسيوية بالصين ٢٠١٠.
* «ايام الملاعب»: هل انت الوحيدة في اسرتك التي سارت على درب والدك في ممارسة الرياضة؟
- الاطرش: لا، اختي مرح مارست السباحة قبل ان تتجه الى لعبة الشطرنج وابراز النجومية فيها. الامر ينطبق ايضاً على شقيقي الاكبر فؤاد بطل سباحة 50 مترا وسجل ارقاما قياسية فلسطينية ومثل فلسطين في العديد من المحافل العربية والدولية، اما شقيقي الاصغر جورج فاتجه نحو الكرة المستديرة.
* «ايام الملاعب»: ما هي انجازاتك وألقابك التي ظفرت بها خلال المشاركات؟
- الاطرش: حققت في البطولات المحلية العديد من الميداليات الذهبية والفضية في جميع المشاركات، ونلت لقب افضل سبّاحة في بطولة فلسطين العام ٢٠٠٧ و٢٠٠٩، وفي اول مشاركة خارجية لي وهي البطولة العربية الثانية لسباحة الزعانف في العقبة العام ٢٠٠٤ احرزت المركز الثالث في سباق ٢٠٠م حرة، وايضاً تم تكريمي كأصغر سبَاحة في البطولة. اما في بطولة المدارس العربية التي اقيمت في بيروت العام ٢٠١٠ احرزت المركز الثاني في سباق ٥٠م صدر.
* «ايام الملاعب»: ما هي الصعوبات التي واجهتك في ممارسة اللعبة؟
- الاطرش: اهم المعوقات التي كانت تواجهني اثناء ممارستي السباحة هي قلة المسابح والتكلفة العالية التي نتكبدها، وايضاً قلة الخبرات المهنية حيث كنا نعاني من عدم تطوير الاتحاد الفلسطيني للسباحة لقدرات المدربين، كما وعانينا الظلم والمحسوبية في تمثيل فلسطين في المحافل العربية والدولية حيث اقتصرت اغلب المشاركات على المقربين من اعضاء الاتحاد السابق.
* «ايام الملاعب»: هل الاهتمام بلعبة السباحة اختلف في ظل الاتحاد الحالي؟
- الاطرش: انا لا اريد تمجيد اشخاص بقدر ما اقول الحقيقة، نحن في الاتحاد السابق واجهنا الصعوبات، الامور الآن تغيرت نحو الاحسن والافضل، فمن خلال متابعتي لسياسة الاتحاد نلمس وجود تغيير واضح في هذه السياسة، حيث تم منح الفرص لجميع السباحين والسباحات وخصوصاً صغار السن والذين يتوقع لهم التميز لتمثيل فلسطين بشكل يحقق ارقاماً جديدة للاقتراب من الارقام العربية والمنافسة الحقيقية كواقع جديد لرياضة السباحة.
* «ايام الملاعب»: من كان من المدربين صاحب فضل في تطوير مستواك؟
- الاطرش: المدربان موسى نواورة ومحمود اللحام، لن انسى فضلهما في تطوير قدراتي ومهاراتي.
* «ايام الملاعب»: هل اقتصر اهتمامك فقط على ممارسة السباحة؟
- الاطرش: طبعا لا، قمت بالعمل على تطوير قدراتي في مجال التدريب، واخذت شهادة الانقاذ وعملت بها، وشاركت في دورة من خلال جامعة بيت لحم بالتعاون مع جامعة كولن الألمانية وحصلت على شهادة تدريب الاطفال.
* «ايام الملاعب»: كلاعبة ما هو طموحك؟
- الاطرش: ربما القارئ سيفاجأ مما سأتكلم به وهو ان تكتمل رؤية الاتحاد الفلسطيني بتطوير السباحة بشقيها: السباحين والمدربين وان يستكمل الاهتمام بالجيل القادم.
* «ايام الملاعب»: ماذا تلقبين؟
- الاطرش: فراشة فلسطين.
* «ايام الملاعب»: حادثة حصلت معك وتركت اثرا وعاملا نحو التحفيز والاجتهاد؟
- الاطرش: في احدى البطولات المحلية العام 2009، وتحديدا بطولة فلسطين، لم اكن مستعدة بشكل جيد وبالتالي لم احقق النتيجة المطلوبة، ما دفعني هذا للمثابرة والعودة للالتزام بشكل مكثف في التدريبات، فكان له الاثر الايجابي، حيث تم اختياري للمشاركة في بطولة الالعاب الاسيوية في الصين العام 2010 والتي كانت من اروع التجارب، كسبت الخبرة من خلال المعسكر التدريبي الذي سبق البطولة واقيم في البلد مستضيف البطولة.
في هذه البطولة وبعد انهاء مشاركتي كانت لي تجربة بأنني كنت العربية الوحيدة بالانخراط في عمل الفرق التطوعية في البطولة من خلاله قدمت صورة حضارية عن فلسطين.
* «ايام الملاعب»: ما الظروف التي اجبرتك على التوقف عن ممارسة اللعبة حتى وقت قصير؟
- الاطرش: نعم توقفت عن السباحة اثناء تقديمي لامتحان الثانوية العامة، وبعدها المرحلة الجامعية على مدار 3 سنوات حرصا مني على مسيرتي التعليمية، لكن انا عدت مجددا لممارسة اللعبة، وانا استعد الآن لأن اعود لامجادي السابقة، بناء على توجيهات رئيس اتحاد اللعبة الذي اعطى الفرصة لعدد من اللاعبات بالعودة والتحضير من اجل اختيار عناصر المنتخب المستقبلي للمشاركة في الاستحقاقات الدولية منها اولمبياد لندن 2016.
* «ايام الملاعب»: هل لديك اهتمامات رياضية اخرى؟
- الاطرش: طبعا اتابع كرة القدم وفريقي المفضل عالميا ريال مدريد لأن كافة الاسرة بقيادة والدي يشجعون الملكي.
* «ايام الملاعب»: مثلك الاعلى في اللعبة؟
- الاطرش: التونسي اسامة الملولي.

البطاقة الشخصية

- الاسم: ميري ابراهيم الاطرش
- العمر: ٢٠ سنة
- مكان الاقامة: بيت ساحور
- المؤهل العلمي: طالبة في جامعة بيت لحم (سنة ثالثة، ادارة اعمال)